متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثاني والخمسون / الطاهر المعز
الطاهر المعز ( تونس ) – السبت 30/12/2023 م …
يتضَمَّنُ العدد الثاني والخمسون من نشرة “متابعات” الأسبوعية فقرة عن تعميق الفجوة بين احتياجات المنظمات الإنسانية والتمويل الذي تتلَقّاه لإغاثة النّازحين واللاجئين، وفقرة عن جبهة الأعداء الصهاينة، وفقرة عن بعض الدّعم العسكري الأمريكي للعدو الصهيوني، وفقرة عن الأرجنتين بعد انتخاب وتنصيب رئيس يميني متطرف، مناصر للصهاينة، وفقرة تُشير إلى تطور اقتصاد الصّين من إنتاج السلع الرخيصة ومنخفضة الجودة إلى التكنولوجيا عالية الدّقّة، وفقرة عن اقتصاد ألمانيا المُتأزّم بفعل تبعيّة القرار السياسي للإمبريالية الأمريكية، تليها فقرة عن نداء من مجموعة صغيرة من أطباء الصّحّة العمومية الألمانية لمقاطعة شركة صهيونية لإنتاج الأدوية، وهي أكبر شركة عالمية لإنتاج الأدوية الجَنِيسَة…
زيادة البؤس وانخفاض التمويل
قدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أعداد النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم ب 103 مليون شخص منتصف سنة 2022، بزيادة 13,6 مليون عن سنة 2021، وأعلنت الأمم المتحدة يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 عن اتّساع الفجوة بين احتياجات التّمويل لمعظم وكالات الأمم المتحدة والأموال التي تتلقاها هذه الوكالات، خصوصًا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، حيث توجّهت تمويلات الدّول الغنية نحوها، وجاء هذا الإعلان بمناسبة إطلاق الأمم المتحدة حملة من أجل تأمين التّمويل الإنساني لسنة 2023 حيث قَدّرت احتياجاتها المُتَوَقّعة ب51,5 مليار دولار، بزيادة قدرها 10,5 مليار دولار عن توقعاتها للعام السّابق ( 2022) بسبب زيادة الحاجة في 12 دولة تستقبل ما لا يقل عن أربعين مليون لاجئ ونازح، لا تصل فيها نسبة تمويل عمليات الإغاثة إلى 50% من الإحتياجات، من بينها بنغلاديش وتشاد وكولومبيا والكونغو الديمقراطية والحبشة والعراق والأردن ولبنان وجنوب السودان، والسودان وأوغندا واليمن وسوريا والصومال، ولم تتمكّن وكالات الأمم المتحدة من الحصول على 700 مليون دولار على الأقل لتنفيذ برامج الإغاثة خلال الرّبع الأخير من سنة 2022، أما الجهات المانحة فهي في الغالب نفس الحكومات الغربية التي تُطلق الحُرُوب العدوانية وتُدَمِّرُ الأوطان وتُشَرِّدُ السُّكّان، واشترطت العديد من الدّول توجيه تمويلها نحو أوكرانيا على وجه التحديد، وتقوم العديد من الدّول الأوروبية ودول حلف شمال الأطلسي، ومن بينها الدول الإسكندنافية وسويسرا “المُحايدة” قولا والمُنحازة فِعْلاً، بتصنيف جزء من “مساعدات التنمية” المساعدة الإنمائية الرسمية لتمويل عمليات استقبال اللاجئين الأوكرانيين المتواجدين فوق أراضيها، أي إنها تنفق هذه الأموال لتنشيط أسواقها الدّاخلية، وفق صحية غارديان بتاريخ 29 تشرين الأول/اكتوبر 2022…
اضطرت المفوضية السامية للاجئين، بسبب نقص التّمويل خلال سنة 2022، إلى خفض الميزانية وإلغاء برامج إغاثة عاجلة في إفريقيا (أوغندا، والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وتشاد) ولبنان وجنوب آسيا، وأعلنت اللجنة الدّولية للصليب الأحمر يوم الرابع من نيسان/ابريل 2023 إلغاء 1500 وظيفة وإغلاق عشرين موقعًا على الأقل في أنحاء العالم ( من إجمالي 350 موقع) وتجميد عمليات الإنتداب وتشجيع الموظفين على الإستقالة، وتقليص التمويل وتأجيل تنفيذ بعض برامج المساعدات، بفعل مواجهتها عجزًا بنحو نصف مليون دولارا في الميزانية الإجمالية وقدرها ثلاثة مليارات دولارا، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انخفاض حجم وقيمة المساعدات الإنسانية بفعل الفجوة التمويلية مقارنة بزيادة الإحتياجات وارتفاع التكاليف بسبب التضخم، وإلغاء من بين 900 و 1500 وظيفة من إجمالي عشرين ألف…
