مقتدى الصدر يرحب بالهدنة في غزّة: بداية نهاية الإرهاب الصهيوني ـ الأمريكي

الأردن العربي –  السبت 25/11/2023 م …




رحّب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الجمعة، ببدء سريان الهدنّة في قطاع غزّة المحاصر، وفيما أشاد بموقف المقاومة في فلسطين وإذلالها العدو الصهيوني، دعا إلى محاكمة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو كـ»مجرمي حرب» محذّراً في الوقت عينه من خطورة «غدّر ونكث» العدو للوعود والعهود.
وقال في «تدوينة» له: «الحمد لله الذي نصر عبده وأعزّ جنده وغلب الصهاينة وحده فله الحمد حمداً دائماً لا ينقطع».
وحيّا «المقاومة الفلسطينية البطلة التي أذلّت العدو الصهيوني وأعزّت المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها بثباتها وصمودها أمام أعتى قوى الشر الصهيوني والأمريكي والألماني والفرنسي والبريطاني وأذنابهم. وها هو نصر آخر يكتب على أيديهم مع بدء الهدنة التي اضطر إليها العدو الغاشم والاستعمار الظالم».
وأعرب عن أمله أن «تكون هذه الهدنة بداية نهاية الإرهاب الصهيوني الأمريكي الذي يطال أهلنا الأحبة في فلسطين عموماً وأهلنا في غزة على وجه الخصوص» غير إنه حذّر في الوقت عينه من «غدر العدو ونكثه للعهود والوعود، فلا عهد لهم ولا خير فيهم كما تعلمون ونعلم».
ودعا إلى أن «يستمر السلام ويبعد الله الإرهاب والإجرام الصهيوني ووقف المجازر ضد المدنيين ولقمة عيشهم وكرامتهم، وأن يجرّم العدو الصهيوني وكبيره النتن وداعمه العجوز الخرف (في إشارة إلى بايدن) كمجرمي حرب لما قاموا به من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ضد الأطفال والنساء والمستشفيات والمساجد والكنائس».
وخاطب، المقاومين في فلسطين المُحتلة بالقول: «أننا معكم في حربكم وسلمكم وفي كل قراراتكم، وسيبقى الصهاينة أعداءنا ولا تطبيع معهم ولا سلام ما حيينا. وقد خلّد الله والتاريخ 7 أكتوبر/ تشرين الأول نصراً لن يمحى ولن ينسى. فشكراً لكم».
وقبل ذلك، ندّد الصدر بما يقوم به الصهاينة الذين وصفهم بـ«الارهابيين» من أفعال بشعة ضد الفلسطينيين بحجة محاربة المقاومة الفلسطينية.
وذكر في خطبة صلاة الجمعة الموحدة التي تلاها خطباء منبر «الصدريين» في عموم محافظات البلاد، «اليوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بعربه وعجمه وإسلامه ومسيحيته، وبأديانه وإلحاده، يقوم الصهاينة الإرهابيون بأبشع الأفعال وأقذرها ضد الفلسطينيين بحجة محاربة المقاومة الفلسطينية، التي لا تريد إلا استرداد كرامتها وأرضها، التي اغتصبها الصهاينة قبل عشرات السنوات، فهي تريد بناء أمبراطوريتها على حساب دماء الأطفال والنساء، وعلى حساب المستشفيات والكنائس ودور العبادة، فلا قانون دولي يمنعها من استعمال الأسلحة الممنوعة، ولا ضمير يمنعها من الإرهاب والتمعن والتلذذ بقتل الأبرياء. فتنعت من تشاء بالإرهاب تارة وتهدد أي دولة بكل حرية وبلا رادع تارة أخرى، كأنها الإله، بل هي الصنم الأكبر وماهي إلّا أرذل الخلق وأتفهه».
وأفاد أن إسرائيل «تريد محو غزة لتنعم (تل أبيب) بالسلامة والأمن والأمان. تبيد شعباً كاملاً من أجل حفنة لفيف قد تجمعوا إثر طردهم لسوء خُلُقِهم وفِعالهم من هنا وهناك».
وزاد: «سحقاً للصهاينة الأنجاس الذين لا يرَوْن إلا راحتهم واستقرارهم، وإن أدّى ذلك إلى محو دوَلٍ بأكملها من دون أن يرفَّ لهم جفن، ولا يراعون قانونا، ولا إنسانية، ولا دينا، ولا ضميرا، ولا مظاهرات شعبية رافضة لأفعالهم عمت العالم بأسره».
وجاء موقف الصدر على وقع تصاعد الهجمات التي تشنّها فصائل «المقاومة الإسلامية» في العراق، ضد المصالح الأمريكية والقواعد التي تستضيف قوات «التحالف الدولي» بزعامة واشنطن في غرب وشمال العراق، ردّاً على ضلوع الولايات المتحدة في الحرب ضد قطاع غزّة.

