راية النصر قريبًا في حلب / عمر معربوني

 

عمر معربوني* ( الجمعة ) 14/10/2016 م …

مطلع العام 2014، أطلقت الجماعات المسلحة في حلب معركة “بتر الكافرين” من محورين أساسيين شمالًا مستهدفة مقر المخابرات الجوية وجنوبًا للسيطرة على منطقة الراموسة.

هذه المعركة التي ترافقت مع حشد عسكري واعلامي غير مسبوق شكّلت بداية العمليات العسكرية الكبرى لهذه الجماعات والهادفة للسيطرة على احياء حلب الغربية لكنها كغيرها من المعارك باءت جميعها بالفشل ولم تؤدي الغرض من اطلاقها.

حينها كانت عمليات الجيش السوري تتركز على تحسين شروط المُدَافعة عن أحياء حلب الغربية في الوقت الذي كانت فيه وحدات الجيش تحشد على محاور مختلفة وتنفذ عمليات خرق عبر تكتيك الممرات والعزل، وهي عمليات تراكمية أدّت الى تحرير المنطقة الصناعية وفك الحصار عن السجن المركزي والوصول الى منطقة باشكوي التي شكّلت نقطة الإرتكاز الأساسية لانطلاق الجيش بإتجاه مدينتي نبل والزهراء وفك الحصار عنهما، وشكّلت فيما بعد نقطة الإنطلاق بإتجاه مزارع الملّاح والسيطرة على طريق الكاستيلو وحي بني زيد الذي ردّت عليه الجماعات المسلحة بالإندفاع نحو منطقة الكليات العسكرية والسيطرة على اجزاء كبيرة من منطقة الراموسة، هذه العمليات التي استكملت باتجاه مخيم حندرات ومستشفى الكندي وهي عمليات مستمرة ومتتابعة.

عملية الجماعات المسلحة والتي وصفتها حينها ومنذ اليوم الأول بأنها الفخ الكبير الذي سيؤدي الى استنزاف قوات النخبة لدى الجماعات المسلحة وستؤدي الى انهيارات كبيرة في صفوفهم، سيعمل الجيش السوري على استثمارها والشروع بتنفيذ عمليات بإتجاه الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وهو ما يحصل حاليًا وسنعود اليه بالتفصيل في سياق النص، ولكن بعد التذكير بأنّ الجيش السوري في ارياف حلب الجنوبية الشرقية يمتلك نقطة ارتكاز هامة تشبه نقطة ارتكاز باشكوي، وهي قاعدة كويرس الجوية التي يستطيع الجيش السوري منها تطوير عمليات باتجاه الشرق نحو دير حافر والشمال نحو مدينة الباب.

في الريف الجنوبي الغربي لحلب، يمتلك الجيش السوري اكثر من نقطة ارتكاز تؤهله للإندفاع غربًا وتخطي الزربة والوصول الى تفتناز ومنها الى الفوعة وكفريا وجنوبًا من محورين باتجاه ابو الضهور وسراقب، وهي اندفاعات حاصلة لا محالة بعد استكمال تحرير احياء حلب الشرقية حيث سيتوفر للجيش عديد بشري اضافي يمكنه من زج قوات اضافية في عمليات الريف الغربي والريف الجنوبي الغربي لحلب.

وإن كان استئناف العمليات باتجاه الغرب والجنوب يتطلب بعض الوقت إلّا أنّ هذه العمليات ستكون ضمن بند العاجل بعد تحرير احياء حلب الشرقية التي باتت بحكم المنتهية، حيث تشير الى ذلك معطيات الميدان حيث تتقدم وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة على اكثر من محور من الشمال والجنوب ضمن تكتيكات تضمن التقدم الآمن والسيطرة الثابتة.

في محور بستان الباشا سيطرت وحدات الجيش السوري على القسم الأكبر من الحي في محيط المعهد الرياضي ونادي العروبة، هذه السيطرة التي ترافقت مع تقدم موازٍ في سليمان الحلبي ونحن هنا نتكلم عن معاقل اساسية للنصرة واحرار الشام حيث تتم السيطرة بوقت قياسي لم يكن متوقعًا.

في المحور الشرقي للأحياء الشرقية تنفذ وحدات الجيش السوري عمليات اقتراب من مساكن هنانو بعد ان احكمت سيطرتها على مساحات اساسية في البريج، ويتوقع أن تلتقي الوحدات المتقدمة في هذا المحور عند دوار الصاخور مع القوات المتقدمة من سليمان الحلبي.

التقدم ذاته يحصل في الشيخ سعيد والعامرية جنوب حلب، ما يعني ان مساحة الأمان لتموضع وحدات الجيش في الراموسة بات واسعًا واكثر أمانًا، علمًا بأنّ سيطرة الجيش على المنطقة المشرفة من الشيخ سعيد سيؤهله من السيطرة النارية على مساحات كبيرة اضافية قريبًا.

هذه الإنجازات التي تتراكم يوما بعد يوم ستؤدي قريبًا الى حسم المعارك اما بواسطة السيطرة العسكرية بعد تحقق الإنهيار الكامل في صفوف الجماعات المسلحة او من خلال الدخول في تسويات تسرّع انهاء الوضع وتعيد الأمان لكامل مدينة حلب، وهو ما سيكون انعطافة كبرى في مسار الحرب على سوريا وهو ما يفسر التوتر الأميركي والغربي، حيث يدرك هؤلاء اهمية حلب والتحولات الناتجة عن تحريرها كاملة من قبل الجيش السوري، وهو ما تسعى اميركا ومن معها لإعاقته ومنع حصوله.

في كل الأحوال، لم تعد ايام الجماعات المسلحة في حلب طويلة، وقريبًا جدًا سترفع وحدات الجيش السوري العلم السوري راية النصر على كامل حلب الخالية من الإرهاب والعائدة الى الوطن.

 

*ضابط سابق – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.