قصة تهز الضمير الوطني … عسكري متقاعد يُحول للمحكمة بتهمة التسول ..أخذوه لحما ورموه عظما

 

الأربعاء 19/10/2016 م …

الأردن العربي – كل الأردن …

هكذا كان يصرخ العجوز التسعيني في قاعة المحكمة بصوت مخنوق والدموع تنهمر من عينيه ‘ بعد معركة الكرامة بهدلتوني ..! وهو يضع إصابع إحدى يديه على خديه المبلولتان بدموع عينيه، وباليد الأخرى يؤشر بعكازه على صورة للملك الحسين رحمه الله معلقة فوق مكتب قاضي المحكمة التي يقف أمامها بتهمة التسول في عمان .

كانت فرق مكافحة التسول قد ألقت القبض عليه وحولته إلى المحكمة قبل سبعة شهور، وتفاجأت القاضي صاحبة الضمير الحي عندما اعطاها بطاقة تقاعده العسكرية برتبة جندي ثاني من الجيش العربي حاكمته وهي كلها خجل من عمره ومن ماضيه،

وتركته يغادر قاعة المحكمة وهو يردد “انا مابشحد الناس بيعطوني …” وانا متأكد لو اي واحد شافه رح يعطيه مساعدة لوضعه المزري ..وكونه محوّل إلى المحكمة بموجب قضية وضبط تسوّل إضطرت القاضي إصدار حكم حبس اسبوع غيابي قائلة في نفسها “ختيار ما رح تجيبه الشرطة” .

لتتفاجأ بعد سبعة شهور من الحادثة برجال التنفيذ القضائي يحضرونه إلى المحكمة لتنفيذ الحكم، وعندما سمع الحضور بكاءه وشاهدوا دموعه تنهمر على وجنتيه دبت النخوة بالحضور من المحامين وأخرين وساعدوه على إستبدال العقوبة بالغرامة ودفعوها عنه وأعطوه ما يؤمن له العودة إلى بلدته كفرخل – جرش .

للأسف إن من ضبطه وقدم فيه ضبط التسول هي الجهة المسؤولة عن رعاية وحماية مثل هؤلاء المسنين، لقد هزني كيف من كان بطلاً من أبطال معركة الكرامة يزين جبينه شعار الجيش العربي وكان يمشي منتصب القامة مرفوع الرأس وكلنا مدانين له ولأمثاله من الأبطال بما ننعم فيه من أمن وإستقرار أن ينتهي به الأمر متسولاً في شوارع عمان لعدم كفاية ما يتقاضاه من قروش تقاعده،

المسؤولية والقصور تدين الجميع بدءً من مؤسسة المتقاعدين العسكريين كونه أفنى زهرة عمره في القوات المسلحة مرورا بنواب التشريع الذين كانوا همهم منح أنفسهم رواتب تقاعدية ناسين الذين لا تكفي رواتبهم للعيش الكريم،

أين التنمية الإجتماعية وطوابير موظفيها ودراساتهم الإجتماعية ؟ أين مؤسسات المجتمع المدني التي تقيم الدنيا ولا تقعدها دفاعاً عن شخص أُعتقل لقيامه برفع شعارات وهتافات تتجاوز ما يسمح به القانون، كيف يتمكن أفراد التنفيذ القضائي من القبض على هذا العجوز ويتركون المطلوبين الخطرين بقضايا القتل والسلب والنهب يسرحون ويمرحون .

 

أعرف عن حالات كثيرة مشابهة تدخل فيها جلالة الملك شخصياً للمساعدة . أصبحنا ضائعين في وطننا تخلينا عن تكافلنا الإجتماعي كما كانت عليه أخلاق القرية وعاداتنا العربية ولم نطبق الرعاية الإجتماعية كما هي في الدول الأجنبية، وأُذكر بما قاله سيدنا عمر بن الخطاب عندما رأى اليهودي العجوز يتسول “ما أنصفنا هذا المسن أخذنا منه شابا ونضيعه عجوزاً”.هلا نيوز

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.