للمقارنة: يُقدّر الإنفاق السّنوي للدّول الغنية على التّسلّح بنحو تريليونَيْ دولارا، ويُؤَدِّي استخدام هذه الأسلحة في مناطق خارج أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية إلى تدمير بلدان “الجنوب” وتهجير مواطنيها، بهدف الإستيلاء على ثرواتها الطبيعية وعلى مواقعها الإستراتيجية، ثم ترفض الدّول الغنية (دول حلف شمال الأطلسي) استقبال اللاجئين والمُهاجرين وتستعبدهم وتتركهم يموتون غرقًا في البحار… (الرجاء مراجعة العدد 51 من نشرة “متابعات” الأسبوعية بتاريخ 23/12/2023)
في جبهة الأعداء – 1
رَصْدُ مرتزقةٍ أمريكيينَ نُقِلُوا من أوكرانيا إلى غزة
تعترف شركة المرتزقة الأمريكية “مجموعة المُراقبة الأمامية” (Forward Observations Group – FOG ) بإرسال مُقاتلين إلى أوكرانيا منذ آذار/مارس 2022، وتفتخر الشركة بمشاركة مرتزقتها في القتال إلى جانب جيش أوكرانيا والمنظمات اليمينية المتطرفة والفاشية مثل آزوف، وتحديداً في معركة سيفيرودونيتسك، وأعلنت الشركة إنها نقلت عددًا من المُرتزقة الأمريكيين من كييف إلى النّقب (جنوب فلسطين) وإن لديها مُقاتلين داخل غزّة المُجاورة لمنطقة النّقَب، ونشرت حسابات FOG الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي (‘تم الإطلاع عليها يوم 11 كانون الأول/ديسمبر 2023) العديد من الصور ومقاطع الفيديو من فلسطين المحتلة، بما في ذلك المناطق الجنوبية القريبة من حدود غزة وقطاع غزة نفسه، وتظهر بعض الصور معدات مزينة بالرّايَتَيْن الأمريكية والأوكرانية…
لم يتمكّن الجيش الصهيوني الذي تدعمه كافة القوى الإمبريالية والمرتزقة والقنابل والصواريخ والطيران وأجهزة التّجسّس والرقابة، والسفن الحربية والدبابات الأمريكية والتدمير والإبادة، طيلة أكثر من سبعين يومًا، من الإستيلاء على أكثر من 20% من مساحة غزّة، غير إن تَوَرُّطَ مرتزقة أمريكيين في العدوان يُشير إلى عولمة الهجوم على الشعب الفلسطيني، خصوصًا من قِبَل مرتزقة هذه الشركة ذات السّمعة السيئة جدًّا التي ساهمت في أوكرانيا في القتال والتّدريب وجَمْعِ المعلومات الإستخبارية، والتخطيط للعمليات التكتيكية، وتتميز – خلافًا للجيش الأمريكي النّظامي – بسرعة التّكَيُّف وبمُرونة الحركة والتّنقّل، ويُعتبر استخدام شركات المرتزقة شكلا من التّحايل الأمريكي على القوانين الدّاخلية والدّولية…
ارتفاع التّكاليف
على الجبهة الدّاخلية للعدو، غادر الآلاف من سكان المُستعمرات القريبة من غزة ومن مُستوطِنِي الضفة الغربية فلسطين المحتلة، منذ بداية العُدْوان وردّ المقاومة الفلسطينية على جيش العدو، للعودة إلى بلدانهم الأصلية، وقُدّر عدد المُغادِرِين بنحو 470 ألف مُستوطن، وفْقَ تقديرات “هيئة السكان والهجرة” الصهيونية، التي لا تشمل إحصاءاتها آلاف العمال الأجانب والنازحين والدبلوماسيين الذين غادروا الأراضي المحتلة، فيما انخفض عدد اليهود القادمين من الخارج بنسبة 70% بين السابع منتشرين الأول/اكتوبر ونهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وفقا لبيانات وزارة الهجرة والاستيعاب، التي أعلنت “إن حوالي أَلْفَيْ شخص فقط هاجروا إلى إسرائيل بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023″، مقارنة بحوالي 4500 شهريًا في المتوسط منذ بداية العام 2023 وحتى بداية العُدْوان الصّهيوني…
