مجزرة كفر قاسم: العبرة التاريخية والراهنة
الجمعة 28/10/2016 م …
الأردن العربي …
تحيي جماهير الشعب الفلسطيني وكافة القوى التقدمية في فلسطين التاريخية، غدًا السبت، الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم الرهيبة. ذلك الحدث المؤسّس في تعامل الكيان الصهيوني مع هذا الجزء من الشعب الفلسطيني من جهة، وفي مسيرة بقاء ونضال وتجذّر جماهيرنا من جهة ثانية. إنها وصمة عار ستبقى محفورة في جبين ( الدولة ) التي تدّعي أنها “واحة الديمقراطية”، وترفض إلى يومنا هذا الاعتراف الرسمي بالمجزرة وتحمّل مسؤوليتها وتبعاتها.
لقد ارتُكبت المجزرة في خضم العدوان الثلاثي على مصر بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، إثر تأميم قناة السويس، وانقضاض قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية على مشروعه الوطني التحرّري والتقدّمي. وجاء توقيت المجزرة، خلال انشغال العالم بالحدث الإقليمي الكبير، لتمرير المخطط الذي قضى آنذاك بتهجير أهل المثلث، استمرارًا لنكبة العام 1948.
وكان للحزب الشيوعي ولقائديه التاريخيين توفيق طوبي وماير فلنر الدور المركزي في كسر الحصار الذي فرضه الحكم العسكري على القرية المكلومة، وفضح المجزرة أمام الرأي العام المحلي والعالمي، وتثبيت بقاء الأهل رغم الإرهاب السلطوي.
وما أشبه الليلة بالبارحة، إذ يسعى حكّام إسرائيل اليوم إلى استغلال الظرف الإقليمي الراهن، والهجمة الاستعمارية-الرجعية على شعوب المنطقة، لتمرير مخططاتها العنصرية ضد الجماهير العربية. ويسعى حكّام إسرائيل إلى إعادة جماهيرنا إلى زمن الحكم العسكري، ونفسية الهزيمة والعدمية القومية، وتخييرها بين انتمائها الوطني وبين مواطنتها، بالقول: إما أن ترضوا بالمواطنة المشروطة وتقديم الولاء للهيمنة الصهيونية، وإما أن نقتصّ منكم بشتى الوسائل.
وإذا كانت قوى الرجعية آنذاك قد أدارت ظهرها لهذا الجزء من الشعب الفلسطيني، وتركته يواجه مصيره وحده، فإنها اليوم شريكٌ فاعل في محاولات تدجينه، وفي ثنيه عن ممارسة دوره الوطني الثوري لنصرة قضية شعبه الكبرى، وممارسة حقه في تقرير مصيره على جزء من وطنه التاريخي المسلوب.
ومثلما أفشلت جماهيرنا المخطط الكامن وراء المجزرة قبل ستين عامًا، فستعرف كيف تنهض اليوم في مواجهة كافة التحديّات. وكما قال شاعرنا توفيق زيّاد: “يا بلادي، أمس لم نطف على حفنة ماء . ولذا لن نغرق الساعة في حفنة ماء”.
المجد والخلود لجميع شهداء شعبنا الأبرار!
التعليقات مغلقة.