إيران تُزوّد حزب الله بأسلحةٍ دقيقةٍ جدًا للمُواجهة الشامِلة و”تحرير الجليل” بالواجهة

الأردن العربي –  الإثنين 1/1/2024 م …




يتواصل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على الجبهة الشماليّة، ويُواصِل الحزب إطلاق رشقاتٍ صاروخيّةٍ باتجاه شمال الدولة العبريّة وحتى بالقرب من حيفا، فيما يستمّر جيش الاحتلال بقصف مواقع يزعم أنّها تابعة للحزب، وفي ظلّ هذا التصعيد الخطير يبقى السؤال متى ستندلِع المُواجهة الشاملة بين الطرفيْن، وليس هل ستندلِع الحرب بينهما؟

 إلى ذلك، كشفت مصادر أمنيّة إسرائيليّة النقاب عن أنّ إيران تجندّت وبكامل قوّتها لنقل الأسلحة والعتاد لحزب الله في لبنان، وذلك في مسعىً منها للاستعداد لحربٍ واسعةٍ على الجبهة الشماليّة، بحسب ما أكّده المحلل للشؤون العسكريّة، رون بن يشاي، في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ.

 وتابع نقلاً عن المصادر عينها إنّ الإيرانيين زادوا من وتيرة نقل الأسلحة لحزب الله في الفترة الأخيرة، ويُحاولون نقل الأسلحة الدقيقة، بما في ذلك القذائف، الصواريخ والمُسيّرات، والتي تهدف إلى إحداث أضرارٍ بالغةٍ في الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ بالمنشآت الحساسّة في دولة الاحتلال، وفقًا للمصادر.

 بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أنّ إيران كانت قد زودّت حزب الله بصواريخ متطورّة هدفها إسقاط الطائرات التي تُحلِّق على ارتفاعٍ منخفضٍ، بالإضافة إلى إسقاط المسيّرات الإسرائيليّة والمروحيّات العسكريّة.

 في السياق عينه، قال كبير المحللين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، ناحوم برنياع، إنّ “الفرقة العسكريّة الإسرائيليّة رقم 91 المسؤولة عن الحدود اللبنانيّة، وأنّ قائدها الذي تولى منصبه في نيسان (أبريل) العام الماضي، قام بتغيير صيغة مهام الفرقة، وعوضًا عن ردع العدوّ، تمّ وضع الاستعداد لهجومٍ على الجليل في رأس القائمة.

 وطبقًا لأقواله، فإنّ “السيناريو السابق الأكثر تطرفًا تحدث عن مواجهة مستوطنةٍ حدوديةٍ واحدةٍ هجومًا مفاجئًا من نفق. والسيناريو المعدل الذي تدربت عليه قوات الفرقة العسكرية يشمل احتلال الجليل كلّه”.

 وطبقًا للمحلل، فإنّ “الفرقة العسكريّة جاهزة الآن للدخول إلى لبنان”. وتساءل “هل الأمين العّام لحزب الله، حسن نصر الله اعتزم أنْ يفعل بالجليل ما فعله السنوار في غلاف غزة؟”. وردّ على هذا السؤال مسؤولٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ، نقل عنه برنياع قوله “نعم. وكان سيستقِّر بالمستوطنات الحدودية أيضًا ولا يهرب منها. كما أنّ تضاريس المنطقتين مختلف. قطاع غزة هو منطقة مستوية. الجليل منطقة جبلية. وسيكون أصعب على الجيش الإسرائيليّ أنْ يعيد سيطرته على البلدات وعلى مفترقات الطرق”.

ولفت برنياع إلى أنّه زار بلدة المطلة الإسرائيليّة على الحدود اللبنانيّة، التي يتّم استهدافها بإطلاق نارٍ من الأراضي اللبنانية بشكلٍ شبه يوميٍّ، ونقل عن رئيس مجلسها المحليّ، دافيد أزولاي، قوله إنّه “في كلّ ليلةٍ أقوم بتلخيص عدد القذائف التي تعرضنا لها طوال اليوم، وأذهب للنوم كي أنهض على يوم مشابه تمامًا. ولا شيء يتغير. أنا لا أريد مالاً من الحكومة، وإنما أريد أفقًا”. وتابع أنّه “لو كنت رئيسًا للحكومة، كنت سأتخذ قرارًا”.

 وبحسب برنياع، فإنّ “مرسوم الأمر العسكريّ للدخول برًا إلى لبنان جاهز. وفي المستوى السياسيّ يتحدثون عن ثلاثة سيناريوهات بعد أنْ تنتقل إسرائيل إلى المرحلة القادمة، أيْ الثالثة، للقتال في غزة: إمّا أنْ تؤدي الوساطة الأمريكيّة- الفرنسيّة إلى إقناع السكان الإسرائيليين بالعودة، أوْ أنْ يتوقف حزب الله عن إطلاق النار وإسرائيل تستمر بإطلاق النار حتى التوصل إلى اتفاق، أوْ أنْ يتصاعد الوضع لدرجة حربٍ شاملةٍ”.

ومضى المحلل الإسرائيليّ قائلاً إنّ “السيناريو الأسوأ، بنظر القوات في الميدان، هو أنْ يتوقف حزب الله عن إطلاق النار. فبالنسبة للعالم سيكون بالإمكان العودة في الشمال إلى قواعد اللعبة قبل 6 أكتوبر. لكن ثمة شكًا كبيرًا في أنْ يعود السكان إلى بيوتهم في البلدات الإسرائيلية الواقعة على الحدود مع لبنان”، إذْ أنّهم كانوا قد وضعوا شرطًا للحكومة بالعودة فقط في حال ابتعاد حزب الله عن الحدود اللبنانيّة والتمركز بالقرب من نهر الليطاني.

جديرٌ بالذكر، أنّ د. عومير دوستري، من (المركز الأورشليمي للإستراتيجيّة والأمن)، رأى أنّ جهود حزب الله لإقامة الأنفاق على الحدود مع إسرائيل، هي خطوةً أخرى في تخطيط الحزب لاحتلال الجليل، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ الأمين العام للحزب كان قد أعلن عن خطّة احتلال الجليل في العام 2012، لافتًا إلى أنّه يتعيَّن على إسرائيل اعتبار الأنفاق كجزءٍ من تحسين قدرات حزب الله العسكريّة، وفي مقدمتها مشروع الصواريخ الدقيقة.

ولخصّ د. شابيرا خطة حزب الله لاحتلال الجليل بالكلمات التالية، كما نشرها في صحيفة (يسرائيل هايوم):”الخطّة الأصليّة وضعها عماد مغنية بهدف تغيير أهداف الحرب، والأنفاق التي تمّ حفرها هي نموذج مأخوذ من كوريا الشماليّة، وتمّت عملية إقامتها بإرشادٍ من مهندسين إيرانيين”، كما قال.

وأضاف:”الخطّة العملياتيّة لحزب الله تشمل بناء قدرة لإطلاق الصواريخ بشكلٍ مكثّفٍ باتجاه المراكز والمناطق المأهولة ومنشآتٍ إستراتيجيّةٍ في منطقة حيفا والشمال، تل أبيب والمركز وحتى ديمونا في الجنوب. وبحسب تصوّر حزب الله فإنّ هذا الوضع سيؤدّي إلى تركيز كامل الاهتمام العسكريّ الإسرائيليّ، وفي هذا الوقت بالذات، سينتهز ويستغّل حزب الله الفرصة لإخراج (خطّة احتلال الجليل) إلى حيّز التنفيذ”، على حدّ تعبيره.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.