كانت “الإصلاحات القضائية” (تغْيِير دَوْر المُؤسسات التّحكيمية والتي تُخفّض من حدّة الصراعات في صفوف مُكوّنات المُستوطنين)سببا في ارتفاع عدد المتقدمين للحصول على جوازات سفر، وخصوصًا من قِبَل ذوي المُؤَهّلات والخبرات، كالأطِبّاء، وقفز عدد الراغبين في المُغادرة بشكل كبير، منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، يُعلّل مكاتب الإحصاء المركزي لدولة العَدُوّ هذه الأرقام “السلبية” بالنسبة لمؤسسات دولة الكيان، بالخسائر الإقتصادية الفادحة حيث أغلقت ثُلُث الشركات أبوابها أو تعمل بحوالي 20% من طاقتها، كما عانت أكثر من نصف الشركات من خسارة في الإيرادات تزيد عن 50%، ولذلك فإن تصعيد المُقاومة – رغم ارتفاع الخسائر – يُرهق مجتمع المُستوطنين وأجهزة دوْلَتِهِم والنّسيج الإجتماعي المُصْطَنع، وتُقوّض المقاومة أركان الإستيطان من هجرة وسياحة واستثمارات أجنبية إلى أن تُصبح خسائر الإستعمار الإستيطاني أعلَى من إيراداته فتحاول الإمبرياليات الرّاعية والدّاعمة له التّخلُّص منه…
دعم عسكري أمريكي
زودت الولايات المتحدة الجيش الصهيوني بعشرات الآلاف من الذخائر منذ بداية العدوان على فلسطينِيِّي غزة، بما في ذلك الفسفور الأبيض واليورانيوم المُنَضّب، المحرميْن دوليا، وتم إلقاؤهما على سكان غزة ولبنان، وألقَى الجيش الصهيوني أكثر من 22 ألف قنبلة أمريكية الصنع على غزة خلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب، وفقًا لأرقام نشرتها صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن وثائق الكونغرس ونَقَلت وزارة الحرب الأمريكية، خلال الفترة نفسها، ما لا يقل عن 15 ألف قنبلة، بما في ذلك القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن طنّا واحدا لكل منها، وأكثر من 50 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم استخدمت لقتل نحو 20 ألف فلسطيني – أكثر من نصفهم من النساء والأطفال – إضافة إلى 14 ألف قذيفة دبابة، أرسلتها وزارة الحرب الأمريكية خلال الأسبوع الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2023، ولا تزال عمليات نقل الأسلحة مُستَمِرّة، من بينها ما لا يقل عن 200 طائرة شحن من المعدات العسكرية والذّخيرة والمَرْكَبات المُدَرّعة والأسلحة من الدول الحليفة بين 7 تشرين الأول/اكتوبر و 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وفق وزارة الحرب الصهيونية، وأكّدت منظمة العفو الدّولية استخدام الجيش الصهيوني للأسلحة المُحرّمة، في غزة ولبنان منذ بداية العدوان…
من جهة أخرى تعتمد الإمبريالية الأمريكية على عُملائها من الأنظمة العربية، وأعلنت إنشاء “تحالف دولي”، يتمثل في إنشاء قُوّة عسكرية بحرية مع السعودية والإمارات “لحماية خطوط الشحن الإسرائيلية في البحر الأحمر”، وفق مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وسبق أن أشارت وسائل الإعلام الأمريكية (يومَيْ 12 و 13 كانون الأول/ديسمبر 2023) إلى ارتفاع تكاليف الشحن في البحر الأحمر، بسبب إطلاق الصواريخ من قِبَل المُقاومة اليَمَنِيّة على السّفن التي لها علاقة بالكيان الصهيوني…
في جبهة الأعداء – 2
قدّرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تكلفة العدوان على فلسطينيِّي غزة بنحو 3,6 مليارات دولارا، حتى منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ولا تهتم الصحيفة بخسائر الشعب الفلسطيني بل لا ترى الواقع سوى من خلال مِنْظار صهيوني، حيث علّلت “الخسائر” باستدعاء 360 ألف جندي احتياط وإدماج ما لا يقل عن 250 ألف منهم في الجيش ما يُقلّص أعداد العاملين بنسبة 20% فضلا عن إلغاء تصاريح العُمّال الفلسطينيين ومغادرة آلاف العاملين الأجانب، وخَفَّضَ المصرف المركزي الصّهيوني – خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023 – توقّعاته للنمو من 3% إلى 2% بنهاية 2023، واعتبرت الصحيفة إن هذه التّوقّعات متفائلة وغير واقعية، وكتب موقع الصحيفة الصّهيونية “يديعوت أحرونوت” يوم الاثنين 25/12/2023، أنّ تكلفة الحرب بلغت 65 مليار شيكل (دولار أمريكي واحد = 3,62 شيكل ) أو حوالي 17,5 مليار دولارا أو ما يُعادل الميزانية السنوية التي يُخصصها العدو للتسلح والأمن، ولا يشمل هذا المبلغ المُساعدات الأمريكية والألمانية التي تفوق قيمتها السنوية سبعة مليارات دولارا، وأرسلت الولايات المتحدة 230 طائرة شحن و20 سفينة تحمل ذخائر لسلاح الجو الصهيوني وقذائف مدفعية وعربات مُدرّعة وعتاد قتال، كما استخدمت بريطانيا والولايات المتحدة قواعدهما بقبرص للتّجسّس ولإرسال الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، ومن بينها قذائف المدفعية والمركبات المدرعة والمعدات القتالية الأساسية للجنود، واستخدم الجيش الصهيوني مخزونات مستودعات الطوارئ الأميركية في النّقب (جنوب فلسطين) والأردن وغيرها. كما أعلنت الصحيفة الصهيونية إن السّلاح المتطور لم يَحُلْ دون “ارتفاع الضحايا والخسائر (الصهيونية) أكثر بكثير مما كان مُتَوَقَّعًا… غير إن هذه مَسْألة حسّاسة ومُعَقّدة ولا يجوز التوسع فيها أثناء الحرب…”
الدّعم التكنولوجي
تُدير شركة “إنتل” (صناعة الرقائق والتقنيات والبرمجيات المتطورة) أربعة مواقع للتطوير والإنتاج في فلسطين المحتلة، وأهم مركز لها في ضواحي تل أبيب وقدّمت دَعْمًا بقيمة خمسين مليون دولارا، سنة 2022، لدَعْم برامج البحث والتطوير في مجال الإلكترونيات والذكاء الاصطناعي وتدريب التقنيين والمهندسين الصهاينة، فضلا عن تمويل المشاريع الرياضية والإجتماعية للجيش وللمستوطنين، وأعلنت بناء مصنع جديد لتصنيع الرقائق والشرائح الإلكترونية بقيمة 25 مليار دولار، وهو أكبر استثمار أجنبي، بعد إعلان استثمار بقيمة عشر مليارات دولارا سنة 2021، وتوظف الشركة نحو 12 ألف عامل في فلسطين المحتلة، ويتوقع أن يُضيف هذا المصنع آلاف الوظائف في اختصاصات تكنولوجية متقدّمة، وكتبت وكالة رويترز يوم الثلاثاء 26 كانون الأول/ديسمبر 2023، إن حكومة العدو الصهيوني أَقَرّتْ منحةً بقيمة 3,2 مليار دولارا للتّسريع بإنشاء هذا المصنع الجديد للرقائق في الأراضي التي تُصادرها السّلطات الصهيونية من المواطنين الأصلِيِّين بمنطقة “النَّقَب” بجنوب فلسطين، وأعلنت شركة “إنتل” إن توسيع مواقعها للإنتاج في مستعمرة “كريات جات ” ( التي تم بناؤها على أنقاض قرية “عراق المنشية” التي تم تدميرها وتهجير سكّانها الأصليين سنة 1949، وتقع على بعد 55 كيلومترا جنوب تل أبيب و40 كيلومترا شمالي بئر السّبع) يندرج في إطار دعم الكيان وكذلك “لتعزيز مُرُونة سلسلة التوريد… إلى جانب استثمارات الشركة المستمرة والمخطط لها في التصنيع في أوروبا والولايات المتحدة”.
