نضالات البرغوثية / عامر طهبوب
عامر طهبوب ( الأردن ) – الثلاثاء 28/11/2023 م …
يبدو أنه آن الأوان لدراسة “الحالة البرغوثية” التي جعلت عائلة تعود جذورها إلى “كوبر”، أو “دير غسانة”، أو “بيت ريما”، تحترف النضال، وتتوارثه أباً عن جد، ينغمسون في العمل النضالي بتواتر استثنائي، شكل في التاريخ الفلسطيني الحديث، “حالة برغوثية” قضت مضاجع المحتل.
قضى عمر البرغوثي؛ “أبو عاصف”، ثلاثين عاماً في سجون الاحتلال، وحكم عام 2019 على ولده عاصم 400 عاماً بعد استشهاد شقيقه صالح في عملية خاضاها معاً وقتلت جنوداً ومستوطنين، ويقضي نائل البرغوثي، عم عاصم، حكماً طويلاً من المؤبدات، وهو عميد الأسرى الفلسطينيين، وقضى حتى اليوم 44 عاماً في سجون الاحتلال.
تزوج نائل الذي خرج من الأسر في صفقة وفاء الأحرار في أكتوبر عام 2004 من الأسيرة إيمان نافع التي كانت قد اعتقلت عام 1987، وأفرج عنها عام 1997، وفرضت على نائل الإقامة الجبرية في بيته ومحيط بيته في “كوبر”، كان يصلي الفجر كل يوم قبل أن يخرج ليتفقد أزهار الجبال، ويحرث الأرض، ويزرع الزرع، قبل أن يعاد اعتقاله عام 2014 ويحكم عليه بالسجن عامين ونصف إثر كلمة له في جامعة بير زيت، لكن المحتل أعاد الحكم عليه بالمؤبد السابق.
وهكذا ترى عبد الله غالب البرغوثي، ابن بيت ريما الذي قاد فصائل القسام في الضفة الغربية، وحكم عليه بالمؤبد 67 مرة، وخمسة آلاف ومائتي عام، والقائد مروان ابن “كوبر” الذي قال عنه شارون يوم إلقاء القبض عليه: يؤسفني إلقاء القبض عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرّة، وحكم على مروان بخمسة مؤبدات وأربعين عاماً، ومروان صاحب كتاب شهير يحمل اسم: ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي.
وأما بلال البرغوثي، فقد ارتبط بفتاة فلسطينية تدعو نظيراتها وصديقاتها إلى الارتباط بأصحاب المؤبدات، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، فكانت “بيان” نعم الزوجة، وكتب لها بلال من معتقله رسالة يقول: أهديك أنفاس الثبات والعشق بعد أن كحلت عيوني بنور حضورك، وعندما زارته بيان في سجن نفحة الصحراوي في الشهر الأول من هذا العام، جاءت إلى السجن ترتدي الثوب الفلسطيني، فقال بلال: جاءتني تحمل وطناً.
لله در البرغوثية وأنا أشاهد “أم عناد”؛ الأسيرة المحررة حنان البرغوثي، شقيقة نائل، وشقيقة “أبو عاصف”، وهي تعود إلى الحرية تاركة خلفها أولادها الأربعة خلف قضبان السجون، لله در البرغوثية من مريد إلى تميم، ومن نائل إلى عبد الله، وأحمد، ومراد، وصاحب المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، لله در عائلة صار اسمها مرادف للنضال والثبات والفداء والجمال والأمل، ولله در كل أم لأسير، زوجها أسير، وشقيقها أسير كتلك “العبير” في سلوان التي تحرر ولدها أمين العباسي ابن السادسة عشرة، يحرمها الاحتلال من الفرحة، ويمنع على الأقارب والجيران الاقتراب من بيت البطل، فتتصاعد الزغاريد من البيوت المجاورة على مسامع شرطة الاحتلال، و”العباسية” أسرة نضال أُسِر من أفرادها نحو أربعين من الرجال، وما زالوا على عهد النضال، يزرعون الأمل، ويجيدون العمل.
التعليقات مغلقة.