هكذا فضحت غزة الحضارة الغربية

الأردن العربي –  الثلاثاء 19/12/2023 م …




هدد معلم في مدرسة إعدادية بالولايات المتحدة يدعى بنجامين ريس (51 عاما) بقطع رأس طالبة مسلمة تبلغ من العمر 13 عاما، بعدما أعربت عن انزعاجها من “العَلم الإسرائيلي” الذي أحضره إلى الفصل.

قد يقول قائل ان ما قاله المعلم الامريكي ليس سوى كلام قاله رجل في حالة غضب، رغم انه لم يكن هناك داع لغضبه، لاسيما ان الاوضاع لا تحتمل مثل هذه التصرفات الاستفزازية، على وقع المجازر والابادة الجماعية التي ترتكبها “اسرائيل” بدعم امريكي غربي صارخ، ولكن عادة ما يتم تنفيذ هذه التهديدات في امريكا وبدم بارد، ضد المسلمين، فقط لكونهم مسلمين.

-قبل ايام قام رجل من ولاية إلينوي الامريكية يبلغ من العمر 71 عاما، بطعن طفل مسلم (6 سنوات) 26 طعنة وأرداه قتيلا، في حين أصاب والدته (32 عاما) بجروح خطيرة، بعد طعنها 12 طعنة، وهو يردد عبارات معادية للمسلمين والفلسطينيين.

وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعرض 3 طلاب من أصل فلسطيني لهجوم مسلح في ولاية فيرمونت الأميركية، اسفر عن اصابتهم اصابات بالغة، فقط لكونهم كانوا يرتدون الكوفية الفلسطينية.

-هذه الحوادث ليست حوادث فردية بل هي جزء من ظاهرة باتت تنتشر في امريكا بسبب الاعلام الامريكي المضلل والمعادي للفلسطينيين والعرب والمسلمين، وكذلك للحملة التي يشنها اللوبي الصهيوني في امريكا ضد المسلمين، والتي يكررها السياسيون اصحاب التوجه اليميني العنصري المتطرف، فقد رصد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية زيادة كبيرة في الحوادث المدفوعة بمعاداة الإسلام (الإسلاموفوبيا) بالولايات المتحدة، منذ بدء معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة، حيث تلقى المجلس 774 شكوى بشأن حوادث مدفوعة بالإسلاموفوبيا والتحيز ضد الفلسطينيين والعرب، داخل الولايات المتحدة في الفترة بين 7 و24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي فقط.

-جرائم التهديد بذبح طفلة، وطعن طفل ب26 طعنة حتى الموت، وطعن والدته ب12 طعنة، واطلاق النار على ثلاث طلاب عزل في الشارع، و..، هي امتداد لجرائم الكيان الاسرائيلي في غزة، ورغم ان الجغرافيا مختلفة ، فالقاتل واحد، والضحية واحدة.

-اذا كان “الغرب المتحضر”، يحمل الاسلام مسؤولية جرائم “داعش”، رغم ان جميع ضحايا ه هم من المسلمين حصرا، ورغم ان المسلمين هم من حاربوا “داعش” وانهوا خرافته، ترى الا يحق لنا في المقابل ان نحمل الغرب مسؤولية الفظائع التي تُرتكب في الدول الغربية وفي غزة، ضد العرب والمسلمين، مع وجود تأييد واضح وفاضح، من جميع الدول الغربية وعلى راسها امريكا، لهذه الجرائم، بل انه لولا الغرب، لما ارتُكبت هذه الجرائم اصلا؟.

-ان تفشي ظاهرة العنصرية في الغرب، والابادة الجماعية التي تُرتكب في غزة، هي افرازات طبيعية للحضارة الغربية؟، فعندما يرفض الغرب وقف اطلاق النار في غزة، رغم اقتراب عدد شهدائها من 20 الفا، جلهم من الاطفال والنساء، ويصر على مد “اسرائيل” بكل ما تحتاجه من سلاح لتواصل جرائمها، فهذه السلوكيات تؤكد وبشكل لا لبس فيه، ان هذه الحضارة، لم تعد تلك الحضارة التي خدعت العالم لقرون، بشعاراتها وقيمها عن الانسان والحرية والعدالة ، بعد ان اسقطت غزة، مساحيقها التي كانت تستر بها وحشيتها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.