ماالرابط بين عملية مزارع شبعا وتقرير نيويورك تايمز وذكرى استشهاد الحريري ؟؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الأحد 15/2/2015 م …
مع حلول الذكرى العاشرة لاستشهاد رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري بتفجير انتحاري استهدف موكبه بالعاصمة اللبنانيية بتاريخ 14شباط من عام 2005,,عادت مع هذه الذكرى سلسلة التاؤيلات والتهم المتبادلة بالداخل اللبناني ,,حول الجهة التي تقف خلف هذا العمل ,ومن جديد أطلت على الداخل اللبناني المنقسم على نفسه ,بعض وسائل الاعلام الغربية بمحاولة لصب الزيت على النار من جديد ,,فقد قامت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بنشر تقرير للكاتب الصهيوني “رونان برغمان” تتضمن تفاصيل حول عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قبل عشر سنوات,,ومضمون التقرير يقول ان حزب الله له دور كبير بالتخطيط للعملية وان المسؤول الراحل في حزب الله الشهيد عماد مغنية كان له دور مباشر في عملية الاغتيال,,والملاحظ هنا ان التقرير تزامن نشره مع حلول الذكرى العاشرة لمقتل الحريري ,,وبوقت تسعى فيه بعض الاطراف بالداخل اللبناني الى بناء مسار حواري بالداخل اللبناني ينأى بلبنان المتهالك والمنقسم على نفسه ,,عن فوضى الاقليم .
ومن هنا فقد طرح مضمون التقرير وتوقيته ,,وتزامنه مع الذكرى العاشرة لمقتل الحريري ,,مجموعة من التساؤلات داخل وخارج لبنان ,وخصوصآ اذا تم ربط كل ذلك مع اهداف الاسرائيليين الساعية لتفجير الداخل اللبناني بعد عجزهم عن الرد على عملية مزراع شبعا ,,وربط الاهداف الاسرائيلية هذه مع مخططات تقوم بها مجموعات مسلحة متطرفة تسعى من خلالها ايضآ لتفجير الداخل اللبناني بالشراكة ومن خلف الكواليس مع الكيان الصهيوني ,,فمجموع هذه المخططات التي تسنهدف الداخل اللبناني بهذه المرحلة ومع دخول عامل جديد الى ارض لبنان وهو الإرهاب التكفيري الذي ضرب ببيروت بطرابلس بصيدا بالهرمل وبعلبك وجرود بريتال،ورأس بعلبك , والخ، وآخر فصوله محاولة اقامة امارة للقاعدة بعرسال اللبنانية المحاذية للحدود السورية من جهة القلمون السوري المحرر،، ومن هنا فمن الطبيعي الآن ان نرى حالة من الشكوك عند بعض الاطراف اللبنانية حول مضمون واهدف وتوقيت نشر هذا التقرير اذا تم ربطه بمجموعة عوامل يعيشها لبنان حاليآ.
الواضح للأن ان هناك مؤامراة خارجية اقليمية ودولية جديدة ما تستهدف الداخل اللبناني ,,من خلال اللعب من جديد على ورقة وملف مقتل الحريري ,,ومعظم الفرقاء السياسيين بلبنان يدركون مسار هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدف لبنان داخليآ فمعظم صناع ومتخذي القرار بالداخل اللبناني بمختلف توجهاتهم يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى ان لبنان اصبح ساحة مفتوحة لكل التدخلات الخارجية ,,وانه اصبح مهيئآ للانفجار باي لحظة ,,وينتظر فقط من يشعل عود الثقاب لاحراق لبنان كل لبنان ,وقد يكون عود الثقاب هذا تملكه بعض الاطراف الاقليمية والدولية وتسعى من خلاله لمساومة بعض الاطراف والقوى بالداخل اللبناني على مواقفها ومبادئها من بعض قضايا وملفات داخل لبنان وخارجه .
ومع أن مؤشرات ولقاءات الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين بلبنان حاولت مؤخرآ وقدر الامكان تقديم مبررات ومعادلات الامن الذاتي والمبادئ الاخلاقية والحسابات المستقبلية لتوسع نفوذ وقواعد الجماعات الارهابية التي نشرت قواعدها بالقرب من الحدود اللبنانية – السورية كسبب منطقي،، لضرورة التوافق الداخلي اللبناني لحماية مستقبل الدولة اللبنانيية,,الا انه من المحتمل باي مرحلة مقبلة ان يهدم كل ما بنته هذه الاطراف من خلال حوارها ,, فاليوم هناك بعض القوى الاقليمية والدولية تسعى و تحاول ,,هدم مسار الحوار الداخلي اللبناني ,,وتسعى لتوسيع الفجوة بين الفرقاء بلبنان ,,وما تقرير صحيفة التايمز الاخير الا جزء من نطاق توسيع هذه الفجوة بين الفرقاء بلبنان .
ونستطيع قراءة كل ذلك ,من خلال ربط توقيت تقرير التايمز ,,مع ذكرى مقتل الحريري ,مع وجود بعض المؤشرات الايجايبة لحوار الفرقاء بالداخل اللبناني ,مع قضية التأمر الاسرائيلي على لبنان ,فهذه العوامل بمجملها ومن خلال ربطها بتوقيتها وتزامنها وردود فعلها ,,توضح لنا ان هناك مسار اقليمي جديد يسعى لخلط اوراق الداخل اللبناني ,وافشال مساعي الحوار الداخلي اللبناني , والواضح للأن ان بعض القوى بالداخل اللبناني وخصوصآ بعض قوى 14اذار انساقت وراء هذا المخطط الذي يستهدف تفجير الداخل اللبناني ,,من خلال العبور من بوابة مقتل الحريري ,,لتكون القاعدة والاساس لتفجير الداخل اللبناني من جديد .
أخيرآ ..فبهذه المرحلة على جميع الفرقاء بلبنان أن يتيقنو بأن هناك مؤامرة كبرى تستهدف الداخل اللبناني،، وهذه المؤامرة حجر ألاساس فيها هو العودة من جديد الى المناورة بورقة استشهاد الحريري ,,لتكون هذه الورقة هي الاساس لتفجير الداخل اللبناني من جديد ,,فالمؤامراة يعمل على تنفيذها ألان من قبل بعض الاطراف السياسية والدينية داخل لبنان وخارجه، والهدف علي مايبدو من مسار هذه المؤامراة هو تعطيل حوار الداخل اللبناني ومحاولة تحقيق بعض الاجندة الاقليمية والدولية بالداخل اللبناني ,,بمحاولة صريحة للضغط على حزب الله وحلفائه بالداخل اللبناني لدفعهم نحو تعطيل مسار الحوار ,,ما قد يخلط المعادلة ألامنية والسياسية بالداخل اللبناني بشكل كبير، وهنا على هؤلاء أن يعلمو أن هذه المغامرة الطائشة سيدفع ثمنها لبنان كل لبنان ولن تستثني أحدآ من شرورها، لأن تفجير لبنان داخليآ بهذه المرحلة ,هو مطلب صهيوني وهدف اقليمي دولي ,,قد يدفع بلبنان كل لبنان الى مرحلة الا عودة ومرحلة الفوضى الا ما لا نهاية,,ولهذا على هؤلاء الداعمين لاجندة ومشاريع اقليمية ودولية تستهدف تفجير لبنان من الداخل ،، أن يتراجعو ومن ألان عن مغامرتهم القذره هذه،، لأنها ستحرقهم هم أولآ قبل أن تحرق أحدآ غيرهم……
* كاتب وناشط سياسي -الاردن.
التعليقات مغلقة.