متى ينتصِر العرب لفلسطين؟ بعد دعوى جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية وتأييد (التعاون الإسلاميّ) لمحاكمة إسرائيل بجرائم الحرب.. هل ستنضَّم الجامعة العربيّة والدول العربيّة المنضمّة لاتفاقية الإبادة الجماعيّة؟

الأردن العربي –  الثلاثاء 2/1/2024 م …




كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في تل أبيب، النقاب عن أنّ إسرائيل قررت المثول أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لمواجهة اتهامات بالإبادة الجماعية، قدمتها جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي.

وقالت الصحيفة، التي اعتمدت أيضًا على تصريحاتٍ من تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القوميّ في الكيان، إنّ الحكومة قررت في نهاية اجتماع ترأسه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وبعد سلسلة من المشاورات بين وزارة القضاء وجيش الاحتلال ومجلس الأمن القومي، أنْ تحاول إسرائيل منع المحكمة من إصدار أمر مؤقت يطالبها بوقف حملتها في غزة.

وهاجم هنغبي بشدّةٍ دولة جنوب إفريقيا، علمًا أنّ تل أبيب أعادت سفيرها في جوهانسبورغ للمشاورات بعد المواقف المعلنة التي صرّحت بها دولة جنوب إفريقيا منذ بدء العدوان الهمجيّ الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة.  وكانت محكمة العدل الدولية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي أنّ جنوب إفريقيا رفعت دعوى قضائية على إسرائيل تتهمها فيها بارتكاب إبادةٍ جماعيّةٍ في قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة العبريّة أيضًا أنّ مكتب المدعي العام الإسرائيليّ يشعر بالقلق إزاء احتمال اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة في غزة، ونقلت الصحيفة عن خبير قانوني كبير تحذيره عسكريين، من بينهم رئيس الأركان هرتسي هليفي، من احتمال أنْ تُصدر المحكمة أمرًا قضائيًا يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار.

وأسفر العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة والذي يترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليّات برّية، عن استشهاد 21,978 شخصًا على الأقلّ، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة في غزة، وهي أعلى حصيلة لأيّ عدوانٍ إسرائيليٍّ حتى الآن.

وأفادت الوزارة بسقوط 57,697 جريحًا منذ بدء العدوان، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة إمّا خارج الخدمة أوْ متضرّرا ومكتظّا.

على صلةٍ بما سلف، أعلنت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل اليوم الثلاثاء عن ترحيبها بتأييد منظمة التعاون الإسلاميّ للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر.

وفي بيانٍ أصدرته الحركة، وتلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منه، أكّدت على ضرورة حشد الدعم العربي الرسمي والدبلوماسي، خاصة من قبل جامعة الدول العربية والدول العربية الأعضاء في الاتفاقية، للتصدي للتكتل الغربي الصهيوني الداعم لدولة الاحتلال والأبارتهايد أمام مرافعة جنوب أفريقيا.

وتابع البيان: “ليست هذه الاستجابة أمرًا ضروريًا من أجل وقف الإبادة الجماعية ضد شعبنا فحسب، بل لوقف انحدار البشرية ونظامها العالمي المشوّه المستند إلى (شريعة الغاب)”.

ومضى البيان قائلاً: “ندعو جامعة الدول العربية والدول العربية الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها بالوفاء بالتزاماتها القانونية ودعم الدعوى الجنوب أفريقية، وهو ما يشكّل أضعف الإيمان، لا سيّما أمام مواصلة الغرب الاستعماري، بقيادة الولايات المتحدة، بتسليح وتمويل وتقديم الغطاء الدبلوماسي للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، مما يمنع الأمم المتحدة والأجسام (الدولية) الخاضعة لسيطرة الغرب من فرض عقوبات شرعية لوقف الإبادة”.

وأردف البيان: “لقد أكدت منظمة التعاون الإسلامي على أن “الاستهداف العشوائي” الذي تقوم به إسرائيل والذي يؤدي إلى “قتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتهجيرهم قسرًا، وحرمانهم من الضروريات الأساسية” والتدمير الشامل للبنية التحتية لغزة “يشكل إبادة جماعية”، ومن جهتها، رحبت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية بالخطوة التي أقدمت عليها جنوب أفريقيا معتبرة إياهاً “دعوة واضحة للمجتمع الدولي لإعطاء الأولوية للمساءلة، ورفض الإفلات من العقاب، ومناصرة مبادئ حقوق الإنسان”.

 وخلُص البيان إلى القول: “اليوم هو زمن رفض الارتهان للإملاءات الأمريكية – الإسرائيلية. إن لم يكن الآن، فمتى؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.