إمام و عِمامة / المحامي عبدالكريم الكيلاني
المحامي عبدالكريم الكيلاني ( الأردن ) – الأربعاء 6/12/2023 م …
،،،، ربما تمكنت السنون ان تحني كتفيه، إلا انها ، ما نالت من عمامة الشيخ البيضاء الناصعة ، ثبت عكرمة صبري ، خطيب الأقصى الثمانيني ، في وجه حراب الاحتلال بكل بسالة ، شيخ تجاوز عقده الثامن، لكنه أرعب بجهاده دولة غاصبة بكل عتادها ومدرعاتها ، حَوْله وقوته ، يقين بوعد الله ، (وكان حقَّا علينا نصر المؤمنين ) ما زال مرابطا على الثغور في اكناف الاقصى ، لا يردُّه عن جهاده ، خوف و لا بطش ، من مجرم بغيض ، لا يرعى ذمة الشيخ ولا وقاره .
بالأمس القريب عثرت سلطات الاحتلال ، على ضالتها لتحقق انتصارا موهوما ، فداهمت شقة في بناية ، يقطنها الشيخ عكرمة صبري بحي الصوانة بالقدس.
وأخطرت السلطات الاسرائيلية، الشيخ و اهله ، و جيرانه ، بقرار هدم البناء الذي يقطنون، وإخلائه من السكان فورا .
،،،، قبل بضعة اشهر ،أمضى الشيخ عكرمة ، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس ، اياما في الأردن ارض الرباط عقد فيها الندوات و القى المحاضرات ، و استمع له ابناء الوطن الواحد في بيوتهم ومجالس العشائر و الربط و الدواوين معلنين وقفتهم مع الأقصى في مواجهة المخاطر التي تحاك ضد القدس الشريف، واهلنا في فلسطين المحتلة.
العدو المرتعد اليوم ، يلجأ إلى اصابع الديناميت هذه الأصابع المهزومة ، لن ترخي رباط عمامة المجاهد ، و لن تسكت الآذان يعلو حراب المساجد ، و لا قلاعها ، لن تنال من جند الاقصى، الذي يحمى قبلته الاولى، ويعرف ان النضال طويل ، فالشيخ المجاهد الشيخ عكرمة ، امتداد لعمامة الحسين بن علي ، شريف مكة و الحجاز، يرقد في صحن الحرم القدسي حسب وصيته ، عمامة الشيخ عكرمة واخوانه من المجاهدين ، امتداد لعمامة الشهيد عبد الله الاول بن الحسين ، الذي ابى أن يختم عمره إلا مضرجا بدماء الشهادة ، على بوابة الأقصى الشريف .
عمامة الامام في كل بيت فلسطيني ، لن تتمكن منها اصابع البارود ، و لا آلة الاحتلال .
في فلسطين ستبقى تعانق المآذن الكنائس القديمة ، وعندما تحدى الاب ( أنطونيوس حنانيا ) راهب الكنيسة الارثوذكسية ، غطرسة الاحتلال وأطلق صرخته ( اذا منع الاحتلال المسلمين من رفع الاذان في المساجد فسأرفعه أنا بنفسي )
جاءت رسالته معلنة طبيعة الصراع ، بين المؤمنين ، و بين الغاصبين الارض ظلما وعدوانا .
واذا كان الاحتلال يحمي المتطرفين ممن اطلقوا على انفسهم (حراس المعبد ) ، فإن جند الأقصى لهم بالمرصاد ، وهم (مشاريع شهادة ) كما أعلنها كل راع لكنسية و امام لمسجد ، وستبقى الوصاية الهاشمية الهاشمية على المقدسات و الأوقاف الاسلامية و المسيحية ، عنوانا للصمود و الوقوف في وجه مخطط الاحتلال حتى يعود الحق إلى أهله و لو طالت معركة الأقصى.
اما نحن في الأردن ،فلن ننسى اذى العدو ، و سيتواصى الأجيال بالقدس ، عهدة عمر ، و مجد صلاح الدين ، ومرقد الحسين نشيدهم :
(ان نسيتم اذى العدو هلكتم )
(فتواصوا بالقدس جيلا فجيلا )
(وازرعوا القدس في الجوانح حتى )
(تجد القدس للسيوف سبيلا)
التعليقات مغلقة.