هذا ما كشفه رئيس شعبة المخابرات الجوية السورية عن الأزمة السورية

 

الأربعاء 2/11/2016 م …

الأردن العربي …

في أول لقاء إعلامي له، رئيس شعبة المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن، يتحدث إلى وكالة “سبوتنيك”، عارضا رؤيته لتطورات الأزمة السورية وأحداثها الدامية، المستمرة منذ قرابة 6 سنوات.

وقال اللواء: “لم اكن أتوقع أن يحدث ذلك بهذا الشكل الكبير.. إلا أنني كنت أقاتل التطرف تحت الأرض. هؤلاء في عصر الرئيس حافظ الأسد… أكلوا ضربة موجعة في الثمانينات…وكانت شبه قاضية، خاصة في حماة. كنت ملازم أول فتي. كان قرارا حكيما في حينها…ونحن في هذا المرحلة لو حسمنا الموقف منذ البدايات لما وصلنا إلى هنا.ولكن هذا هو قرار القيادة. أنا كان رأيي مختلفا، مثال على ذلك ساحة الطلاب في الصين غيرت الصين. لو لم تحسم الدولة الصينية فوضى الطلاب لضاعت الصين وضيعها الغرب”.

وفي رده على سؤال حول موقف الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، لو كان حاضرا لهذه الأحداث، قال حسن: “لا استطيع تخمين ماذا كان سيفعل إلا أن كل شخص له ظرفه الخاص والرئيس بشار الأسد تحمل متاعب كبيرة أكثر من التي تحملها حافظ الأسد”.

واستذكر اللواء أحداث حماة قائلا: “الصحفيون وقتها كتبوا أرقاما مبالغا بها عن عدد القتلى الذين سقطوا خلال أحداث حماة، ولكن أقول، لو كنا تصرفنا منذ بداية الأزمة الحالية بنفس الطريقة لكنا أوقفنا حمام الدم ولما كنا وصلنا إلى ما وصلنا عليه اليوم من اقتتال.والغريب أن العالم الغربي المتمدن يدعم هؤلاء المتطرفون وهذا سؤال كبير لا استطيع الإجابة عليه.. مهما كانت مصالح الغرب بتغيير النظام ماذا ستستفيد بريطانيا وأمريكا وغيرهما من الدول من تقسيم سوريا؟ بالعكس تعاملهم مع دولة مستقلة ذات مقدرات اقتصادية خيرا لهم من التعامل مع دويلات يعملون على إنشائها، إذا كانوا في الأساس يبحثون عن الديمقراطية فإن ما نسبته سبعين إلى ثمانين في المئة من الشعب السوري يؤيدون الرئيس الأسد”.

يذكر أن “أحداث حماة”، هي تمرد مفتوح قام به الإخوان المسلمون في سوريا ضد نظام الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بلغ ذروته بعصيان مسلح في حماة، عام 1982، وجوبه بقوة عسكرية كبيرة من قبل الجيش السوري،

وفي حديثه عن أسباب الأزمة السورية، قال اللواء حسن: “ليس الضغط هو الذي سبب المشكلة، الزرع الفكري والمرشدون الذين تربوا على أيدي أساتذة القاعدة والمذهب الوهابي الذين يبثون ليل نهار في حلقات الذكر والاجتماعات الجانبية، الغتن والحقد. إنها ثمرة عشرات السنين من البث الطائفي والتعليم السيئ”.

وأضاف في ذات السياق: “أنا تابعتهم جيدا، أمضيت عمري تماما بالأمن، وكنت أراقب كيف يدرسون في حلقات الذكر…وكيف يقوم المرشد ومعاونه باختيار أربعة أو خمسة من طلابهم العشرين، يأخذونهم من المجموعة ويشحذون من جديد وينقلوهم إلى طور آخر من التعليم تحت راية أن المسلم القوي أحب إلى الله من المسلم الضعيف…[ويأتون] بالأمثلة لتهيئتهم كي يؤمنوا بالعقائد المتطرفة تحت عناوين كثيرة”.

