حي الطفايلة.. نعم حي الطفايلة / د. عبدالمهدي القطامين

د. عبدالمهدي القطامين ( الأردن ) – الأحد 10/12/2023 م …




نعم حي الطفايلة الذين اعلنوا عزمهم تسيير باخرة الى قطاع غزة نصرة لها ووقوفا الى جانب اخوانهم هناك الذين يتعرضون الى ابشع تدمير وابشع حصار عرفته البشرية من نزول ادم عليه السلام على هذه الارض وحتى يومنا هذا .
حي الطفايله لمن لا يعرفه هو حي يقع في العاصمة عمان يقطنه الطفايله منذ خمسينيات القرن الماضي حين رحل اباؤهم واجدادهم من الطفيلة الى هناك بحثا عن العيش ولقمة الزاد والعمل وما يميز هذا الحي ان سكانه فقراء في المال لكنهم اغنياء في الكرامة والنخوة والشهامة وهم بذلك تفوقوا على حراس المال الذين يجمعونه ليوم الغارة التي يبدو انها لم تات في نظرهم حتى اليوم وربما لن تات ابدا فمن يحرس المال يظل اسيرا له حيا وميتا .

طفايلة حي الطفايلة في العاصمة عمان منذ بدء الغزو الصهيوني على غزة شدوا الاحزمة على البطون وبدأوا يوفرون من معيشة ابنائهم لتوفير سيارة اسعاف مجهزة بالكامل تبرعا الى اهل غزة ومرضاه وجرحاه وحين نجحت فكرتهم الاولى بدأوا بالفكرة الثانية تسيير باخرة هدفها اولا كسر الحصار على غزة وجاء في البيان الذي اصدروه بهذا الخصوص ” استمرارا لجهود أبناء حيّ الطفايلة في دعم صمود الأهل في قطاع غزة، والذين يتعرضون لإبادة جماعية لم يعرفها التاريخ على يد قوات الاحتلال الصهيوني، وتوحيدا لجهود أبناء الأردن وتطلعاتهم بكسر الحصار عن غزة في ظلّ استمرار اغلاق معبر رفح البري بالرغم من قرار القمة العربية الإسلامية بفرض إدخال المساعدات الانسانية إلى غزة، يُعلن أبناء حيّ الطفايلة عزمهم البدء باجراءات عملية من أجل تسيير باخرة لكسر الحصار عن أهلنا الذين تتطلع عيونهم وقلوبهم إلى الأردن من أجل انهاء معاناتهم المستمرة منذ (17) عاما.
ويهيب أبناء حيّ الطفايلة بكافة أبناء الوطن الذي تميّز بموقف رسمي وشعبي متقدّم، المشاركة في تسهيل وترجمة هذه المبادرة لتصبح حقيقة وواقعا.
حفظ الله الأردن وأبنائه مدافعين عن الحقّ مناصرين لأهله ” .
نحن بحاجة الى حي للطفايلة في كل عاصمة عربية حي يدرك اهله ان الامة ما زالت بخير وانها كالجسد ان مرض منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ونحن بحاجة الى حي للطفايلة في كل محافظة لكي لا يذهب العرف بين الله والناس ولكي يكتب التاريخ ان حيا فقير بالمال غني بالنفس والكرامة القى خلف ظهره كل اتعابه واعلن ذات جدب عربي ان فقراء الامة هم الاقدر على بعث روح القتال وانهم عنوان التضحية .
لحي الطفايلة انحني احتراما ومحبة وتقديرا وارجو ان يقبلوني معهم في باخرتهم فانا مثلهم تماما فقير يبحث عن رحمة ربه في عالم لا يرحم .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.