السيد نصر الله: إبداع المقاومين هو الحاسم والرهان اليوم على الميدان … والمقاومة في لبنان بدأت باستخدام صواريخ “بركان”

الأردن العربي –  السبت 11/11/2023 م …




قال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني السيد حسن نصر الله، اليوم السبت، إن “إسرائيل توجه ضربات قاضية لمشاريع التطبيع التي تسعى إليها”، وأكد أنّ  ما يجري في غزة من عدوان هو تطور خطير وكبير واستثنائي، مشيراً إلى أنّ هذه الجرائم تعبّر عن الانتقام الاسرائيلي المتوحش.

وأضاف السيد نصر الله خلال خطاب أدلاه بمناسبة “يوم الشهيد”، “الفلسطينيون يطالبون القمة العربية الاسلامية التي تجمع 57 دولة في الرياض بالحد الأدنى وبموقف رجل واحد، يأملون أن تتمكن القمة اليوم من فتح معبر رفح لنقل المساعدات والجرحى”، واعتبر ان “إبداع المقاومين هو الحاسم والرهان اليوم هو على الميدان”، وقال ان “إسرائيل” لم تحقق أي انجاز تستطيع أن تقدمه لجمهورها، المقاومون يقاتلون بشموخ رغم الواقع النفسي المؤلم أقوى ألوية النخبة وهو ما يدل على عجز “إسرائيل”.

وأضاف السيد نصر الله ان “ما يجري في غزة من عدوان هو تطور خطير وكبير واستثنائي وهذه الجرائم تعبر عن الانتقام الاسرائيلي المتوحش”، وأضاف “جرائم الاحتلال تعبر عن طبيعته المتوحشة وأبرز أهدافها هي إخضاع شعوب المنطقة وإسقاط إرادة المطالبة بالحقوق”.

وتابع تصاعد المقاومة في الضفة قد يجبر الاحتلال إلى سحب بعض من فرقه من الحدود مع غزة ولبنان” واكد ان “الاحتلال ما زال عاجزاً عن تقديم صورة “انتصار” له أو صورة “انكسار” للمقاومين”.

كما قال نصر الله إن “مهاجمة القوات اليمنية بالصواريخ والمسيرات لأهداف إسرائيلية لها نتائج مهمة بعيداً عن عملية الاعتراض لها”.

وأشار نصر الله إلى أن “عمليات المقاومة العراقية ضد الأهداف الأميركية هي مساندة للفلسطينيين وتخدم فكرة تحرير العراق وسوريا”.

وقال ان “الاحتلال يخاطب لبنان من خلال جرائمه في غزة وقتله المتعمّد والوحشي”، وتابع ان “الاحتلال يخطئ مجدداً وستفشل كل أهدافه ومجازر التاريخ ومن بينها دير ياسين تشهد على ذلك”.

وأضاف السيد نصر الله في خطابه “ثقافة المقاومة تعاظمت جيلاً بعد جيل رغم المجازر حتى وصلت إلى العمل العظيم لكتائب القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر”.

وتابع “جرائم الاحتلال على مدى العقود الماضية وحتى عدوان تموز لم تجعل اللبنانيين يتخلون عن المقاومة”، مؤكدا “هناك كتّاب عرب يساعدون للأسف بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الأهداف الإسرائيلية لكن ذلك سيفشل أيضاً”.

وتوجه السيد نصر الله الى الاحتلال بقوله ” على الإسرائيليين أن ييأسوا من تحقيق أهدافهم وليس شعوبنا التي أثبتت خيارها أنه خيار الانتصار والتحرير والكرامة”، وتابع “العدو يلحق بنفسه الكثير من الخسائر ومن بينها اتضاح حقيقته الهمجية”، وشدد ان “الاحتلال وجّه ضربات قاضية إلى مشاريع التطبيع التي يسعى إليها وموقف شعوبنا الرافض لهذا التطبيع سيكون أشد”.

واعتبر “التحول في الرأي العام العالمي ولا سيما الغربي كما يحصل في الولايات المتحدة وأوروبا هو مهم”، مؤكدا ان “الاحتلال بات يقع تحت ضغط الوقت ولم يعد يدعمه إلا النظام الأميركي ومن بعده النظام البريطاني”.

وأضاف “من يستطيع أن يوقف هذا العدوان هو من يدير هذا العدوان أي الولايات المتحدة الأميركية” واعلن “من يدير هذه المعركة ويقررها ويخوضها هو الإدارة الأميركية وكل الضغط يجب أن يتوجه إلى الأميركيين”.

وعن القمة العربية قال السيد نصر الله “الفلسطينيون يطالبون القمة العربية الاسلامية التي تجمع 57 دولة في الرياض بالحد الأدنى وبموقف رجل واحد”، وتابع “الفلسطينيون يأملون أن تتمكن قمة الرياض اليوم من الضغط على الولايات المتحدة لوقف هذا العدوان”.

وعن جبهة ايلات قال السيد نصر الله “العدو اضطر إلى تحويل جزء من دفاعاته الجوية وقببه الحديدية وصواريخ الباترويت من جنوب وشمال فلسطين إلى إيلات”.

