العدوان على غزة … ماذا عن قوة المقاومة !؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) – السبت 09/12/2023 م …
ما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من حرب همجية وهجوم بربري، نازي فاشي – يستهدف قطاع غزة ، مستهدفاً الشجر والحجر، الإنسان والمكان، لا يدخل إلّا في خانة حرب الإبادة وجرائم الحرب، الأف الشهداء والجرحى، ودمار شامل للكثير من المنازل والمساجد والجامعات والمستشفيات والمناطق الحيوية بالقطاع، أو بمعنى آخر، هو تدمير ممنهج للبنية التحتية في قطاع غزة، وهذا ما كان ليحصل إلّا بضوءٍ أخضر وشراكة من دول غربية مؤثرة، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.
وكلّ ذلك بهدف أن يشعر أهل غزة أنّ قوى المقاومة هي السبب في ما يجري لهم، بهدف أن ينسلخ أهل غزة عن قوى المقاومة وعن فكرها المقاوم،والهدف من كلّ ذلك، هو تقسيم غزة لخمس مناطق، لعزل قوى المقاومة عن بعضها البعض، ومن ثم تدمير المخازن والأنفاق، والسيطرة على نقاط العبور وتهريب وتخزين الأسلحة ومن ثم تصفية العدد الأكبر من القادة العسكريين والأفراد المنضوين ضمن صفوف تنظيمات المقاومة في قطاع غزة، وهذا ما لم يحصل ولن يحصل، بل يقف أبناء قطاع غزه يداً واحدة مع قوى المقاومة.
وهنا يبدو واضحاً وبعيداً عن المناورات السياسية الصهيونية ، أنّ «الصهاينة» وشركائهم في المنطقة وداعميهم في الغرب، مصمّمون أكثر من أيّ وقت مضى على أستمرار الحرب الشاملة على القطاع ، مستغلين فوضى الإقليم ، وهنا وتزامناً مع الرهانات الكبرى على مدى قدرة قوى المقاومة في القطاع على الصمود في المواجهات الكبرى، هناك قناعة شاملة عند الكثير من المتابعين لمسيرة قوى المقاومة في القطاع ، بأنّ قوى المقاومة وبما تملكه من قوة ردع نارية عسكرية وبشرية، والأهمّ من ذلك عمق التحالفات مع بعض قوى الإقليم، مؤهّلة للتصدّي ولردع أي عدوان، ولتحقيق المزيد من الانتصارات النوعية على طريق إزالة الكيان الصهيوني من الوجود كما يتحدث قادة المقاومة في القطاع.
ختاماً ، هنا يجب تأكيد ، أن محرقة غزة، ليست حدثاً عابراً، فالصهاينة باشروا الاستعداد العسكري والتنفيذ الفعلي لفصول هذه المحرقة ، بالشراكة مع بعض شركائهم في الغرب ، على أساس أنها ستكون معركة صهيونية بالوكالة عن أمريكا والغرب ، ولكن المفاجأة كانت كبيرة، ورغم حجم الخسائر التي يتلقاها القطاع، إلّا أنّ الصهاينة تلقوا ضربات موجعة في العمق الصهيوني، فأراضي فلسطين المحتلة الخاضعة اغتصاباً للكيان الصهيوني، أصبحت بمجموعها تحت نيران وصواريخ المقاومة، وبغضّ النظر عن نتائج ضربات المقاومة، فهذه الضربات وضعت الكيان الصهيوني وقادته بمأزقٍ كبير بعد أن أثبتت قوى المقاومة أنها قادرة على الردّ، وكلّ ذلك بفضل منظومة خبراء فلسطينيين، تدرّبوا على أيدي أمهر الخبراء العسكريين بالجيش العربي السوري وقوى المقاومة اللبنانية، ومستشارين وخبراء إيرانيين. واستطاعت منظومة الخبراء الفلسطينيين، أن تتمرّس على صناعة هذه المنظومة الصاروخية التي ضربت تل أبيب وحيفا وإلخ… والإضافة النوعية كانت بقدرة المقاومة على تطوير منظومة عمل لطائرات بدون طيار، بالتعاون مع بعض الخبراء في جمهورية إيران الإسلامية، وقد رأينا طلائعها ، تعمل بسماء الأراضي المحتلة، وهذا بحدّ ذاته شكّل حالة من الصدمة لقادة الكيان الصهيوني وشركائهم ، فهم تورّطوا بمعركة لم يدرسوا نتائجها.
التعليقات مغلقة.