يُتوقّع افتتاح المصنع الجديد سنة 2027 ويُقَدّر الإستثمار الأولي للمصنع بنحو عشرة مليارات دولارا، وتصل قيمة منحة الحكومة الصهيونية إلى نحو 12,8% من إجمالي الاستثمار الأول، إضافةً إلى التزام شركة إنتل بشراء ما قيمته 60 مليار شيكل (16,6 مليار دولار) من السلع والخدمات من الموردين الصّهاينة على مدى العقد المقبل، وفق وكالة رويترز 26/12/2023
(دولار أمريكي واحد = 3,62 شيكل)
دَرَجات الصّحافيين
عندما يُقْتلُ صحافي أوروبي أو أمريكي تُنَدّد نقابات الصّحافيين بالإغتيال أو الإعتقال، وهي مُحِقّةٌ في ذلك، لأن مُهمّتها تتمَثَّلُ في الدّفاع عن الصحافيين، شرط أن لا يكون الصحافي فلسطينيا وأن لا يكون القاتل صهيونيا.
أعلنت لجنة حماية الصحفيين ( منظمة غير ربحية تعنى بحرية الصحافة، وفق تعريفها لنفسها بموقعها) ومقرها الولايات المتحدة يوم الخميس 21 كانون الأول/ديسمبر 2023، إن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الصهيوني كانت “الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحفيين، مع تسجيل مقتل أكبر عدد من الصحفيين خلال عام واحد في مكان واحد”، فقد تم اغتيال 68 صحافيا، من بينهم 61 فلسطينيا، وأربعة يحملون الجنسية “الإسرائيلية”، وثلاثة لبنانيين، في عملية استهداف الصحفيين وأُسَرِهِمْ من قِبَل الجيش الصّهيوني”، دون مُحاسبة أو اتهام، أو حتى مجرد تنديد من قِبَل زملائهم في المهنة، ويُشكل اغتيال الصحافيين وأفراد عائلاتهم جُزءًا من الحرب الإعلامية إلى جانب انقطاع الإتصالات ونقص الأغذية والوقود والمأوى، فيما لا يستطيع الصحفيون الأجانب دخول قطاع غزة المُحاصَر حوالي منذ 18 سنة…
قَدّرت أَوْساط العاملين في مجال الصّحة بقطاع غزة عدد ضحايا العدوان الصهيوني بأكثر من عشرين ألف حتى يوم الإربعاء 20 كانون الأول/ديسمبر 2023 فضلا عن الآلاف الذين بقوا مدفونين تحت الأنقاض والمئات من المُصابين الذين دفنتهم جرّافات جيش العَدُوّ وهم أحياء، ومع ذلك يحظى الكيان الصّهيوني بدعم غير مشروط من قِبَل حكومات وبرلمانات ووسائل إعلام دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأعضاء حلف شمال الأطلسي…
الأرجنتين – فوز مُمَثّل اليمين المتطرف “خافيير ميلي” بالرئاسة
جرت الإنتخابات في ظروف أزمة اقتصادية غير مسبوقة، إذ بلغ معدل التضخم السنوي 120% وفاقت نسبة الفقر 40% أو ما يفوق 19 مليون شخصًا من العدد الإجمالي لسكان البلاد وبلغت نسبة البطالة رسميا 13% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عاما، مع تدهور كبير في قيمة الأجور وبلغ الفرق بين أسعار الصرف الرسمية والسوق الموازية 170% ولم تتمكّن حكومة أنيبال فرنانديز، التي يتولى فيها المرشح الرئاسي المهزوم سيرجيو ماسا منصب وزير الاقتصاد منذ سنة 2022، من تحسين مستوى عيش معظم السّكّان لأنها طبّقت تعليمات صندوق النّقد الدّولي، منذ سنة 2019، وواصلت نفس النّهج الإقتصادي لحكومة “ماوريسيو ماكري” اليمينية ( من 2015 إلى 2019) التي اقترضت 57 مليار دولارا قبل بضعة أشهر من انتخابات 2019 ولم تُعِد النّظر في قرارات الحكومة السابقة (حكومة ماوريسيو ماكري)، واستغل سيرجيو ميلي غضب فئات العمال والفقراء، بمساعدة وسائل الإعلام التي تُهيمن عليها الإحتكارات الموالية للإمبريالية الأمريكية والتي حاورته أكثر من 200 مرة، خلال السنة السابقة للإنتخابات…
