الأردن العربي – الجمعة 29/12/2023 م …
استشهد 36 فلسطينيا في غارات جوية شنتها مقاتلات إسرائيلية، فجر الجمعة، على مخيمي المغازي والنصيرات وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية للأناضول إن “هناك نحو 36 شهيدا في غارات إسرائيلية جوية استهدفت مخيمي المغازي والنصيرات وسط قطاع غزة، منذ ساعات فجر الجمعة”.
وأوضحت المصادر أن القصف الإسرائيلي استهدف عددا من المنازل في المخيمين، وأن “شهداء وجرحى ما يزالون تحت الأنقاض”.
وأشارت إلى استمرار طواقم الدفاع المدني في عمليات انتشال العالقين.
والخميس، أقر الجيش الإسرائيلي بأن غارة جوية شنها على مخيم المغازي في 24 ديسمبر/كانون أول الجاري، أدت إلى اسستشهاد عشرات الأبرياء الفلسطينيين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “يشير الجيش إلى الهجوم الذي شنته القوات الجوية ليلة الأحد والاثنين في مخيم المغازي للاجئين، أدى إلى قتل العشرات من المدنيين غير المتورطين، ويعترف بأن الهجوم ألحق أضرارًا بالمباني القريبة من هدف الهجوم، مما الحق الضرر بالمدنيين”.
وأضافت: “بعد الحادث أُعلن أن سلاح الجو بدأ تحقيقاً عملياتياً في الحادث”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي الجمعة قصفه المركّز على جنوب قطاع غزة حيث الوضع الإنساني كارثي بحسب الأمم المتحدة، فيما يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة للبحث في وقف لإطلاق النار طرحته مصر.
وكانت أعمدة دخان لا تزال تتصاعد عند الفجر فوق مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الصغير المحاصر التي لجأ إليها العديد من سكان قطاع غزة هربا من المعارك والقصف، والتي تعرّضت مجددا للقصف الليلة الماضية.
وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بداية الحرب إلى21507، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس نشرت الجمعة. وتشمل الحصيلة، وفق المصدر ذاته، 187 شخصا استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
بين كومة أنقاض في رفح الحدودية مع مصر، كان عدد من الأشخاص يبحثون عن ناجين بعد قصف إسرائيلي. وقال تيسير أبو العيش لوكالة فرانس برس “كنا جالسين بهدوء (في المنزل). فجأة سمعنا انفجارا قويا وبدأ حطام يتساقط علينا”، مضيفا “دُمّرت الشقة، دُمّرت بالكامل. كانت بناتي يصرخن. هناك كثير من الضحايا (…) نحاول إخراج الجيران من تحت الأنقاض”.
ويظهر مقطع فيديو لوكالة فرانس برس سكانا يهرعون خلال الليل إلى مستشفى في رفح حاملين جرحى بينهم رجال ونساء وأطفال بعضهم برفقة أقرباء يبكون، فيما نقل مصابون على حمّالات قبل تمديدهم على الأرض أمام المستشفى حيث انهمك ممرضون حولهم.
وقتل 168 جنديا إسرائيليا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم البري، بحسب الجيش.
– بصيص أمل في القاهرة –
وفيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في اليوم الـ84 من الحرب، يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث خطة مصرية بثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
وسينقل وفد حماس إلى المصريين “ردّ الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم”، وفق ما قال مسؤول في الحركة لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته.
وأوضح أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصا بـ”طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اجتماع الخميس في تل أبيب مع عائلات رهائن “نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة. لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل. نحن نعمل على إعادتهم جميعا. هذا هدفنا”.
– “خطر جسيم” –
وأكد تجمع نير عوز السكاني في جنوب إسرائيل الخميس وفاة الرهينة الإسرائيلية الأميركية جوديث حاغاي (70 عاما)، أكبر سيدة كانت لا تزال محتجزة في غزة.
