أحرق المقاومون دبابةً لعينيه.. من هو أبو حسين فرحات؟ وما قصة والدته وإخوته؟
الأردن العربي – الثلاثاء 12/12/2023 م …
أحرق المقاومون “لعينيه” دبابةً إسرائيليةً بمن فيها من جنود أثناء توغّلها في الشجاعية. من هو أبو حسين فرحات؛ قائد كتيبة الشجاعية في كتائب القسّام؟
دبابة مشتعلة وجنود إسرائيليون متفحّمون داخلها. هكذا ثأر مقاومو كتائب الشهيد عز الدين القسّام لأبي حسين فرحات، قائد كتيبة الشجاعية، كما ظهر في مشهد بطولي كشف عنه الجناح العسكري لحركة حماس يوم الأربعاء.
في ذلك المشهد، ظهر مقاوم ووراءه دبابة إسرائيلية تلتهمها النيران، ما أدى إلى احتراق من فيها بعد استهدافها بالقذائف المضادة للدبابات، مؤكداً أنّ هذا المشهد “لعيون أبي حسين فرحات” الذي زعم الاحتلال اغتياله.
من هو قائد كتيبة الشجاعية، ابن “خنساء فلسطين” وأخو الشهداء، أبو حسين فرحات، الذي أحرق المقاومون “لعينيه” الميركافا وجنودَها؟
قائد كتيبة الشجاعية
وسام فرحات، أبو حسين، هو قائد ميداني في كتائب الشهيد عز الدين القسّام. تولى قيادة كتيبة الشجاعية منذ عام 2010، وقادها خلال معركة “العصف المأكول” التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي عام 2014.
قاد فرحات أفراد الكتيبة في معارك في حي الشجاعية خلال “العصف المأكول”، وكان من إنجازاته الميدانية في تلك المعارك إحراق مدرّعات إسرائيلية وتدميرها وإيقاع قتلى من الجنود الإسرائيليين.
يتّهم الاحتلال الإسرائيلي أبا حسين فرحات بالضلوع في التخطيط لملحمة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويتهمه أيضاً بأنّه قاد قوات النخبة في ذلك “السبت الأسود” الإسرائيلي نحو كيبوتس “ناحال عوز” في غلاف غزة والموقع المجاور له.
وكان فرحات قد أُسر 10 سنوات في السجون الإسرائيلية، ليتحرّر بعدها ويعود إلى غزة، حيث عمل في صنع الصواريخ مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ابن “خنساء فلسطين”
أبو حسين فرحات هو نجل مريم محيسن، أم نضال، القيادية في حماس والنائبة في المجلس التشريعي. عُرفت أم نضال بصمودها وتقديمها كغيرها من نساء شعبها تضحياتٍ كبيرةً، فقدّمت 3 من أبنائها شهداء في سبيل تحرير فلسطين قبل رحيلها عام 2013، حتى نالت لقبَي “خنساء فلسطين” و”أم الشهداء”.
وُلدت أم نضال بعد عام من النكبة لأسرة بسيطة من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. تفوّقت في دراستها، وتزوّجت وأنجبت 6 أبناء و4 بنات، استُشهد منهم محمد ونضال ورواد.
عام 2006، جرى ترشيحها لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة “التغيير والإصلاح”. وبعد فوزها في الانتخابات، خاضت مسيرة المقاومة والسياسة معاً، لتكمل نضالها من أجل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملةً.
“أم الشهداء” تبوّأت أيضاً منصب رئيسة “جمعية الشموع المضيئة لرعاية أطفال الشهداء”، ولم تساهم في رعاية هؤلاء الأطفال فحسب، فبيتها احتضن أيضاً قائد كتائب القسّام السابق الشهيد عماد عقل.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1993، تحوّل منزل أم نضال إلى ساحة حرب، إذ اقتحمه ما يزيد على 200 جندي إسرائيلي، واغتالوا الشهيد عقل.
قُصِف بيت أم نضال 4 مرات. وعندما عرضت الحكومة في غزة عليها إعادة بنائه، رفضت ذلك، إلى أن يتم ترميم بيوت جيرانها أيضاً.
أخو الشهداء
استُشهد إخوة أبي حسين: محمد ونضال ورواد، وكان لكل منهم بصمته في إيقاع ضربات موجعة بالاحتلال وجنوده وتطوير التصنيع العسكري في كتائب القسّام.
عام 2002، خرج محمد فرحات (17 عاماً) من منزله في الشجاعية في اتجاه رفح، ليقتحم مستوطنة “عتصمونا” عند الحدود الجنوبية لقطاع غزة، وقتل وحده 9 جنود إسرائيليين، وجَرح 20 آخرين.
الشهيد محمد درّبه أخوه الأكبر نضال، وجهّزته أمه لتنفيذ عمليته الفدائية، حتى إنّها ظهرت معه في فيديو وصيته وهي تودّعه وتوصيه بأن “يثخن في جنود الاحتلال”.
بعد عام واحد، لحق نضال بأخيه، وهو أحد القادة الميدانيين في كتائب “القسّام”، وأحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة، وصاحب فكرة تصنيع الطائرات المسيّرة.
واغتالت أجهزة المخابرات الإسرائيلية الشهيد نضال في عملية معقّدة تم خلالها زرع عبوة ناسفة في طائرة صغيرة كان يجهّزها مع مقاومين آخرين في وحدة التصنيع العسكري.
والشهيد الثالث من عائلة فرحات هو رواد، الذي أبدع أيضاً في التصنيع العسكري، وأجاد صناعة العبوات الناسفة والقنابل اليدوية والمواد الدافعة للصواريخ القسّامية.
تصدى رواد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في الشجاعية والزيتون في مدينة غزة، حتى اغتاله الاحتلال أيضاً عام 2005 بقصف استهدف سيارته شرق مدينة غزة.
واليوم في “طوفان الأقصى”، دخل المقاومون، كما محمد، إلى المستوطنات وقتلوا الجنود، وصواريخ “القسّام” ومسيّراتها التي ساهم نضال فيها تدكّ “تل أبيب” والأراضي المحتلة، والعبوات الناسفة التي أجاد رواد صنعها تحرق جنود “إسرائيل” ودباباتها.
التعليقات مغلقة.