قال إن المقاومة الفلسطينية أذلّت العدو ودعا لمحاكمة بايدن ونتنياهو

وقال مسؤول عسكري أمريكي لـ«رويترز» إن قوات بلاده تعرضت للهجوم «أربع مرات في العراق وسوريا» أول أمس الخميس، بصواريخ وطائرات مسيرة مسلحة، «لكن لم تقع إصابات أو أضرار في البنية التحتية».
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر هويته، أنه « تم إطلاق عدة طائرات مسيرة متفجرة على قاعدة عين الأسد الجوية غربي بغداد، كما أُطلقت طائرة مسيرة على قاعدة تضم قوات أمريكية قرب مطار أربيل في شمال العراق».
وكانت جماعة تطلق على نفسها اسم «المقاومة الإسلامية في العراق» والتي يقول محللون إنها تضم عدة جماعات مسلحة عراقية متحالفة مع إيران، قد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات على الموقعين.
بيان «للمقاومة الإسلامية في العراق» ذكر أنه «رداً على الجرائم التي يرتكبها العدو بحق أهلنا في غزة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، قاعدتين للاحتلال الأمريكي بأربع هجمات».
وأضاف البيان: «استهدفت اثنتان منها قاعدة (عين الأسد) غربي العراق، واثنتان استهدفتا قاعدة الاحتلال قرب مطار أربيل شمالي العراق، خلال أوقات مختلفة من (الخميس) بالطائرات المسيّرة» مؤكداً أن تلك العمليات «أصابت أهدافها بشكل مباشر».
وفي تطورٍ موازٍ، تبنّت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها «المقاومة الإسلامية/ مجموعة الظافرين» الاشتباك مع القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد، معلنة مقتل أحد عناصرها في الهجوم الذي وقع الخميس.
وذكرت في بيان تناقلته منصّات إعلامية مقرّبة من الفصائل، أن «مجاهدي المقاومة الإسلامية مجموعة الظافرين قاموا باستهداف أبراج قاعدة الاحتلال الأمريكي في الأنبار (عين الأسد) من مسافة قريبة جداً بالقذائف، وإمطارها بوابل من الرصاص والاشتباك مع مشاة العدو ثم الانسحاب» مشيرة إلى أن أحد عناصرها، يدعى (جعفر الصادق أحمد الطائي) ويلقب بـ (مدرك) «ارتقى شهيداً أثناء اشتباكه مع مشاة الاحتلال الأمريكي بمحيط قاعدة عين الأسد».
وتأتي الهجمات بعد يوم من قصف الولايات المتحدة أحد المقرات التابعة لجماعة «كتائب حزب الله» العراقية، المنضوية في «الحشد» جنوبي بغداد، في هجوم قالت الجماعة إنه أسفر عن مقتل ثمانية من أعضائها وجرح 4 آخرين.
وأدانت حكومة بغداد الهجوم ووصفته أنه «تصعيد خطير فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية».
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن قصفت جماعات متحالفة مع إيران بعد تصاعد هجماتها التي استهدفت القوات الأمريكية والدولية عشرات المرات بعد 10 أيام من بدء الحرب في غزّة.
وذكر المسؤول العسكري الأمريكي لـ«رويترز» أنه حتى يوم الخميس «وقع 36 هجوما في العراق و37 في سوريا».
في السياق، علّقت إيران على الهجوم الأمريكي الأخير الذي استهدف «الحشد» في منطقة جرف الصخر، جنوبي العاصمة بغداد، محذرة من هدف أمريكا زعزعة أمن واستقرار العراق.
السفير الإيراني لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق، قال في «تدوينة» له أمس الجمعة، إن «الاعتداء العلني وانتهاك السيادة الوطنية العراقية والقوانين الدولية من قبل أمريكا من خلال الهجمات المتكررة هو علامة أخرى على اهدافها ونواياها لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة».
في حين، أكد النائب عن كتلة «الصادقون» التابعة لحركة «عصائب أهل الحق» أحمد الموسوي، أن العراق لديه الكثير من الخيارات والأوراق التي بالإمكان أن يلجأ اليها للرد على التصرفات الأمريكية «غير المستغربة» تجاه البلاد.
ونقل إعلام الكتلة عن الموسوي قوله، إن «ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية متوقع جدا ولا شيء مستغرب في تصرفاتها تجاه العراق، في وقت تمتلك فيه الحكومة الكثير من الأوراق السياسية والاقتصادية ضد واشنطن».
ورأى أن «الكثير من الدول لديها استعداد على التعاون الاقتصادي مع العراق وأعلنت ذلك بشكل صريح، وبالتالي فإن التعاون في هذا المجال ليس حكراً على الإدارة الأمريكية، وهناك الكثير من الخيارات التي يمكن للعراق اللجوء اليها للاستغناء على علاقاته مع أمريكا».
وبين النائب عن الحركة التي يتزعمها قيس الخزعلي، أن «المعسكر الشرقي لديه إمكانيات كبيرة، خصوصا على الصعيد الاقتصادي، والعراق يستطيع عقد اتفاقات نفطية ومالية وتبادل للعملات معهم، وهو ما يؤكد أن أمام العراق الكثير من الخيارات التي لا تجعله مرتبطاً بالإدارة الأمريكية» حسب رأيه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.