تساؤلات في ختام قمة الرياض الاستثنائية العربية الإسلامية!! / سماك العبوشي

سماك العبوشي (العراق) – السبت 11/11/2023 م …




صدق من قال: تمخض الجبل فولد فأرا!!

هكذا هو المشهد الذي اعتدنا أن نراه في ختام كل قمة عربية، اعتيادية كانت أو طارئة، اللهم باستثناء قمة الخرطوم (مؤتمر القمة الرابع ) المنعقدة بتاريخ 29 أغسطس 1967 على خلفية هزيمة عام 1967 أو ما عرف بالنكسة، والتي عرفت باسم قمة اللاءات الثلاثة حيث خرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه!!

بعد 35 يوما من بدء الجرائم والمجازر الوحشية لدولة الاحتلال على غزة العزة وابنائها، وبعد تساقط ما يقارب 11000 من الشهداء الأبرار ( نصفهم من الأطفال)، علاوة على تساقط 30000 جريح ومصاب، وهدم أبراج سكنية على رؤوس ساكنيها، ومعظم مشافي غزة بفعل القصف الوحشي لطائرات الاحتلال، وما رافقه من انقطاع الماء والكهرباء، وانتفاء الغذاء ونفاد الدواء، وكذر للرماد في العيون (كما اعتاد قادة الأنظمة العربية!!)، فقد استفاق حكام قادة الأنظمة العربية والإسلامية من نومتهم الهانئة، وتمطوا على أسرتهم الوثيرة المريحة، وتنادوا فيما بينهم لعقد قمة غير استثنائية عربية إسلامية في الرياض هذا اليوم (السبت الموافق 11/11/2023 ) لبحث تطورات الاحداث في غزة، ومناقشة الجرائم والمجازر الوحشية التي وقعت على أبناء جلدتهم في غزة، ودراسة ومناقشة سبل السعي العربي الاسلامي للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إنهاء الأعمال العدائية الوحشية في غزة!!.

ظهر أصحاب الجلالة والفخامة والسمو في قاعة قمتهم، فأدلى كل بدلوه، مستعرضا بعبارات الأسى والأسف لما جرى ويجري في غزة ومنذ 35 يوما خلت، وكعادة كل مؤتمر قمة بانتهاء أعماله، فقد تم عقد مؤتمر صحفي حضره وزير خارجية العربية السعودية وأمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي وبحضور جمع من صحفي ومراسلي وكالات الانباء العالمية، حيث أكد وزير خارجية العربية السعودية ( شجب !!)، و (استنكار !!) قادة الأنظمة العربية والإسلامية لما يجري في غزة طيلة ثلاثين يوما، مع ( التنديد شديد اللهجة !!) لمواقف أمريكا وبعض الدول الاوربية المساند والمؤيد لدولة الاحتلال!!!، هذا كما تضمن البيان الختامي رسالة عاجلة ( بعد 35 يوما من قصف غزة وقتل أبنائهم وتهجيرهم!!) الى المجتمع الدولي دعا فيه:

– أن تتوقف هذه الحرب!!

– ضرورة فتح معبر رفح الحدودي الفوري لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة!!

– مطالبة الادعاء العام للمحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في الجرائم الوحشية لقوات الاحتلال!!

– تشكيل لجنة من وزراء دول عربية وإسلامية لنقل موقف القادة الى المجتمع الدولي!!

 

وعلى ضوء قرارات القمة المعلنة والمذكورة أعلاه، فإنني اتساءل بمنتهى الاستغراب:

أولا … بخصوص معبر رفح المصري السيادة:

سبحان الله تعالى!!

أما خجلتم بالله عليكم !!

أليس معبر رفح الحدودي هو معبر مصري بامتياز!؟، فكيف بالله عليكم تطالبون وتناشدون المجتمع الدولي إلى ضرورة فتح معبر رفح (المصري السيادة) لدخول المساعدات الإنسانية العاجلة لأبناء غزة!؟

ثم … أخاطب القادة الموقرون:

عجبا لكم!!

ما هكذا تورد الإبل!!

أما كان أيسر لكم مطالبة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بضرورة فتحه باعتباره جالسا الى جواركم، مشاركا بمؤتمركم، بدلا من مناشدته بالبيان الختامي!!؟

ثانيا … بخصوص تشكيل لجنة وزارية من أربعة وزراء عرب واسلاميين للاتصال بقادة الدول الغربية المساندة لدولة الاحتلال لغرض تغيير مواقفهم تلك … فأقول:

تالله ووالله وبالله إن تلك المواقف الغربية المنحازة لدولة الاحتلال لم تكن في حقيقتها وليدة الساعة واللحظة، بل هي عبارة عن تحصيل حاصل لفترة من التقاعس والتخاذل الذي أبديتموه لعقود طويلة حيال القضية الفلسطينية، وعدم ممارستكم لواجبكم الشرعي والقومي تجاه أبناء فلسطين، فكان من الطبيعي أن تماهى قادة الغرب مع دولة الاحتلال ووقفوا الى جانبها طيلة الفترة المنصرمة، ولو أن المجتمع الدولي تلمس حرصا واهتماما من قادة الأنظمة العربية والإسلامية في الفترة المنصرمة لقضية فلسطين واعتداءات وتجاوزات دولة الاحتلال، أقول لما تمادت هذه الدول الغربية بنصرة ومؤازرة دولة الاحتلال وإعطائها الضوء الأخضر كي تقترف جرائمها وتظهر وحشيتها المفرطة أولا، ولما كان وصل هذا الاستخفاف الإسرائيلي الى هذا الحد من العدوان الغاشم وعدم الانصياع للقرارات الدولية ثانيا!!

ثمة تساؤل رائع طرحه عدد من الصحفيين الحاضرين للمؤتمر الصحفي في ختام القمة عن جدوى تلك القرارات المتخذة في هذا المؤتمر الاستثنائي والطارئ، وما إمكانية إجبارها للدول الغربية المنحازة لدولة الاحتلال على احترام وجهة نظرنا العربية والإسلامية وتغيير مواقفها المساندة لها!!؟

وأضيف لتساؤل الصحفيين أعلاه فأقول:

لو كنتم أيها القادة الكرام جادين حقا وصادقين في مسعاكم للضغط على الدول الغربية المنحازة لدولة الاحتلال

لكنتم أضفتم فقرة محكمة البناء، شديدة اللهجة، تنص على دعوة القمة لإنهاء جميع العلاقات القائمة لبعض الدول الحاضرة في المؤتمر مع دولة الاحتلال، علاوة على سحب أو تعليق عمل سفراء الدول المساندة لدولة الاحتلال وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا تحديدا في عواصمكم!!

 

وأعود لدائرة التشاؤم التي اعتدنا عليها تجاه معطيات ومفرزات ونتائج القمم العربية، لأوجه تساؤلا لقادة انظمتنا العربية والإسلامية:

ماذا سيكون موقفكم يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو في حالة عدم التزام إسرائيل بالقانون الدولي!!؟

وماذا ستكون ردة فعلكم لو رفضت الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الغربي ممارسة الضغوط على دولة الاحتلال!!؟

وأخيرا … ما هي البدائل التي ستتخذونها من اجل وقف العدوان الغاشم والمستمر على اهلنا وشعبنا في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا!!؟

 

قال تعالى في محكم آياته:

“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”… (الأنفال:60).

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.