جرت الجولة الثانية للإنتخابات الرّئاسية في الأرجنتين يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وأصبح خافيير ميلي، من اليمين المتطرف، رئيسًا للبلاد، إثر حصوله على 56% من الأصوات مقابل 44% لمنافسه سيرجيو ماسا مرشح تحالف الاتحاد من أجل الوطن، رغم برنامج الفائز الذي وَعَدَ بإلغاء حقوق العمال وبزيادة رُسُوم الدراسة في الجامعة وخصخصة شركات القطاع العام والخدمات الصحية وتقليص حقوق العاملين والمتقاعدين، والسماح بالمُتاجرة ( شراء وبيع ) بالأعضاء البشرية، وخفض سن المسؤولية الجنائية إلى 14 عامًا، وتحرير سوق الأسلحة، وإلغاء القوانين التي تسمح بالإجهاض، وتجريم الاحتجاج الاجتماعي وزيادة الميزانية العسكرية مع تخفيض ميزانيات التعليم والصحة وقيام الجيش بمهام الأمن الداخلي، وإصدار عَفْو على مُجْرِمِي فترة الدكتاتورية العسكرية (1976-1983)، ودَوْلَرَة الاقتصاد، وقطع العلاقات مع البرازيل والصين…
شارك عدد من قادة دول العالم (الحالِيِّين والسّابقين) يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2023، حفل تنصيب خافيير ميلي، باعتباره الرئيس الثاني عشر للأرجنتين منذ عودة الديمقراطية قبل أربعين عاماً، ومن بينهم الرئيس السابق للبرازيل، الضابط المتقاعد، اليميني المتطرف، جاير بولسونارو وفيكتور أوربان زعيم حزب فوكس اليميني المتطرف الإسباني وكذلك ملك إسبانيا فيليبي السادس ورئيس تشيلي الذي تم انتخابه بأصوات اليسار، غابرييل بوريتش، ورئيس أوكرانيا، اليميني المتطرف وعميل الولايات المتحدة فولوديمير زيلينسكي وغيرهم…
للشعب الأرجنتيني (كما الشعوب الأخرى) وللعمال الأرجنتينيين تقاليد نضالية، وشارك العمال والطلبة في انتفاضة “كوردوبازو” ضد الحكومة العسكرية وشاركت الأمهات في النضالات من خلال احتلال ساحة بلازا دي مايو في أحلك أيام الدكتاتورية العسكرية، احتجاجًا على اختطاف وسجن أو اغتيال أبنائهن وأحفادهن، وشارك جماهير غفيرة في المظاهرات الشعبية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الأزمة الاقتصادية سنة2001…
أصدر اتحاد عمال الأرجنتين ( CGT ) سنة 1968 بيانًا نقتطف منه هذه الفقرة: “لن يوقفنا شيء، لا السجن ولا الموت، لأن السلطة لا تستطيع أن تسجن وتقتل الجميع، ولأن الغالبية العظمى من الأرجنتينيين، من خارج التوافق الإنتخابي، ومن خارج المجموعات الإنقلابية، يدركون أن الشعب وحده هو الذي سوف يُنْقِذُ نفسه”
الصين، من السِّلَع الرخيصة إلى التكنولوجيا المتطورة
