الإحتكار النووي الإسرائيلي / محمود الفلاحي
محمود الفلاحي* ( الأربعاء ) 2/11/2016 م …
ان الصراع العربي الاسرائيلي وموقف الدول الاوربية وامريكا من هذا الصراع هو منحاز الى اسرائيل بجميع الاوجه ان القنبلة النووية المصنعة في اسرائيل التي يبلغ عددها 250 راساً نووياً في حين ان هذا السلاح محرم على الدول العربية ان تكنولوجيا النووية مفيدة في الصناعات فان النظائر المشعة التي تستخدم في الطب يكون التخصيب فيها 3 بالمئة فهذا موجود في مصر وبقية الدول العربية تستورد من الدول الاوربية لغرض معالجة بعض الامراض اماما اذا كان تركيز اليورانيم بنسبة 20 بالمئة فيمكن ان يستفاد منه في انتاج الطاقة الكهربائية لان انشاء محطة كهرباء نووية يمكن ان يعطي قدرة كهربائية 60000 ميكا واط لمدة 40 سنة كلفة هذا المشروع لاتتجاوز 2 ملياري دولار والتشغيل يكون فقط لاجور الموظفين لذلك هناك مشاريع نووية لانتاج الطاقة في جميع الدول الاوربية وامريكا اما موضوعنا هذا اليوم هو القنبلة النووية الاسرائيلية بدات المساعدات الغربية لتمكين الكيان الصهيوني لبناء قدراته النووية في وقت مبكر فقد قدمت الولايات المتحدة زمالات في مجال البحوث النووية في مطلع الخمسينات وفي عام 1955 اتفقت اسرائيل مع الولايات المتحدة بتزويدها باول مفاعل نووي للابحاث انشئ في نامال سوريك وتم نقل 20 كيلو غراماً من اليورانيوم المخصب كما اهدت الولايات المتحدة لاسرائيل مكتبة كاملة تضم 6500 تقرير عن الابحاث الذرية وبين عام 1963 و 1967 اسس يهودي امريكي شركة قامت بشحن المعدات النووية و361 باوند من اليورانيوم عالي التخصيب وعام 1973 ذكرت الصحف الامريكي بان 200 طن من اليورانيوم قد شحنت عام 1968 من امريكا الى اسرائيل وقام علماء معروفون بزيارات منتظمة الى اسرائيل ومنهم اوبنهايمر ابو القنبلة الذرية وتيلر ابو القنبلة الهيدروحينية وفي عام 56 وقعت فرنسا اتفاقية التعاون العلمي مع اسرئيل وقامت فرنسا ببناء مفاعل ديمونا في النقب بقدرة 24 ميكا واط يعمل باليورانيوم الطبيعي فعمل العلماء الفرنسيون والاسرائيليون ضمن البرنامج النووي لصنع القنبلة وبذلك اطلع العلماء الاسرائيليون على مراحل صنع وتجربة اول قنبلة نووية فرنسية كما عملوا على فصل البلوتونيوم 239 عن اليورانيوم وساعدت فرنسا في بناء مختبرات تحت الارض لتنقية اليورانيوم ليكون جاهزا” لاستخدام الاسلحة النووية واستمر هذا التعاون لفترة طويلة كما قامت جنوب افريقيا والمانيا الغربية بالتعاون في استخدام الليزر لتخصيب اليورانيوم 238 باليورانيوم 235 ولعل افضل مدخل لهذا الموضوع هو سعي باكستان في امتلاك التكنلوجيا النووية فعندما وصل بوتو الى الحكم عام 1972 تبنى برنامجا” نوويا” نشطا” كان هدفه وصول الباكستان لا امتلاك التكنلوجيا النووية ومنذ عام 1975 بدأت الولايات المتحدة تضغط على باكستان لايقاف البرنامج النووي كذلك على فرنسا وفي 8 ايلول 1976 زار كسنجر باكستان وطلب من ذو الفقار علي بوتو رئيس الوزراء في حينه صرف النظر عن البرنامج النووي وفي نيسان 1977 ذكر بوتو امام البرلمان الباكستاني بان كسنجر هدده شخصيا” ودعاه الى التخلي عن البرنامج النووي قائلا” ( تخل عن المشروع والاسنجعل منك امثولة بشعة ). ومنذ اواسط السبعينات بدأت امريكا تشن حملة مركزة متهمه ليبيا بامتلاك السلاح النووي في حين كذبت المصادر السوفيتية ذلك وذكرت بان قدرة المفاعل الليبي 10 ميكا واط وانه يخضع للتفتيش من قبل الوكالة الدولية ويبدو ان امريكا اتخذت الموقف نفسة اتجاه العراق اذ سعت اولا” للضغط على فرنسا لكي لاتزود العراق بمفاعل تموز ولم تتوان عن مساعدة الكيان