بداية العنف

وفي حديثه عن بدء العنف المسلح، أشار اللواء إلى أن الطرف المعادي استخدم السلاح منذ بدايات الأزمة قائلا: “كانوا في نهاية المظاهرات عندما كان رجال الأمن يحاولون السيطرة على المظاهرات التي تتحول إلى أعمال شغب، كان المسلحون المتغلغلون داخل المتظاهرين يقومون بإطلاق النار على المتظاهرين ليتهموا رجال الأمن بأنهم من فعل ذلك…كان هناك تعليمات صارمة من الرئيس شخصيا بعدم استخدام السلاح تحت أي ظرف حتى أن عناصر الأمن كانوا ممنوعين من حمل السلاح”.

كما أفصح حسن، عن رؤيته للأحداث في حلب، وقال في هذا الصدد: “أكثر من ثمانين بالمئة من الموجودين في حلب إن لم يكن تسعون بالمئة منهم، موجودين في الأحياء الشرقية لحلب تحت قوة السلاح. لي أصدقاء هناك أتواصل معهم، الحل أن يكف الغرب عن دعم المنظمات الإرهابية. إن ما تدعيه أميركا عن وجود معارضة معتدلة وأخرى متطرفة…ادعاء مخجل ومقرف”.

وأضاف: “يجب على الغرب عدم الانخراط في ذلك، وان لا يدخلوا السياسة الدولية في مثل هذه القصة في أن تتشابك المصالح الروسية مع المصالح الأمريكية والأوروبية فقط من أجل حارة في حلب، عار عليهم تقزيم الأمور بهذا الشكل”. ووصف اللواء ما يمارسه الإرهابيون في حلب، بـ “السياسة الأمريكية الأوروبية القذرة”.

وتابع: “إذا أوقفوا التحريض والمال عشرة أيام، ستنتهي مشكلة حلب، ويخرج المسلحون بسلاحهم إلى الريف الحلبي ومنها الى صديقتهم تركيا. حلب حينها ستستقر”.

وفي إشارة إلى ازدواجية الموقف من الأحداث في حلب، تساءل اللواء، “لماذا لا يضج على ما يحصل في الأحياء الغربية لحلب الواقعة تحت سيطرة الدولة من قصف شبه يومي لهم من قبل المسلحين؟ أليسوا هؤلاء بشر أيضا؟ من يقتلون غرب حلب هم أطفال وشيوخ ونساء. الحل في حلب، أن يتوقف الغرب الأميركي والفرنسي عن سياسة ازدواجية المعايير”.

هذا وأشار حسن، إلى أن الغلو البريطاني خف قليلا لان رئيسة الحكومة الجديدة ملتهية بالشؤون الداخلية لبلادها. وأضاف: “أنا لا ألوم السياسة البريطانية، هي تقف ضدنا منذ الأزل. أما الفرنسيون، كانوا يمثلون اعتدالا غربيا جيدا في فترة التسعينات. مالذي حصل لفرنسا؟ لا أعرف. لا أعلم ماهي الاتفاقية التي يعتمدونها لتقسيم سوريا”.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت معركة حلب ستطول، أجاب اللواء: “ستطول، لأن المد مستمر، المد الرجعي العربي السعودي والمد الحاقد التركي والمد القطري والمد الغربي الذي يدعي أنه متحضر كيف يدعم الإرهابيين والسوداويين؟ لا أجد تفسيرا لذلك”.

وعن وقف قصف الطيران لأحياء حلب الشرقية، قال المتحدث لـ “سبوتنيك”: “أنا أقدر أن هذه الحياة لا تستحق إلا الحصار المحكم ينهي المسألة. إلا أن الدعم الأمريكي غير المحدود والمطلق للعصابات الإرهابية والدعاية الإعلامية وإثارة الفتن في مجلس الأمن الدولي، هي التي تزيدهم طمعا في حل محتمل كأن يتمكنوا من فك الحصار بالقوة. وهذا حلم لهم”. وأضاف: “حلب مشهورة بالأنفاق. هم فقط يعملون ضجة غربية..لماذا لا يضج المجتمع الدولي ضد ما يحصل لأحياء حلب الغربية؟ هم أيضا مدنيين”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.