النشوان / المحامي عبد الكريم الكيلاني
المحامي عبد الكريم الكيلاني ( الأردن ) – السبت 09/12/2023 م …
ليس درويش الحضرة، يملؤه التضرع و الفرح في ساعة وجد .
،،، بل مقاتل ،حمل جرحه ، و رمحه على جسده النحيل ، فلما بلغ ما يُرضِي معشوقته ، قفز منتشيا، اضطرب جسده من شدة الفرح ، يصرخ : ( الله اكبر الله اكبر
..و لعت…و لعت …) وقد راى آلة المحتل التي أهلكت الحرث و النسل تحترق امام عينيه.
، اخذ يلوح بيديه على رصيف خال من المارة، يصرخ ويصرخ عاشقا غارقا في محبوبته لا يرى سواها و لا يعرف إلاها !!
أ جل يا ابن غزة ،
ربما حاولت ان تعانق السماء وحدك !!، ربما بلغت الفرح بمعشوقتك وحدك!!
، لكن الملايين ترددها خلفك ( الله اكبر ،الله اكبر ،،،ولعت …)
إنها جذوة العشق إذ تشتعل ، هذا ما لا يعرفه الجبناء ، فاستعداد المقاتل الفلسطينى للمعركة هو استعداد العاشق للقاء معشوقته ، ينشد
( الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا ) ،
القصص / آية ٨٣ .
وما صهيل انفاس المجاهدين ، رهبة من عدو ، و لاخوفا من بغاة ، وانما هو ، وجل العشاق ،وخفقان قلوبهم الايظفروا للمحبوبة بما يأسر قلبها
إييييه يا ابن غزة ،،،،.
(قسما بخيلك اذ اغرن مع الضحى
الموريات النار قدح زناده )
(قد جاء فجرك باغتا لعدوه ،
فاهنىء قرير العين فزت بداره )
ابن غزة ذاك المقاتل الصلب ، يقهر
اكذوبة أقوى الجيوش في الشرق الاوسط ، بأسلحة مصنعة يدويا ، مرتديا قميص ( تي شيرت ) ، او ربما عاري الصدر ممزق الثوب ، يخوض الغمار ضد كتيبة جنود مدججين (بالعتاد الثقيل ) ، صيَّرته البسالة الفلسطينية ، عبئا على حامليه الغرباء ، يرتدون بزاتهم العسكرية المثقلة بالهزيمة ، شأنهم شأن حملهم ، عبء على الارض التي يحتلون ، و آن للحامل و المحمول ان يسقطا .
قذيفة القاهر الفلسطيني لا تخطيء الهدف ، و طلقته لا تنحرف عن موطن الاصابة .
اجل نموت كل يوم الف ميتة ، ونحن نرى بشاعة افعال المحتل القاتل ، ونُبعث الف الف مرة لجسارة المقاتل يدافع عن دينه و ارضه و عرضه .
صورة المجاهدين أشباه عزل ، يصدون جنودا يحتمون بجدران الميركافا ، و الدبابة و المدرعة ، ثم يتساقطون كالعصافير المرتجفة ، بفعل نيران المقاومة ، كل ذلك ليس له إلا تفسير و احد ،،،،
ان الفعل في ارض الميدان هو (الفعل الالهي )،
( لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد )
ق / الآية ٣٧ .
التعليقات مغلقة.