وأضاف “الأهمية في مساندة القوات المسلحة اليمنية لفلسطين هي أنها جيش ومقاومة في آن معاً”، واعتبر ان “مهاجمة القوات اليمنية بالصواريخ والمسيرات لأهداف إسرائيلية لها نتائج مهمة بعيداً عن عملية الاعتراض لها”.

وبشأن جبهة سوريا، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أنّ سوريا تحمل عبئاً كبيراً جداً، “فبالإضافة إلى موقفها الحاسم هي تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل التبعات”.

ولفت إلى أنّ سوريا تتحمل تبعات ضيق الخيارات الإسرائيلية كما حصل في إيلات المحمية أميركياً وإسرائيلياً وحتى عربياً، مضيفاً أنّ “إسرائيل” احتارت في الجهة التي وقفت خلف الهجوم المسيّر على إيلات، “فحمّلت حزب الله المسؤولية واعتدت علينا في سوريا”.

وفي ما يخص إيران، شدّد السيد نصر الله إلى أنه إذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين ولحركات المقاومة في المنطقة فهي ببركة قيادة إيران.

وبحسب ما تابع، فإنّ إيران لم تترك دعماً إلا وقدّمته للمقاومة، لتصمد شعوب المنطقة وذلك على الرغم من كل التهديدات.

وأكد أنّ إيران لا تقرر نيابةً عن حركات المقاومة بل ستبقى “الحامية والمساندة لها”.

وبشأن جبهة لبنان، قال السيد نصر الله إنّ عمليات المقاومة الإسلامية مستمرة على الرغم من كل إجراءات الاحتلال الوقائية.

وأوضح أنه على الرغم من المسيرات المسلحة للعدو، وهي سلاح جديد لم تكن في عدوان تموز، فإنّ العمليات مستمرة وهي بمثابة عمل استشهادي.

كذلك، لفت إلى أنه حصل ارتقاء في عمليات المقاومة على مستوى العمل الكمّي وفي نوعية السلاح، كاستخدام المسيرات الهجومية ونوع الصواريخ، مضيفاً أنّ المقاومة بدأت باستخدام صواريخ “بركان” التي يصل وزنها إلى نصف طن في عملياتها.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى وجود ارتقاء في عمليات المقاومة في لبنان ضد الاحتلال في العمق في فلسطين المحتلة، مؤكداً أنّ الإعلام الإسرائيلي اعترف بوصول أكثر من 350 مصاباً إسرائيلياً، بينهم إصابات خطيرة إلى المشافي.

وتابع قائلاً إنّ المقاومة الإسلامية أبلغت العدو بشكلٍ رسمي أنها لن تتسامح مع استهداف المدنيين، مؤكداً أنّ المقاومة تدخل يومياً مسيّرات استطلاع إلى عمق فلسطين المحتلة وصولاً إلى حيفا، وبعضها يعود والآخر لا يعود.

كذلك، لفت إلى أنّ الاحتلال اعترف بارتفاع منسوب هجمات المقاومة، وبالتالي ارتفع منسوب القلق لديه، مضيفاً أنّ ارتفاع منسوب القلق لدى لكيان الاحتلال أدى إلى ارتفاع منسوب التهديدات للبنان.

وشدد السيد نصر الله على أنّ جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة ستبقى جبهة ضاغطة، مشيداً بالبيئة الحاضنة للمقاومة.

وأشار إلى أنّ هناك موقف عام في لبنان متضامن مع غزة ومؤيد أو متفهم لعمليات المقاومة، باستثناء بعض الأصوات التي تعتبر “شاذة”.

وأوضح أنّ الموقف العام في لبنان هو “موقف مساند، ويجعل جبهة الجنوب جبهة فاعلة ومؤثرة”.

وبحسب ما تابع، فإنّ سياسة حزب الله في المعركة الحالية هي “الميدان، الذي يفعل ويتكلم ثم نحن نعبر عن التطورات”، مضيفاً: “نحن في معركة الصمود والصبر وتراكم الإنجازات، والوقت الذي تحتاجه المقاومة والشعوب ويلحق الهزيمة بالعدو”.

كما اعتبر السيد نصر الله أنّ التضحيات المتراكمة هي التي تؤدي إلى قبول العدو بالهزيمة والاعتراف بها وممارسة فعل الهزيمة، مشيراً إلى أنّ “العدو بات متخبطاً، وهذا التخبط ينعكس من خلال التصريحات المتضاربة لنتنياهو”.

ورأى أنّ “الوقت ليس لمصلحة العدو”، مشيراً إلى وجود “فشل ميداني في إخضاع غزة وتحول في الرأي العالمي وخشية لديه من توسع الجبهات”.

وشدّد على أنّ “كل العوامل، ومن بينها أيضاً ملف الأسرى، ستضغط على العدو، وعلينا الاستمرار في ذلك”، مؤكداً أنّ “أعظمنا تحملاً هم شعب غزة”.

وتابع السيد نصر الله بأنه “يجب أن يفشل العدو في تحقيق كل أهدافه على الرغم من المجازر التي يرتكبها”، معاهداً “كل شهدائنا بالمضي في هذا الطريق لحفظ أهدافهم ومراكمة إنجازاتهم للوصول إلى النصر الآتي، وهو آت آت”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.