الصهيوني في ضرب مفاعل تموز فقد ذكرت المصادر الاسرائيلية بان مهندسين اسرائيليين قد زاروا امريكا بعد ان شحنت فرنسا مفاعل تموز الى العراق وتباحث المهندسون مع خبراء امريكان حول رد الفعل التي يمكن ان تنتج فيما لو ضرب الكيان الصهيوني مفاعل تموز وتذكر المصادر الاسرائيلية في خريف 1980 اجتماع مسؤولين من وزارة الدفاع الاسراءيلية والامريكية تطور البرنامج النووي العراقي وبين مؤلف كتاب دقيقتان فوق بغداد بان اسرائيل قد حصلت على صور تفصيلية لمفاعل تموز من الولايات المتحدة ويبدوا الانحياز الكامل لاسرائيل بعد ضرب المفاعل العراقي حيث سال احد الصحفيين الرئيس الامريكي رغان عن ضرورة توقيع اسرائيل لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية فاجاب يصعب علي التخيل بان اسرائيل تشكل تهديدا” بالنسبة للدول المجاورة لها عملت اسرائيل كل ما بوسعها لاحتكار التكونلوجيا النووية ولم تتوانى عن اتباع مختلف الوسائيل لمنع الاقطار العربية من الوصول الى هذه التكنلوجيا فعندما بدأت مصر في عهد عبد الناصر بتطوير قدرتها التكنولوجيا في مجال صنع الصواريخ واستعانت بمجموعة من العلماء الالمان شنت اسرائيل حملة ضد مصر متهه اياها بمحاولة صنع اسحلة نووية وكيميائية بل انها اتهمتها بصنع صواريخ تحمل قذائف الكوبالت ومن المعروف بان نص عمر الكوبالت 600 طويلة جدا” ولقد سمى العلماء القنبلة الذرية التي تصنع بعض اجزائها من الكوبالت بالقنبلة القذرة وكما هو معروف عن الكيان الصهيوني فان الحملة الادعائية تكون تغطية عن عملية اكبر حيث انها قامت بحملة اغتيالات للعلماء والتقنيين الاجانب العاملين في مصر فقبل عدة سنوات شنت اسرائيل حملة على سوريا واتهمتها بان شبكة الصواريخ التي تمتلكها تحمل رؤس كيمائية وهددت باتخاذ الاجراءات ضد سوريا وموقف اسرائيل من سعي العراق من امتلاك التكنلوجيا النووية بدأ من عمليات الضغط على الشركات الايطالية والفرنسية لمنعها من مساعدة العراق لتطوير واقامة البنى الاساسية للتكنلوجيا النووية وقامت طائرات اسرائيلية في حزيران 1981 بضرب المفاعل النووي العراقي رغم ان الجانب العراقي بين ان المفاعل يستخدم لاغراض سلمية وخاضع للتفتيش وموقع على المعاهدة الا ان ذلك لم يمنع الكيان من شن حملة مركزة على العراق وقد صرح اسحق شامير ان المفاعل العراقي يمكن ان يزيد الصراع في المنطقة ويعرقل محاولات السلام بل ان اسرائيل عملت لاحتكار هذه القدرة وقامت بتطوير طائرات الفانتوم ليكون بامكانها حمل الاسلحة النووية كما انها طورت صاروخ اريحا ليصل مداه الى اكثر من 1200 كيلو متر واعلنت المصادر الاسرائيلية بان هذا الصاروخ يمكن ان يصل مداه الى جميع الاقطار العربية ان سبب سعي الكيان الصهيوني لاحتكار التكنلوجيا النووية واسلحة الدمار الشامل يعود للاسباب الاتية 1- خلق هوه علمية وتكنلوجيا بينها وبين العرب لان الابقاء على هذه الهوه يضمن تفوقا” للنوعية الاسرائيلية على الكم العربي 2- استخدام الاسلحة النووية والكيمائية كاداة ردع ضد العرب لمنعهم من التفكير من شن حرب ضد الكيان الصهيوني 3- خلق حاجز من الخوف لدى العرب من قدرات اسرائيل التدميرية وهذا الحاجز يولد اليأس في شل الدهن العربي ويعزز التيارات الداعية للتعاون مع الكيان الصهيوني 4- ابلاغ دول العمق العربي بان مساندتها لدول المجابه لن تمر دون عقاب لان يد اسرائيل يمكن ان تصل الى اي عاصمة عربية ان امتلاك الاقطار العربية اسلحة الدمار الشامل سيخل مبعادلة التفوق الاسرائيلي وهذا التوازن سيخل في التوازن في مباحثات السلام بشكل لاتريده اسرائيل.
* محام واعلامي
عن الزمان اللندنية
التعليقات مغلقة.