أنشأت شركات صناعات السيارات العالمية، من بينها فورد وتسْلا الأمريكّتَين و”بي إم دبل يو” الألمانية ونيسان اليابانية (اشترتها شركة رينو الفرنسية)، عقودًا، منذ حوالي عقْدَيْن، لتصنيع سيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي والسيارات الكهربائية النقية والهجينة في الصّين، حيث تتمكّن هذه الشّركات من تخفيض تكاليف الإنتاج والإستفادة من تَطَوُّر البحث العلمي في الصين، وتصدير هذه السيارات إلى الأسواق الخارجية، وأعلنت مجموعة “نيسان موتورز” – يوم الأحد 17 كانون الأول/ديسمبر 2023- إنها أبرمت صفقة مع أشهر جامعات الصّين للاستفادة من الموارد المحلية لتسريع البحث والتطوير في مجال الكهرباء، وتطبيق نتائج البحث العلمي على صناعة السيارات الكهربائية، وأعلنت نائبة رئيس مجموعة نيسان وممثلتها في الصّين إنها سوف تُصدّر سيارات كهربائية مُطَوّرَة في الصّين إلى جميع أنحاء العالم.
باعت شركة “نيسان” حوالي 2,8 مليون سيارة، خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2023، وشكلت الصين حوالي ثُلُثَ مبيعات نيسان العالمية، خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2022 وحوالي خُمُسِ مبيعات نيسان العالمية خلال نفس الفترة من سنة 2023، فقد واجهت شركات صناعة السيارات اليابانية تحديًا كبيرًا للمبيعات سنة 2023 في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، بسبب شعبية العلامات التجارية المحلية والمنافسة الشديدة في الأسعار وسط التحول السريع إلى السيارات الكهربائية، ولذلك أعلنت نيسان أنها ستنشئ مركز أبحاث مشترك مع جامعة تسينغهوا الرائدة في الصين سنة 2024، مع التركيز على البحث وتطوير السيارات الكهربائية، بما في ذلك البنية التحتية للشحن وإعادة تدوير البطاريات، أملاً “في اكتساب فِهْمٍ أعمقَ للسوق الصينية وتطوير استراتيجيات تلبي احتياجات العملاء في الصين بشكل أفضل” ويُعَدُّ إطلاق مركز الأبحاث امتدادًا للجهود البحثية المشتركة التي بذلتها الشركة مع تسينغهوا منذ سنة 2016 والتي ركزت على التنقل الذكي وتكنولوجيا القيادة الذاتية، وفق الرئيس التنفيذي لشركة نيسانن بحسب برقية لوكالة رويترز بتاريخ الأحد 17 كانون الأول/ديسمبر 2023
ألمانيا
انخفض الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من سنة 2023 بنسبة 0,8% مقارنة بالربع الثالث من سنة 2022، ونَشَر المصرف المركزي الألماني يوم الجمعة 15 كانون الأول/ديسمبر 2023، توقعاته بانكماش اقتصاد البلاد بنهاية العام الحالي مع نُمُوٍّ ضعيف سنة 2024، بسبب الأوامر الأمريكية بمقاطعة الغاز الرّوسي ووقف التعامل مع العديد من البلدان التي كانت من زبائن ألمانيا، مثل إيران وسوريا، ما أدّى إلى انخفاض الطلب الخارجي وارتفاع تكاليف إنتاج الصناعات الألمانية بسبب ارتفاع سعر الطاقة التي أصبحت ألمانيا تستورد جزء هامًّا منها من الولايات المتحدة، وتتمثل في الغاز الصخري الرديء ومرتفع الثمن، وبسبب ارتفاع أسعار الفائدة (ما رَفَعَ من تكاليف الإقتراض) وانخفاض الطلب الدّاخلي بعد خفض الدعم الحكومي، ويُؤثّر الأداء السّيِّء للإقتصاد الألماني في اقتصاد الدّول العشرين التي تستخدم العُملة الأوروبية المُوحّدة (منطقة اليُورُو) والتي قد يُصيبها الرّكود بسبب تراجع اقتصاد ألمانيا، وهو أكبر اقتصاد أوروبي.
