تحليل : في ظل صراع فتحاوي ثنائي.. هل يخرج التيار الثالث الموازي للسيطرة على السلطة؟

 

الخميس 3/11/2016 م …

الأردن العربي – كتب صلاح سكيك

تمر حركة فتح، بأصعب فتراتها النضالية والسياسية على الإطلاق، فالانقسام الفتحاوي الداخلي قد يعصف بمشروعها التحرري على اعتبار أنها كبرى الحركات الفلسطينية على الإطلاق، وتمثل الشعبية الأكبر داخل المجتمع الفلسطيني، فالظروف الصعبة التي تمر بها الحركة تؤثر سلبًا على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها.

لكن في ظل هذا الصراع على السلطة داخل فتح، ووجود تيارين مختلفين، هل يخرج إلى السطح تيار ثالث موازٍ للتيارين التقليديين، ليستغل وضع ما بعد رحيل الرئيس محمود عباس، ويسيطر على السلطة وجميع مؤسسات حركة فتح؟

مراقبون وضعوا بعض السيناريوهات المتوقعة لهذا التوجه بناءً على تحليلاتهم الشخصية وقراءاتهم للواقع الحالي.

تيار ثالث أقوى

الكاتب والمحلل السياسي، د. ناجي شراب، أكد وجود التيار الثالث الموازي داخل حركة فتح، بناءً على طموحه السياسي، واستغلاله للوضع الفتحاوي المتشابك في الوقت الحاضر.

وأضاف لـ “دنيا الوطن”، أن التيار الثالث يشكل قوة كبيرة داخل الحركة، ويسيطر على الساحة الفتحاوية، مشيرًا إلى أنه لا يقل قوة عن التيارين الآخرين، بل قد يكون أقوى من جميع التيارات الأخرى، لأنه يعتمد على ظروف كلا الطرفين وضعفهما.

وأشار إلى أن قياس قوة أي تيار يكون بعدد أعضائه، وقوة الشخصيات الموجودة داخله، وأيضًا لمدى تقبل الشارع الفتحاوي لتلك الأسماء، معتبرًا أن جميع الأحزاب العالمية يوجد بها تيارات مختلفة تتنوع ما بين اليمين واليسار والوسط.

أما المحلل السياسي، حسن عبدو، فقال: إن حركة فتح لا يوجد بها تيارات بل فتح كتلة واحدة، وإن الخلافات الظاهرة بين التيارين هي خلافات داخل المربع الواحد، على اعتبار أن كلَا منهما له نفس الفلسفة والرؤية السياسية تقريبًا، فهما يدعوان دائمًا إلى التفاوض مع إسرائيل، وإقامة الدولة الفلسطينية بحدود العام 1967.

وتابع: “الخلافات القائمة حاليًا ليست فكرية أو سياسية، وإنما يمكن اعتبارها شخصية بين أفراد داخل الحركة الواحدة، وهي خلافات ناجمة عن صراع السلطة والقيادة”.

وتوقع عبدو، أن يشتعل الصراع على السلطة بعد رحيل الرئيس محمود عباس، لوجود أسماء لها ثقل سياسي وترى نفسها جديرة بالوصول إلى أعلى الهرم الرئاسي في السلطة ومنظمة التحرير، مضيفًا: “الحديث دائمًا مُنّصب على أسماء، كجبريل الرجوب، وماجد فرج، وناصر القدوة، لرؤية البعض أنها قادرة على شغل منصب القيادة في حال رحيل الرئيس سياسيًا”.

العرفاتيون الجدد

من جهته، قال، د. ناصر اليافاوي الكاتب والمحلل السياسي: إن المتغيرات التي تمر بها حركة فتح، ستمر بأحد السيناريوهات الثلاثة: فإما أن ينتهي الأمر بعودة محمد دحلان، ولملمّة الأوضاع الداخلية للحركة، لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، لاسيما مع ضغط وسعي بعض الشخصيات والدول العربية إلى حل الخلاف الفتحاوي الداخلي والعمل على عودة الكل للجسم الفتحاوي.

وأضاف لدنيا الوطن، “والسيناريو الثاني، يتعلق ببروز قيادات فتحاوية تتحدث في العلن أنه لا رجعة لدحلان إلى صفوف الحركة، باعتبار أنه منافس تقليدي من ناحية، واتساع الفجوة بينهم وبينه من جهة أخرى، لافتًا إلى أنه من المتوقع في هذه الحالة، أن يقوم دحلان بتشكيل حزب موازٍ لحركة فتح يعتمد من خلاله على ساحة قطاع غزة بشكل أساسي، وبعض أنصاره في مخيمات الضفة الغربية من جهة أخرى”.

وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث، فوفق اليافاوي يكّمن في بروز جماعة تحت مسمى “العرفاتيون الجدد”، وهم الشخصيات التي غيّبت نفسها عن المشهد السياسي والحراك الفتحاوي، مشيرًا إلى أن هذه الفئة ستطفو على السطح بعد رحيل الرئيس عباس عن السلطة، وسيعتبرون أنفسهم المُنّقذين والمدافعين عن تاريخ ومقدّرات الحركة، بعد قائدها التاريخي “ياسر عرفات” ومحاولين استنهاض المجد الماضي للحركة وتاريخها النضالي.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.