اليمن: ضربات اليمن ستتسع بحسب ما يفرضه الواقع الميداني
الأردن العربي – الأربعاء 20/12/2023 م …
نوّه الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله اليمنية محمد عبد السلام، بالعمليات الجهادية التي تنفذها المقاومة الإسلامية ضد مواقع وثكنات جيش الاحتلال الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، مؤكدًا أنها مثّلت خطرًا حقيقيًا واستنزافًا للعدو الصهيوني، واصفًا ما يجري على الحدود اللبنانية – الفلسطينية بـ”المعركة المصيرية والاستثنائية”.
وفي حديث لقناة الميادين، أعلن عبد السلام أن الضربات التي توجهها القوات المسلحة اليمنية للعدو الصهيوني “ستتسع بحسب ما يفرضه الواقع الميداني”.
وقال: إنّ “اليمن اتخذ قرار المشاركة بـ”طوفان الأقصى” استنادًا إلى المبدأ الديني والأخلاقي والإنساني والوطني”، مؤكدًا أنّ هذا “الاعتداء الإجرامي على فلسطين، يفرض على كل إنسان حرّ وغيور ومسلم أن يتحرك ليسجل موقفًا لمواجهة الغطرسة الصهيونية”.
وأضاف: أن “اليمن انطلق من هذا المبدأ ليس عبثًا ولا محاولة للبحث عن دعاية معينة وهو يواجه العديد من المخاطر المحدقة وعدوانًا غاشمًا مستمرًّا منذ سنوات”، بل إنّ قراره جاء استجابة لنداءات المظلومين في غزة وفلسطين الذين نادوا شعوب الأمة لأن تساندهم وأن تقف معهم”.
وتابع عبد السلام: “يجب أن يكون هناك مساندة شعبية كاملة، وليس فقط من اليمن، إنما من عموم أبناء أمتنا العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم”.
وتابع عبد السلام: “لا يوجد لدينا مع فلسطين المحتلة حدود، ولا نستطيع المشاركة إلا بالقدرات الصاروخية وعبر الطيران المسيّر، والعمليات البحرية لاستهداف الشريان الاقتصادي للكيان المحتل. ولأن هذه المعركة إستراتيجية تتطلب منا أن نقف بأعلى ما نستطيع للوقوف بوجه الغطرسة الصهيونية”.
ضربات اليمن ستتسع بحسب ما يفرضه الواقع الميداني
وأشار عبد السلام إلى أنّ الضربات اليمنية تمثلت باستهداف مواقع عسكرية وإستراتيجية في جنوب فلسطين المحتلة بالصواريخ والطيران المُسيّر، “ومن ثم انطلقت العمليات بعد ذلك إلى البحر باستهداف السفن الإسرائيلية أولًا، ومن ثم السفن التجارية المتّجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني، ثم توسّعت باستهداف السفن التي يمكن أن يكون شركاؤها إسرائيليون”.
وأوضح أنّ “هذه العمليات التصاعدية جاءت استجابة لتحديات الواقع والضغط الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”، مشددًا على أنّها ستستمر بهذه الوتيرة، وربما تتسع بحسب ما يفرضه الواقع العسكري في الميدان”.
تحالف واشنطن البحري لن يؤثر على عمليات اليمن
وأكد أنّ “تحالف واشنطن البحري في البحر الأحمر هو من أجل حماية “إسرائيل” وليس حماية الممرات المائية الدولية”، مشيرًا إلى أنّه “لا يمكن تسميته بالتحالف بل هو في الواقع تجمع ضعيف، وميت قبل أن يولد”.
وجدد عبد السلام تأكيده أنّ “الممرات الدولية المحاذية لليمن آمنة ولا يوجد فيها أي مشاكل أمنية أو عسكرية”، مذكرًا بأنّ “القوات المسلّحة اليمنية أعلنت مرارًا وتكرارًا أن المياه الدولية المحاذية لليمن آمنة، ولا يوجد أي استهداف لأي سفن أخرى باستثناء السفن المتجهة إلى “إسرائيل” أو السفن الإسرائيلية”.
