هكذا أشعَلَني الدّربُ.. فكُنتُ ( شعر ) / صالح أحمد كناعنة

 

صالح أحمد كناعنة ( فلسطين ) الثلاثاء 25/10/2016 م …

كَم سألتُ الرّوحَ عن حُبٍّ سَما

لم تَقُلهُ الرّيحُ مَوّالاً لِطَيرٍ لم يُهاجِر؛

لغصونٍ لم يُجَرِّحها الشّرود.

***

عُمرُنا لفتَةُ حبٍ في عُيونٍ مِن فَضا.

والهَوى سُنبُلَةٌ عُمرُ سَناها عِشقُها حِضنَ التُّراب،

وطيورٌ تحضُنُ الأفقَ ربيعًا للوُعود.

***

نَغرِسُ الوَردَ بجُرحٍ يَستَقينا كَي نَصيرْ..

أغنِياتِ الحُبِّ في قَلبِ الدّهور

قَرِّبي يا مُزنُ كَفَّيكِ لصَدري،

ينتشي بي دافِئُ الدّفقِ الوَدود .

***

ذاتَ إشراقٍ سيَرسو زورَقُ الماضينَ نحوَ الوَعدِ في مَرفا يَدي

تُنفَخُ الأرواحُ في رَحْمِ الفَيافي

ويُنادي الشَّجَرُ الحاني على نَحري: لنا نبضُ الوُجود!

***

كَم بنا صارَ الهَوى جوعًا وقَد تاهَ الطّريق

والصّدى بَردٌ، وخلفَ البَردِ نيسانٌ كّذوب

هل سَنَبقي نَمضَغُ الذّكرى، ونبكي كلَّ ما ليسَ يَعود؟

***

ما الذي صَيَّرَنا لُغزًا ليَشكونا الطّريق؟

مَن تُرى أورَثَنا ريشَ المَهاجِرِ، وارتِعاشاتِ السّراب؟

لم نَزَل منذُ اكتَسينا بَردنا صَمتَ العُهود.

***

قُم نَمُت شَوقًا لنَهرٍ سوفَ يَروي سِرَّ آثارِ الرّعاة

ونَهارٍ شَمسُهُ تَجري لمَهوانا، ومَغناةِ القُلوب

هكذا نَحيا صَديقي: ظِلُّنا الفَجرُ، ومَرعانا تباشيرُ الوُرود.

***

للعَصافيرِ وللقَمحِ على هامِ حزيرانٍ بَعيد

ينضُجُ الشّوقُ على قيثارَةِ اللّحنِ العتيق

هل لنا غيرُ الرّؤى تجتاحُنا…

كي تَلبِسَ الأشواقُ فينا ساطِعَ الحُلمِ الوَدود.

***

كُن سَريري أيُّها البَحرُ الذي اعتَنَقَ الغِياب

ضُمَّني! موجاتُكَ الهَوجاءُ ما لانَت… تَمَطَّت في دَمي

زَمجِري كَفّي، فلَيسَ المَرجُ إلا رَجعُ أعصابِ الرّعود.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.