اعلن مُستشار ألمانيا ( رئيس الحكومة) أولاف شواتز يوم 13 كانون الأول/ديسمبر 2023، إن الحكومة سوف تحترم ما وَرَدَ في الدّستور بشأن “كابح الديون” (القيود التي تخص ميزانية الدّولة) سنة 2024، في إشارة إلى أزمة المالية العامة والعجز المُتوقّع بقيمة 17 مليار يورو في قانون الموازنة للعام 2024 ولجأت الحكومة إلى إقرار تخفيضات في الإنفاق العام، لكنها لن تُخفّض المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا والكيان الصهيوني، بل قد ترتفع قيمة هذه المُساعدات، وفق المُستشار أولاف شولتز، أي إن جزءًا هامًّا من فائض القيمة الذي يُحقّقه رأس المال من جُهُود الكادحين (من ألمانيين وأجانب) وجزءًا من الدّعم الذي كان يتجه إلى الفقراء والعاملين، سوف يتم تحويله إلى أوكرانيا والكيان الصهيوني…
مقاطعة الكيان = مقاومة
وجّهَتْ مجموعة من ست أطباء يعملون في مدينة غنت بألمانيا، بدعم من جمعية العاملين بقطاع الرعاية الصحية (القطاع العام)، نداءً إلى زملائهم من الأطباء والصيادلة وإلى المواطنين، يطالبون بالتّوقف عن وصف منتجات وأدوية شركة تيفا الصهيونية (أكبر شركة عالمية للأدوية الجَنِيسَة) من قِبَل زملائهم الأطباء ويطالبون من الصيادلة والمواطنين مقاطعتها، لأن الشركة تدعم العدوان على فلسطينيِّي غزة “وتدعم انتهاكات حقوق الإنسان هناك”، وفق محطة إذاعة محلية بلجيكية الناطقة باللُّغَة الفلمنكية ( راديو 2 – يوم الإربعاء 20 كانون الأول/ديسمبر 2023 ) وتنتج شركة “تيفا” أدوية جَنِيسَة – Generic drugs – (أي أدوية التي لم تعُد تحتكرها الشركات التي ابتكرتها، شرط عدم استخدام نفس الإسم) رخيصة إلى حد ما، وبعضها متاح أيضًا بدون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، وهي تُسَدّد الضرائب في فلسطين المحتلة لمساعدة دولة الإحتلال في استعمار واحتلال فلسطين، ما يجعلها مُشاركة في الإحتلال والعدوان وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وشعوب البلدان العربية المُجاورة، ويُعلّل نص النّداء المُقاطعة بفعل وجود العديد من البدائل المُتَوفِّرَة…
هذه مبادرة نادرة جدًّا في دولة مُتَصَهْيِنَة مثل ألمانيا، ثاني أكبر داعم للكيان الصّهيوني بعد الولايات المتحدة ولم تدعم نقابة الأطباء المبادرة ولكنها لم تتجرّأ على التنديد بها، بل أعلن ناطق باسمها: “الشيء الأكثر أهمية هو أن تظل مصلحة المريض هي الأولوية القصوى. يجب أن يكون المريض على علم بالأدوية التي يتلقاها وأن يكون له رأي فيها أيضًا”…
التعليقات مغلقة.