وأشار عبد السلام إلى أنّ “هذا التحالف لا يوجد فيه أي دولة مطلة على البحر الأحمر، وهو تحالف يأتي برغبة أميركية لحماية “إسرائيل” ولترك الفرصة لها للاستمرار في ارتكاب المجازر في حق أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأكد عبد السلام أنّ “هذا التحالف لن يؤثر على العمليات اليمنية”، مشيرًا في هذا السياق إلى تواجد الفرقاطات الأميركية والفرنسية والبريطانية والقواعد عسكرية في الضفة الأخرى من البحر الأحمر، والتي لم تستطع أن تمنع عمليات اليمن الداعمة لغزة.
اليمن قادر على أن يرد على أي عدوان
وإذ رأى أن أطراف هذا التحالف، لا يجرؤون على شن عدوان على اليمن، أكد أن “اليمن بلا شك قادر على أن يرد على أي عدوان يمكن أن يستهدفه سواء في المستوى البري أو البحري أو الجوي”.
وحذّر عبد السلام في هذا السياق، أطراف التحالف المعلن من ارتكاب أي حماقة باستهداف اليمن وتوسيع الصراع، مضيفًا أنه في حال ارتكاب أيّ حماقة فإنه لن “يستطيع الإسرائيلي ولا الأميركي ولا الدول الغربية بعد ذلك معالجة نتائج وآثار ما قد يرتكبونه من حماقة”.
وأشار إلى أنّ صنعاء على تواصل مع كل الأطراف الدولية المطلّة على البحر الأحمر، وتوجَّه برسالة تطمين قائلًا: إن “المياه المحاذية لليمن في البحر الأحمر والبحر العربي آمنة، بدليل أن السفن تمر بالآلاف شهريًا”، بدون أي إشكالات.
صنعاء تلقت اتصالات ترغيب وتهديد
وكشف عبد السلام أن “صنعاء تلقت الكثير من الاتصالات غير المباشرة عبر الأشقاء في سلطنة عمان، وبعض الاتصالات المباشرة مع الدول الأوروبية منذ أن بدأت العمليات البحرية والصاروخية والجوية ضد الاحتلال”، مشيرًا إلى أن هذه الاتصالات “كان فيها نوع من الترغيب، بأنها “ربما تؤثر على المسار السياسي وعلى العملية الإنسانية في اليمن وعلى عمل المنظمات وعلى صرف المرتبات، وعلى غير ذلك من الملفات الإنسانية كفتح مطار صنعاء والموانئ، على ضوء ما نعمل عليه في خارطة الطريق عبر الأمم المتحدة ومع المملكة العربية السعودية”.
وتابع أنّه “في اتجاه آخر، كان هناك نوع من التهديد لإيجاد تحالف دولي بزعم “حماية البحر الأحمر” أو فرض عقوبات أو التصنيف بالإرهاب أو التهديد بإجراء عمليات معينة أو استهداف عسكري أو ما شابه ذلك”.
وشدّد على أن موقف اليمن ليس اعتباطًا ولا استعراضًا للقوة، ولا بحثًا عن الحروب والمشاكل، وإنما من فرض الواقع، وهو أن العدوان الصهيوني الغاشم والواسع والبربري والكبير على غزة لا يمكن السكوت عنه.
وقال عبد السلام: إنّ “من يريد أن يُهدئ المنطقة والإقليم من أيّ تصعيد، فعليه أن يتجه إلى “إسرائيل” وأميركا لإيقاف هذه الحرب العدوانية وفك الحصار الظالم والغاشم على قطاع غزة”، مشيرًا إلى أنّ “هناك جهودًا تبذلها سلطنة عمان تساهم بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مقابل أن يكون هناك خفض تصعيد معين من قبل اليمن”، موضحًا أن “النقاشات مستمرة، ولم ندخل حتى الآن في الخطوات العملية، ربما من السابق لأوانه أن نتحدث عن النتائج لأننا ما زلنا حتى هذه اللحظة في النقاشات والمفاوضات مع المجتمع الدولي”.
