“خدعة” أوباما يحرر الموصل”.. و”الخلافة” تبحث عن “وريث” / عامر سبايله
عامر سبايله ( الأردن ) الإثنين 17/10/2016 م …
المتابعون لعملية تحرير الموصل وفي معظمهم خلصوا للاستنتاج بان عملية تحرير الموصل في جوهرها هي عملية شكلية نظراً لانسحاب التنظيم و قياداته في اطار ممنهج في الشهور و الاسابيع الماضية من المدينة.
بالنسبة للولايات المتحدة، لا يمكن التغاضي عن قراءة اصرار الولايات المتحدة علي الفصل بين عمليتي الموصل و الرقة فخطوة الفصل هذه يمكن قراءتها في اطار البعد البراغماتي الامريكي الذي يظهر في طبيعة ادارة الولايات المتحدة لملف مواجهة الارهاب.
منذ بداية وصول تنظيم داعش الي الموصل ارادت الولايات المتحدة ان تختص و تستأثر لنفسها عملية تحرير الموصل و الرقة و الظهور بصورة المخلص على غرار الطريقة الهوليودية التي قتل فيها اسامة بن لادن و شكل استثمار الحدث سياسياً في الولايات المتحدة انذاك. التضخيم الذي يسود وسائل الاعلام الامريكية حالياً بخصوص دور الولايات المتحدة في تحرير الموصل يشير الى تضخيم الحدث عسكرياً لاستثماره سياسياً و تقديم الخدمة الاكبر للادارة المغادرة بأنها قامت بعمل حقيقي ضد تنظيم داعش كون المطلوب قولة ان أوياما في السنة الاخيرة من حقبته الأولى انهى بن لادن و في الثانية حرر الموصل.
ان تسويق تحرير الموصل من قبل الولايات المتحدة قد يواكبه منطقياً تأزيم للاوضاع في الرقة و تصعيب لعملية تحريرها في ظل اي خطة تشهد غياب الولايات المتحدة عن المشاركة الرئيسية بها.
كثير من التقارير الامنية اشارت الي خروج معظم مقاتلي داعش من الموصل مؤخراً باتجاه الرقة مما يعني ان معركة الرقة تزداد صعوبة كلما زادت سهولة معركة تحرير الموصل.
اما على الصعيد الاخر فان سقوط دابق يعني منطقياً انهيار ايدولوجية تنظيم داعش، حيث ان التنظيم قام ببناء اسطورته على فكرة وراثته للخلافة المفترضة و انه المنتصر في اطارة المواجهة “الارماجدونية” اي المواجهة النهائية بين معسكري الحق و الباطل.
هذه الخسارة و سقوط الموصل يعني منطقياً ان مرحلة البحث عن وريث للخلافة الداعشية قد بدأ فعلاً و ان المرحلة القادمة ستشهد ولادة عدة تيارات و تنظيمات تدعي لنفسها وراثة الخلافة و استمرار نهجها.
كذلك فان هذه الضربات قد تدفع بلاشك افراد التنظيم و خلاياه المنتشرة للعمل بشكل فردي على صعيد واسع مما يعني ارتفاع في خطر زيادة العمليات الارهابية و اتساع رقعتها الجغرافية في اماكن متعددة.
ان رمزية سقوط الموصل كونها المكان الذي اعلن منه البغدادي خلافته يشكل ضربة كبيرة للتنظيم و عقيدته و اتباعه لكنه بلاشك قد ينقل المواجهة الي اماكن اخرى و يزيد من تعقيد عملية تحرير الرقة خصوصاً اذا ما كانت الولايات المتحدة و حلفاءها خارج هذا التنسيق و خارج حسابات الانتصارات الرمزية التي ارادتها الولايات المتحدة لنفسها في الموصل.
التعليقات مغلقة.