المفكر اللبناني علي حرب يشعل معرض الكتاب بمحاضرته ” فشل الدين والسياسة معا “

 

 

الأردن العربي – محمود القيعي ( الأحد ) 15/2/2015 م …

** إن المحجبة في أوروبا تهدم المجتمعات الأوربية.. وحضور يردون: جاء يبشّر بالخراب.. فيعلّق غاضبا : لست أنا الذي أحرق رجلا حيا ولست أنا الذي أغتصب الحرائر

ما بين رضا مؤيديه، وسخط معارضيه، أثار المفكر اللبناني  د. علي حرب جدلا واسعا في ندوته التي عقدت بمعرض الكتاب  بعنوان “  محنة المشروع الديني .. فشل الدين والسياسة معا”.

حرب بدأ حديثه بالتأكيد  على أن المشروع الديني كتبت نهايته على يد حرّاسه الذين أطاحوا بالدنيا ومعا، حيث لا إيمان ولاأمان، مشيرا إلى أن محاولات لإصلاح الدين فقدت  مصداقيتها، وأن الأمر متروك للأمة.

وأضاف حرب أنه لا  نهوض ولا ازدهار لأي أمة من دون أفكار جديدة، مشيرا إلى أننا كعرب ومسلمين فشلنا في امتحانات ثلاثة: المعرفة، والديمقراطية، والتنمية، برغم أننا نملك كل شيء “موارد طبيعية هائلة، ثروات، تراث رائع بمثابة منجم فكري”، ولكننا لم نقدّم أي شيء.

ووصف حرب الأمة العربية والاسلامية بأنها أمة تتفنن في تفويت الفرص، لأنها تخشى المتغيرات، مشيرا إلى أن المسرح العربي أصبح أرضا لمعركة تديرها دول غير عربية، وهي أمريكا وروسيا وإيران وتركيا.

وفاجأ حرب الحضور بقوله إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم هو أول من دعا الى فصل الدين عن الدولة في قوله – عندما سئل عن أمر من أمور الدنيا – “أنتم أعلم بأمور دنياكم”.

ونبّه حرب إلى ضرورة التمييز بين الاسلام كتراث هائل  عظيم، وبين السلطات والمؤسسات الدينية التي ترفع لواءه.

واعتبر حرب أن ارتداء الحجاب في فرنسا وفي أوروبا كعلامة من علامات الهوية الاسلامية يقوّض أسس الدولة الفرنسية  المدنية الديمقراطية التي حاربت فرنسا من أجل انتزاعها من الكنيسة.

واختتم حرب واصفا العالم الآن بأنه “متخبط ومتورط ومتواطئ” .

جاء يبشّر بالخراب

وبعد انتهار محاضرة حرب، أثنى د. هيثم الحاج على نائب رئيس هيئة الكتاب على ما جاء فيها من أفكار، وبعد ذلك أتاح الفرصة  للحضور للمشاركة بمداخلاتهم، فقال أحدهم إن حرب جاء جاء ليبشّرنا بالخراب، منتقدا حرب عندما قال إنه لا يجب التعويل على الدين” وتوجه إلى حرب بسؤال: “أين أنت يا د. علي من الدين؟ ولماذا لم تقدّم رؤية  لفكر ديني تنويري ينتفع بها الناس؟”.

 ردّ حرب  قائلا: “فيما يتعلق بالخراب، لست أنا الذي أحرقت رجلا وهو حي، لست أنا الذي اغتصب نساء آمنات محصنات!”  وأضاف حرب أنه لا يكتفي بنقد الآخرين، وإنما  يجلد ذاته أيضا، مشيرا الى  كتابه “أوهام النخبة” الذي انتقد فيه الجميع.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.