هل ستستطيع إسرائيل القضاء على حركة حماس في الجولة القادمة؟

 

الثلاثاء 25/10/2016 م …

الأردن العربي – دنيا الوطن – احمد العشي

صرح وزير الجيش الإسرائيلي اليوم، أنه مستعد لإقامة ميناء ومطار في غزة شرط أن تتخلى حركة حماس عن سلاح المقاومة والتوقف عن حفر الأنفاق.

كما أكد أنه إذا ما شنت إسرائيل مواجهة رابعة ضد قطاع غزة فستكون الأخيرة والتي سيتم من خلالها القضاء على حركة حماس بشكل نهائي.

ولكن بكل العتاد والتطور التي تشهده حركة حماس وجهازها العسكري كتائب القسام، هل ستستطيع إسرائيل القضاء عليها بكل سهولة؟ وهل ستتخلى الحركة عن سلاح المقاومة وتتوقف عن حفر الأنفاق من أجل ميناء ومطار؟ وكيف سيكون موقف المواطن الغزي؟

أكد المختص في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر، أن القضاء على حركة حماس أمر معقد جداً، لافتاً إلى أن هناك قيوداً كثيرة تفرض نفسها على الحديث في هذا الموضوع.

وأوضح في لقاء مع (دنيا الوطن) أن فكرة شن حرب عسكرية واسعة في قطاع غزة، قد تمت دراسته في هيئة الأركان الإسرائيلية والتي وضعت أكثر من مرة عدة سيناريوهات وتمت دراستها، كشفت أن الجيش الإسرائيلي سيدفع تكلفة عالية لشن حرب على قطاع غزة وهي لا تضاهي بأي حال من الأحوال  الخسائر التي تعرضت لها إسرائيل طوال فترة وجود المقاومة في الميدان.

وبين أن التكلفة لا تساوي المنفعة في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن ذلك يدفع بالجانب الإسرائيلي لأن يفكر ملياً.

وأشار إلى أن إسرائيل تغاضت عن فكرة التكلفة، وذهبت إلى أن هناك قراراً سياسياً بغياب حماس عن المشهد، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا بعد حماس؟

وبالتالي: فإما أن تكون هناك حماس جديدة، والتي ستكون بمنطق ماذا بعد الجماعات الإسلامية، أو تنظيمات أكثر تطرفاً، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى تكلفة عالية على الحكومة الإسرائيلية.

وأوضح أنه إذا ما تغيبت حماس عن المشهد فان هذا يعني أنه لن يكون هناك جهة تحكم قطاع غزة تضبط الأوضاع، وبالتالي لن تكون هناك منطقة مستقرة، معتبراً أن حماس هي أهون الشرين على إسرائيل، حتى لو بقيت قوة مسلحة ولديها إمكانيات، مشيراً إلى أن خيار توجيه ضربة لحماس دون أن يكون هناك جهة جاهزة قادرة على تولي مهام حماس، فإنه سيكون خياراً معدماً، والتلويح بورقة لا معنى لها.

وأشار إلى أن ذلك قد يدفع إسرائيل بالتلويح بخيارات أخرى بإعطاء حماس ميناء ومطار مقابل نزع السلاح والتوقف عن حفر الأنفاق.

وحول المتطلبات لشن مواجهة رابعة على قطاع غزة، لفت أبو عامر إلى أنه لابد أن تكون هناك معلومات إسرائيلية كافية وأدلة قاطعة بأن حماس تنوي شن هجمات على أهداف إسرائيلية، بالإضافة إلى أنه عندما تفشل حماس في ضبط الهدوء والاستقرار في قطاع غزة، لا يوجد بديل آخر لتولي مهام حماس في غزة.

وقال: “القضية هي كيف تبدأ إسرائيل الحرب على غزة، ففي حرب 2012، بدأت إسرائيل الحرب بسيناريو قصف أحد قيادات القسام، وبالتالي إذا قامت إسرائيل بتصفية قادة حركة حماس فهذا يعني أنها ذاهبة إلى الحرب”.

وأضاف: “إن الرد على الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة يحتاج قراراً سياسياً إسرائيلياً وليس ميدانياً”.

وحول شرط وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، أن تتخلى حماس عن سلاح المقاومة والتوقف عن حفر الأنفاق مقابل إقامة ميناء ومطار لغزة، رأى أبو عامرأنه من الصعب على حركة حماس أن تتخلى عن سلاح المقاومة، أما فيما يتعلق بحفر الأنفاق فقد لا يضر حماس وقف حفر الأنفاق الهجومية باتجاه الحدود، وقد يتم التفكير فيه ملياً.

وفي السياق ذاته، أوضح المحلل في الشأن الإسرائيلي، أنه في حال تخلت حماس عن سلاح المقاومة، فقد يصبح المواطن الفلسطيني مكشوف الظهر، وقد يستطيع الإسرائيلي الدخول إلى قطاع غزة في أي وقت ويمارس سياسات القتل والاعتقالات.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.