وأكد أن “العمليات التي يقوم بها اليمن أثمرت وجاءت بنتائج جيدة، بدليل تصريحات الشركات العالمية العاملة في الملاحة والتي تؤكد أنها غيّرت مسارها أو أوقفت إبحارها إلى موانئ الكيان الإسرائيلي”.
وعن مصير السفينة الإسرائيلية المحتجزة لدى القوات المسلّحة اليمنية، شدد عبد السلام على أنّها “لا يمكن أن تغادر الموانئ اليمنية إلا في سياق يقرره أبناء فلسطين بما يخدم الملف الإنساني أو أيّ ملف آخر”، مشيرًا إلى أنّ “هذا الملف أيضًا قيد التفاوض”.
وعن نظرة اليمن إلى الجبهات المفتوحة الأخرى الداعمة لغزة في لبنان وسورية والعراق، أكد عبد السلام أنّ اليمن ومنذ اليوم الأول يشارك في غرفة مشتركة مع الإخوة الفلسطينيين وبقية محور المقاومة، وقال: “نحن ننظر إلى موقف المحور على أنه موقف إيجابي وداعم ومساند لفلسطين”.
وأشاد عبد السلام بالعمليات الداعمة لملحمة “طوفان الأقصى”، لا سيما عمليات حزب الله في لبنان، مضيفًا أنّ عمليات حزب الله على مواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة مثّلت خطرًا حقيقيًا واستنزافًا حقيقيًا.
وتابع أنّ “هذه الجبهة المهمة -التي سقط خلالها عشرات الشهداء من أبناء حزب الله- جعلت الكيان الإسرائيلي يعيش حالة من التوتر، واصفًا ما يجري على الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة بالمعركة المصيرية والاستثنائية، نظرًا لأنها تعرّض مصير لبنان لحرب محتملة، مؤكدًا أن ما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان كبير ومهم.
كما أشاد عبد السلام بالعمليات التي تقوم بها المقاومة الإسلامية في العراق باستهداف القواعد الأميركية في سورية والعراق، والتي “تمثل ضغطًا إيجابيًا يمهد لتنظيف الساحة العربية والإسلامية من أي تواجد أجنبي”.
كذلك أشاد بالعمليات التي تنطلق من سورية ضد كيان الاحتلال، وقال: “هذا المحور يتصدر المشهد اليوم في مواجهة الكيان الإسرائيلي ويقدم ثمنًا كبيرًا من الشهداء والتضحيات الإستراتيجية على كافة المستويات المادية والأخلاقية والإنسانية”.
وأضاف أنّ “هذا المحور ساند فلسطين في مرحلة ومحنة تاريخية كبيرة جدًا، وقد عبّر بالفعل ما ينسجم مع القول”، وأكد أنّ التنسيق قائم وبشكل جيد وأنّ المعركة تسير بصورة جيدة تخدم المقاومة في فلسطين، مشيرًا إلى أنّ “إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أي نصر حقيقي.
رسالة اليمن للمقاومة والشعب الفلسطيني
ورأى أن عملية “طوفان الأقصى”، هي نقلة إستراتيجية ستدرس للأجيال، قائلًا: “يكفي أنهم أعادوا للقضية الفلسطينية رونقها وحضورها لدى شعوب أمتنا العربية والإسلامية”.
أضاف: “هذه الملحمة البطولية أعادت الوحدة الإسلامية إلى صفوف أمتنا، وأكدت أن الشعوب العربية ما زالت حيّة، وأثبتت أن الفلسطينيين رغم المعاناة والحصار والتهجير والاستيطان ما زالوا شعبًا مجاهدًا مقاومًا، محافظًا على ثوابته الإستراتيجية والكبرى”.
وختم عبد السلام بتوجيه رسالة إلى المقاومة الفلسطينية قال فيها: “لستم وحدكم في هذه الجبهة، شعوب أمتنا العربية والإسلامية تقف إلى جانبكم، وإذا لاحظتم صمتًا معينًا من بعض الأنظمة فهو نتيجة الضغط الأميركي، وإلا فإن الشعوب حيّة، وقد خرجت في المظاهرات وعبّرت بكل ما تستطيع عن مساندتها لهذه القضية العادلة”.
التعليقات مغلقة.