كيف تصل حركات التحرر الى الموت السريري؟ / يوسف شرقاوي
يوسف شرقاوي ( فلسطين ) الخميس 27/10/2016 م …
بداية اجدني مضطرا الى استخدام مصطلحات طبية وسياسية في آن معا،فلوصول حركات التحرر التي لم تنجز برنامج التحرير، اعراض موت سريري متشابهة .
حركات التحرر التي تفشل في انجاز برنامج التحرر الوطني وتصبح نظاما سياسيا حاكما ،نتيجة الامر الواقع، تجنح الى السادية حيث يرتد عنفها المخزون الى داخلها،خصوصا “حركات التحرر” التي تعترف برواية الاستعمار وتسلم بها علما ان تلك الحركات انطلقت كي تحرر الارض والانسان من هذا الاستعمار
“الابناء عندما يكتشفون ان الاباء يتكلمون بالفضيلة ،واصبح مآل سلوكهم الرذيلة يصابون بخيبة امل كبيرة،مما ينعكس سلوك الاباء نحوهم في حال علمهم ان الابناء اكتشفوهم الى سلوك ساديّ بامتياز” وهذا حالنا هنا في ماتبقى من فلسطين.لأن هؤلاء الاباء كانوا “اوليغاركيين”و دغماتيين”وكانوا يستقوون “بالأوستقراطيين الثوريين” وكذلك هؤلاء الاباء كانوا نرجسيين حتى في اوج فشلهم وامام تكرار هذا الفشل واجترارة لايجدون خيارا وسلوكا لتدمير الذات الا الخيار والسلوك “الشمشوني”وهذا ماينطبق تماما على نظامنا السياسي الفلسطيني.
عودة على ذي بدء،عندما يدخل المريض الى “الكوما” نتيجة التجلط الدماغي وتقشر الدماغ يعجز الانسان عن تأدية وضائف الجسم المعتادة الاداء العقلي والبدني،والوظائف الادراكية،وقد لايقوى الجسم على التنفس لاحقا،مما يضطر الاطباء الى اجراء صدمات دماغية لاستعادة اداء الجسم للاداء العقلي والبدني والادراكي.
بعض الاجسام تصل الى مرحلة مستعصية على الطب حيت تصبح تلك الاجسام لاتستجيب لصدمات الدماغ،ولا عمليات قسطرة الدماغ، ولا تكثيف المحفزات،اذ يصبح تبلد لاحساس وفقدان لمشاعر وتفاقم وضع بيولوجيا الوعي/الفهم والاستيعاب،حالة ملازمة للمريض،وان كان مسيطرا عليها اكلينيكيا.
امام هذه الحالة المصتعصية من استعصاء التنفس وعمل القلب والتوقف الكلي للدماغ،يتوصل الاطباء الى اتخاذ قرارا اكثر صعوبة من ذي قيبل،اي مايعرف ب”الموت الرحيم” وهذا متاح طبيا في بعض دول العالم، لان التنفس الاصطناعي يصبح غير مجدي ،وحتى نقل دماغ آخر الى المريض لاينفع،لان المحافظة على تنظيم ضغط الدم عبر الشرايين والوردة الى القلب يصبح مستعصيا ومستحيلا ..وللاسف هذا ماينطبق على حالة النظام السياسي الفلسطيني
التعليقات مغلقة.