وأضاف المحللون لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن كرة الثلج تتدحرج بشدة نحو الذهاب للحرب وأن كل الأطراف تضع يديها على الزناد في انتظار خروج أول طلقة لبدء الحرب، وأن رغبة من حلفاء فنزويلا لإشغال الولايات المتحدة بحرب في الفناء الخلفي لها.

مناورات أميركية
أعلنت السفارة الأميركية في غويانا، الخميس، أنّ الولايات المتحدة ستجري مناورات عسكرية جوية في هذا البلد، في ظل توتر بين جورجتاون وكراكاس بشأن منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط والمتنازع عليها.

قالت السفارة، في بيان: “بالتعاون مع قوات الدفاع في غويانا، ستجري القيادة الجنوبية للولايات المتحدة (ساوث كوم) عمليات جوية في غويانا في 7 ديسمبر”، وأتى الإعلان عن المناورات غداة فقدان أثر مروحية عسكرية تابعة لغويانا في المنطقة الحدودية مع فنزويلا.

 
 

وأضاف البيان “ستواصل الولايات المتحدة تنفيذ تعهداتها باعتبارها شريكاً أمنياً موثوقاً به لغويانا في مجال الأمن وتعزيز التعاون الإقليمي والعمل المشترك”.

وصعّد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التوترات مع غويانا بشأن إيسيكويبو، إذ أصدر أمراًن الثلاثاء ببدء شركات النفط والمعادن المملوكة للدولة منح تراخيص التنقيب عن حقول نفطية في المنطقة.

حشد الجيوش
أرسل الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، قوات إلى الحدود مع غويانا استعدادًا للمطالبة بمساحة 160 ألف كيلومتر مربع من الأراضي المعروفة باسم إيسيكويبو، وفقًا لصحيفة “إل باييس” الإسبانية.

وقالت الصحيفة الإسبانية، الخميس، إنه تم إرسال عدد غير معروف من القوات الفنزويلية إلى بويرتو باريما في ولاية دلتا أماكورو. كما كشف مادورو عن خريطة جديدة لفنزويلا تتضمن المنطقة المتنازع عليها، بعد أن وافق 10.4 مليون ناخب فنزويلي على مثل هذه الخطوة في استفتاء أجري يوم الأحد.

وقال مادورو: “نريد الإنقاذ السلمي لإيسيكويبو .. لقد احتلت الإمبراطورية البريطانية وورثتها غويانا بحكم الأمر الواقع وقاموا بتدمير المنطق”.

كما عين مادورو اللواء أليكسيس رودريجيز كابيلو حاكما جديدا للمنطقة، حيث يقع مقره حاليًا في توميريمو، وهي مدينة تعدين في ولاية بوليفار.

بدورها أعلنت غويانا عن تكثيفها الإجراءات الأمنية وإشراكها الجيش الأميركي لمساعدتها في حماية منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط، واصفةً نوايا فنزويلا لمنح تراخيص التنقيب عن النفط في المنطقة بأنها “تهديد” لسلامة أراضيها.

وقال رئيس غويانا عرفان علي، “لن نسمح بانتهاك أراضينا أو إعاقة تنمية بلادنا بسبب هذا التهديد الكبير”، مضيفاً أن قوة الدفاع في غويانا في حالة تأهب كامل، كما أنها أشركت نظراءها العسكريين، بما في ذلك القيادة الجنوبية الأميركية.

الحرب على الأبواب
المختص في شؤون الأمن القومي الأميركي، سكوت مورغان، يقول إن الحرب أصبحت ممكنة، وأن كرة الثلج تتدحرج بسرعة نحو بدء صراع في القارة اللاتينية، حيث اتخذ الرئيس مادورو بعض القرارات العسكرية والاقتصادية التي تنص على أن المنطقة المتنازع عليها هي بالفعل جزء من فنزويلا.

وأضاف مورغان، أن الجميع الآن في انتظار الطلقة الأولى التي تطلقها القوات الفنزويلية المرابطة على الحدود في طريق سيطرتها على المنطقة المتنازع عليها، وبالطبع لن تقوم قوات غويانا البالغة 5 آلاف فرد من صد هجوم الجيش الفنزويي، ولكن الرهان سيكون على خشية كاراكاس من الدخول في صراع من الولايات المتحدة التي أعلنت عن بدء مناورات عسكرية مع غويانا، وجارتها الكبرى البرازيل التي نشرت وحدات عسكرية على طول حدودها مع الإقليم المتنازع عليه.

وحول إمكانية التدخل الأميركي في حال اندلاع الحرب، يرى مورغان، أنه بالنظر إلى عدم رد إدارة بايدن على الهجمات ضد المصالح الأميركية في العراق وسوريا والبحر الأحمر، فإن التحليق الجوي ونشر القوات المسلحة هو إشارة جيدة من واشنطن، لكن مشاركة الجيش بشكل فعلي في حال بدء العمليات الفنزويلية هو غير مؤكد حتى الآن.

الصدام حتمي
بدوره يقول البحث في العلوم السياسية إدريس آيات، أن الحرب في غويانا باتت شبه حتمية، بعد إعلان أميركا عن إطلاق مناورات عسكرية في ظل هذه التوترات، وإعلان مادورو أن المنطقة المتنازع عليها أصبحت الآن جزءًا من فنزويلا، وطلب بداية تنقيب النفط فيها.

ويرى آيات، أن فنزويلا غير مستعدة للتراجع عن نتائج الاستفتاء الداعي لتدخل عسكري لضم الإقليم، وغويانا لا تمتلك الرفاهية للتخلي عن ثلثي أراضيها، وواشنطن لا ترغب في التفريط بمكاسب 8 سنوات من التنقيب عن النفط لمصلحة فنزويلا، وبناء عليه يبدو أن الحرب حتمية وفق جميع المؤشرات.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي الضامن الأمني لغويانا، عطفًا على أنّ شركة إكسون موبيل هي صاحبة الحصة الكبرى في الاكتشافات النفطية، 38 بئر من الآبار المكتشفة تم عبرها.

وكشف أن حلفاء فنزويلا “روسيا والصين وإيران” يريدون حربًا استنزافية لواشنطن تكون في فنائها الخلفي، علاوةً على أنّ ضم الإقليم مطلب شعبي في فنزويلا، يكاد يكون الشيء الوحيد الذي ينال إجماعًا وطنيًا في البلاد.