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان عن “حزنه الشديد” لوفاة أم لأربعة وجدة لسبعة كانت معلمة للغة الإنكليزية متخصصة بالعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومن يعانون مشاكل في التركيز، وكانت تملك أيضا الجنسية الكندية.
وقال بايدن “أجدّد الوعد الذي قطعته لعائلات الرهائن: سنعمل بلا كلل لإعادتهم إلى ديارهم”.
وفي انتظار نتيجة المفاوضات، يعاني سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والذين أرغم 1,9 مليون منهم يمثلون 85% من التعداد الإجمالي على النزوح، من وضع إنساني كارثي يهدّد بمجاعة.
وقال البائع في سوق رفح منتصر الشاعر (30 عاما) صباح الجمعة إنه تلقى للمرة الأولى “بيضا وبعض الفاكهة القادمة من مصر”، لكنه أشار إلى “نقص في كل انواع الفاكهة، وإن توافرت بعض أصناف الخضار، فتكون باهظة الثمن”.
وأحكمت إسرائيل تماما منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه على قطاع غزة منذ 2007 بعد سيطرة حماس عليه، ولا تصل المساعدات الإنسانية سوى بكميات محدودة جدا من معبر رفح مع مصر بعد تفتيشها، وذلك رغم قرار لمجلس الأمن دعا في 22 كانون الأول/ديسمبر “جميع الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق”.
– توتر في المنطقة –
ومع النقص الصارخ في المواد الأساسية، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من “خطر جسيم” يواجهه سكان غزة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون إصابات فظيعة وجوعا حادا والمعرضين لخطر شديد للإصابة بأمراض”.
وكتبت مقررة الأمم المتحدة المعنية بوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي على منصة “إكس”، “ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، خصوصا في غزة، هو + وحشية قرننا +”، مضيفة أن “تهاون الغرب يتحوّل إلى تواطؤ”.
كما انتقد منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث شروط إدخال المساعدات، وقال عبر منصة “إكس”، “يجب أن يتوقف القتال حالا”، محذّرا من “وضع مستحيل لشعب غزة ولأولئك الذين يأتون لمساعدتهم”.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على إحدى قوافل المساعدات التابعة لها في قطاع غزة دون وقوع إصابات.
وردا على استفسار لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه “يتحقّق” من المعلومات.
ومع تكثيف العمليات في خان يونس (جنوب) ووسط غزة، نزح في الأيام الأخيرة “ما لا يقل عن 100 ألف شخص” باتجاه رفح، وفق مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وتثير الحرب بين إسرائيل وحركة حماس توترا في المنطقة وسط مخاوف من اتساع نطاقها، خصوصا مع تبادل القصف اليومي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، والهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب.
وفي هذا السياق، قصف الجيش الإسرائيلي مجددا صباح الجمعة مواقع لحزب الله في جنوب لبنان بعدما أفاد الخميس عن عمليات قصف على شمال إسرائيل.
وهدّدت إيران في الأيام الماضية إسرائيل بـ”أعمال مباشرة” تقوم بها “جبهة المقاومة” ردا على مقتل القيادي في الحرس الثوري رضى موسوي الاثنين بضربة إسرائيلية في سوريا.
من جهة أخرى، أعلنت البحرية الأميركية الخميس أنها أسقطت في جنوب البحر الأحمر مسيّرة وصاروخا بالستيا مضادا للسفن أطلقهما المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في “المحاولة الـ22” لشن هجوم من هذا النوع منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر.
كما يتواصل التوتر في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية المحتلتين حيث تسجل يوميا مواجهات بين إسرائيليين وفلسطينيين ومداهمات إسرائيلية وسقوط قتلى وجرحى.
وحالت قيود تفرضها قوات الأمن الإسرائيلية منذ بدء الحرب على دخول المسجد الأقصى لا سيما على من هم في سن أدنى من الخمسين، دون وصول عشرات الفلسطينيين الذين تجمعوا على الطريق في منطقة قريبة وأدوا صلاة الجمعة.
التعليقات مغلقة.