غواصات ألمانية لإسرائيل لمواجهة «الخطر الإيراني»

 

الإثنين 24/10/2016 م …

الأردن العربي – كتب يحيى دبوق …

*تضيف الغواصات قدرة على المناورة الاستراتيجية وتأمين خيار الضربة الثانية (أ ف ب )

*«ترهق» إسرائيل في المدى المنظور ميزانيتها في المجالات العسكرية بدلاً من الاجتماعية، تخوفاً مما هو موجود فعلياً ومما قد لا يكون موجوداً

قرار إسرائيل ابتياع ثلاث غواصات ألمانية من طراز «دولفين»، الأكثر تطوراً من الغواصات الست الموجودة حالياً لدى سلاح البحرية الإسرائيلية، يعدّ إضافة إلى القدرة اللاحقة على تعزيز السلاح والوسائل القتالية في إسرائيل، وهي رسالة موجهة إلى الجانب الإيراني تحديداً، ربطاً بالمهمات والقدرات التي يمكن أن يوفرها سلاح الغواصات، في أي مواجهة مستقبلية، قريبة أو بعيدة، مع إيران.

وغنيّ عن الذكر أن ليس لإسرائيل تهديدات قريبة، بمعنى تهديدات متأتية من دول الطوق تستدعي هذا النوع من السلاح. وهي دول موزعة بين دول «غير قادرة حالياً» ودول «مسالمة» لإسرائيل، خاصة الأردن ومصر، اللتين ترتبطان بمعاهدات تسوية مع الإسرائيليين. أما التهديد المتأتي من سوريا ولبنان، براً أو جواً أو بحراً، فليس بمستوى التهديد الذي يستدعي من إسرائيل تأمين «الضربة الثانية» لغواصات تجوب البحار.

هكذا سلاح ليس لازماً لدول الطوق أو في مواجهة الفصائل

الواضح أن قراراً كهذا اتخذ بعد سلسلة من تقديرات الموقف وخطط بناء القوة ومستلزماتها لمواجهة أخطار وتهديدات محدقة بإسرائيل، بالقوة أو بالفعل، حالية أو مستقبلية، ومن الجانب الإيراني تحديداً. ويخدم سلاح الغواصات إسرائيل في اتجاهين اثنين: قدرة مناورة استراتيجية ضد إيران، بمعنى نقل القدرة العسكرية الإسرائيلية من إسرائيل إلى أقرب نقطة ممكنة لتوجيه ضربات ابتدائية أو ردية، وفي الوقت نفسه، تأمين خيار «الضربة الثانية» لمهمة الردع في مواجهة إيران، ودفعها إلى الامتناع عن إصابة إسرائيل بـ«سلاح دمار شامل».

وقرار ابتياع الغواصات لا يأتي فقط من «تقديرات» أو «تخمينات» لتهديدات وأخطار مقبلة فحسب، بل هو تقدير موقف مستند إلى معطيات غير قابلة للجدال من ناحية إسرائيل، خاصة أن الإقدام على ابتياع الغواصات الثلاث يحمّل الخزينة الإسرائيلية أعباءً مالية في موازاة معركة داخلية قائمة حالياً على الميزانية العسكرية التي تعدّ غير مسبوقة.

تلك المعركة تأتي لمصلحة الميزانية الاجتماعية المتراجعة في السنوات الأخيرة والمتسبّبة في تقشّف يدفع إلى خلافات حادة بين الأحزاب الإسرائيلية التي تسعى إلى أصوات الناخبين ممن يلمسون تراجع عطاءات الخزينة ولا يلمسون مباشرةً خطراً وتهديداً أمنيين محدقين، كما تلمسه المؤسسة الأمنية وأجهزتها الاستخبارية.

وكانت الحكومة الألمانية قد أكدت، وفق تقرير لصحيفة «هآرتس» يوم أمس، أن إسرائيل تفكر في شراء غواصات جديدة يمكن أن يتسلمها سلاح البحرية الإسرائيلية بعد عشر سنوات. ووفق المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فإن المفاوضات جارية لابتياع الغواصات، المفترض أن تستبدل الغواصات القديمة الموجودة في إسرائيل.

 

من جهة أخرى، أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن مذكرة التفاهم حول اتفاقية الشراء قد توقّع في نهاية الشهر المقبل، لافتة إلى أن قيمة الصفقة تصل إلى ما يقارب 1.2 مليار يورو. ولفتت أيضاً إلى أن الغواصات الجديدة قادرة على استخدام صواريخ «كروز» يصل مداها إلى آلاف الكيلومترات، ويمكن تزويدها كذلك بصواريخ تحمل رؤوساً نووية. ووفق المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة، فإن أسطول الغواصات الإسرائيلي صار «معداً لتوجيه الضربة الثانية، في حال تعرض إسرائيل لهجوم نووي».

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.