المفاوضات ودور الجامعة العربية في تصفية قضية فلسطين / د. غازي حسين

 

د. غازي حسين ( فلسطين ) الجمعة 28/10/2016 م …

لكل حرب من الحروب هدفان أساسيان : عسكري وسياسيٌّ

تحقق الهدف العسكري لحرب حزيران العدوانية التي أشعلها العدو الإسرائيلي عام 1967باحتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الخربية والجولان .

وضعت إسرائيل استراتيجيتها لتحقيق الأهداف السياسية للحرب العدوانية بتجزئة الصراع العربي – الصهيوني إلى نزاع مصري – إسرائيلي , وأردني – إسرائيلي , وسوري – إسرائيلي , ولبناني – إسرائيلي , وفلسطيني – إسرائيلي وذلك للاستفراد بكل طرف على حدة , والحصول على أكبرالتنازلات العربية والفلسطينية لتصفية قضية فلسطين ولتحقيق الخرافات والأطماع التوراتية والتلمودية ولكسرإرادات الحكام العرب وجامعة الدول العربية , ولإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية عن طريق مشروع الشرق الأوسط الجديد كأكبرغيتو يهودي عنصري واستعماري وإرهابي في قلب الوطن العربي والبلدان الإسلامية.

وضعت حكومة أشكول – بيغن التي أشعلت الحرب الإطارالعام للتسوية وهوشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم , والاعتراف بإسرائيل في أكثرمن 80 % من مساحة فلسطين وإقامة دويلة فلسطينية في الضفة والقطاع كمصلحة إسرائيلية لحل مشكلة إسرائيل وليس لحل قضية فلسطين حلاً عادلاً .

أجبرالرئيس كارترفي كامب ديفيد عام 1978السادات على توقيع اتفاقيتي الإذعان مع السفاح بيغن . ونجح شمعون بيريزبتوقيع اتفاق الإذعان في أوسلومع عرفات بتاريخ 9/8/ 1993, وبتوقيع رابين إعلان المبادئ في البيت الأبيض مع محمود عباس بتاريخ 13/9/1993 .

وأضاف حزب العمل الإسرائيلي على برنامجه السياسي عام 1995 بنداً ينصُّ على العمل لإقامة دويلة فلسطينية كمصلحة إسرائيلية , وطرح شارون مشروعه للتسوية عام 2001 وتضمّن إقامة دويلة فلسطينية على مساحة 40-45% من الضفة الغربية أي مايعادل 9% من مساحة فلسطين ومنقوصة الأرض والسيادة والمعابر ومجردة من السلاح وأخذ بوش رؤية الدولتين من مشروع شارون للتسوية, ووضعها في خارطة الطريق التي تبنتها الرباعية الدولية ووافق عليها عباس . ووافقت قمة بيروت العربية عام 2002على مشروع ولي العهد السعودي الأميرعبد الله التي شطبت حق عودة اللاجئين إلى ديارهم .

وجاءت مفاوضات أولمرت وليفني مع عباس وقريع وتم الاتفاق فيها على إقامة الدويلة مقابل شطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وتبادل الأراضي لضم كتل المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل , كسابقة خطيرة لمحاولة تكرارها في المفاوضات السورية – الإسرائيلية على شاطئ بحيرة طبرية, وفي سيناء وعقد بوش مؤتمرأنابوليس بحضورالسعودية واثنتي عشرة دولة عربية وحوالي اثنتين وخمسين دولة للموافقة على التنازلات التي يوقّعها محمود عباس وتغطيتها . وتبنَّت لجنة المتابعة التي شكلتها الجامعة العربة تسويق المبادرة العربية لإسرائيل والموافقة على التطبيع الجماعي العربي .

وأعلنت قطرفي نهاية نيسان 2013 في واشنطن موافقة الجامعة العربية على تبادل الأراضي . وتالياً أنجزت إسرائيل بمساعدة الراعي الأمريكي لعملية التسوية وبعض الحكام العرب وجامعة الدول العربية واتفاقات الإذعان في كامب ديفيد وأوسلوووادي عربة أهم العناصر الأساسية للتسوية مع المفاوض الفلسطيني كما خططت لها إسرائيل وبتغطية ودعم وتبني جامعة الدول العربية وبرعاية الولايات المتحدة ومن أسمتهم رايس بالمعتدلين العرب لتصفية قضية فلسطين وإنجاح المشروع الصهيوني وإقامة تحالف صهيوني – إمبريالي – ورجعي عربي للقضاء على الأنظمة الوطنية وحركات التحرر الوطني ومنظمات المقاومة في البلدان العربية والإسلامية وفرض الهيمنتين الأمريكية والصهيونية عليها لأمركتها وصهينتها وتغييرهويتها العربية والإسلامية وتسعيرحمى الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية في المنطقة كما أوصى مؤتمر هرتسليا في آواخرآذار 2013 .

فوَّض كلينتون وبوش اليهودي دينس روس للإشراف على المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية باسم الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار المفاوض الفلسطيني الضعيف الموافقة على المقترحات الإسرائيلية . وعيّن كيري مارتن أنديك الصهيوني العتيق , ورئيس الآيباك سابقاً وسفيرأمريكا في إسرائيل طيلة فترة الرئيس كلينتون ومساعد وزيرالخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت ورئيس معهد بروكينغز لدراسات الشرق الأوسط في الدوحة المكلّف رسمياً للإشراف على المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية وتصفية قضية فلسطين.

فماذا ينتظرالمفاوض الفلسطيني من يهودي صهيوني استعماري يمثِّل الولايات المتحدة في عملية صناعة التسوية الأمريكية ويؤمن بالخرفات والأكاذيب والأطماع التوراتية والتلمودية وهوفي حقيقة الأمريمثل العدوالإسرائيلي تحقيقاً لمقولة أوباما ” إنقاذ إسرائيل من نفسها وتخليد وجودها من خلال تحقيق رؤية الدولتين”.

إنَّ الشعب العربي الفلسطيني لايثق بالمفاوض الفلسطيني غيرالشرعي المروَّض والضعيف والذي يقتات من دولارات الدول المانحة ويعمل على إقامة دويلة فلسطينية حفاظاً على المناصب والامتيازات والرشاوى الأمريكية والأوربية ولمصلحة إسرائيل وأمنها وأمن المستعمرين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967.

إنَّ شعبنا العربي الفلسطيني لايثق بجامعة الدول العربية التي تعمل على تغطية التنازلات الخطيرة التي قدَّمها ويقدَّمها المفاوض الفلسطيني وبالتحديد  المبادرة السعودية التي وضعها اليهودي الأمريكي توماس فريدمان ووافقت عليها قمة بيروت العربية ويرفض رفضاً قاطعاً التوطين والوطن البديل والتعديل الخياني الذي أعلن عنه حمد بن جاسم رئيس وزراء قطرمن واشنطن وباسم جامعة الدول العربية في آواخرنيسان 2013وتضمَّن موافقة الجامعة العربية على تبادل الأراضي لضم القدس الشرقية وأكثرمن 85% من المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة إلى الكيان الصهيوني ويؤكد أنَّ خيارالمقاومة هو الخيارالوحيد العملي والقانوني والشرعي لتحريرالقدس وبقية الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة وعودة اللاجئين إلى ديارهم وزوال الكيان الصهيوني كغدة سرطانية خبيثة في جسد الأمة وكنظام استعماري استيطاني وعنصري وإرهابي معاد لشعوب المنطقة وحليف استراتيجي للإمبريالية الأمريكية وأداة في يد الصهيونية العالمية لفرض سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط وعلى العالم .

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.