قريباً…قوات مصرية الى سورية لحسم المعركة / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي ( سورية ) الجمعة 4/11/2016 م …

 إن ظهور داعش في منطقة الشرق الأوسط وما تتعرض له مصر وسورية من الإرهاب الذي يستهدف قدراتهما، فإن  ذلك أحيا روح إتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسورية ودفع بعض الدول العربية لمحاولة تكوين تحالفات مع مصر للتصدي للإرهاب وإجتثاثه من جذوره في المنطقة،  وقد عكست تصريحات الرئيس المصري السيسي التى أكد فيها بوضوح  على أن سورية تمثل عمقاً إستراتيجياً لمصر، ودعا إلى إحترام  وحدة أراضيها، وفي الاتجاه الأخر أكد الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة المنار” أن سورية في الخندق نفسه مع مصر ضد الحرب على الإرهاب، قائلاً ” إن سورية تفهم الضغوط التي تعانيها مصر ولا تريدها أن تكون منصة للهجوم على سورية”.

في الأيام القليلة الماضية تجمعت مؤشرات ودلائل عديدة تؤكد على رغبة مصر  بالمشاركة بصورة مباشرة في القتال على الأراضي السورية، وبجوار الجيش السوري، بدء من تقديم المشورة والخبرة القتالية إلى القتال الفعلي من عناصر الجيش المصري في سورية، وهذا ما دفع بعض المسئولين على عدة مستويات إلى الإعلان عن قيام الحكومة المصرية بإيفاد قوات عسكرية إلى سورية في إطار مكافحة الإرهاب والتعاون والتنسيق العسكري مع الجيش السوري، وفي الأيام القليلة القادمة سيعلنان رسمياً عن هذه التنسيقات والمساعدات العسكرية التي ستكون قائمة بينهما بهدف مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف.

في هذا السياق أصبجت مصر حريصة كل الحرص على تعزيز وتقديم المساعدات العسكرية وإرسال نخبة من قواتها العسكرية لسورية للمشاركة في معارك الجيش السوري ضد داعش وأخواتها، بعد أن ظهرت شروخ كبيرة مع معظم الدول الخليجية التي تقدم الدعم والمساعدات للمسلحين في العراق وسورية، وإنطلاقاً من ذلك  فإن القاهرة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي وهي في عمق الشرق الأوسط، لأن ما يحدث في سورية ستكون  تداعياته خطرة على الأمن المصري والعربي.

ويرى مراقبون ذات الشأن إن مصر بالتعاون مع أطراف عربية ودولية وفي مقدمتهم روسيا تسعي إلى دعم سورية لإنهاء الأزمة من أجل الحفاظ على الجيش السوري، كون بقاء الدولة السورية ومؤسساتها متماسكة، هو دعم للأمن القومي المصري والعربي، وسقوطها يمثل أبرز الخسائر على الصعيد السياسي والعسكري للقاهرة، بمعنى أخر إن سقوط  سورية يعني إنهيار المنظومة كلها بالشرق الأوسط من الكويت إلى العراق إلى السعودية إلى لبنان، وهذا ليس بمصلحة العرب وفق وجهة نظر السيسي، وهو المخطط الذي تتصدي له القاهرة باستمرار.

في سياق متصل إن الخطوة المصرية الأخيرة بإرسال مقاتلين وطيارين مصريين إلى سورية, هو دليل تعزيز مسار التعاون المستمر بين كل من مصر وسورية, ولإعتبارات أخرى كون سورية هي الخط الدفاع الأول ضد إنتشار التطرف الإسلامي, الذي إذا لم يتوقف فإنه سيصل إلى حدود مصر, وعليه، تجسد الرد المصري الرامي لحماية أجواء وسيادة الدولة السورية ودق إسفين في توجهات الغرب لتقسيم سورية الى دويلات متناحرة فيما بينها.

فما من شك إن تعزيز العلاقات بين سورية ومصر هي التي تحقق توازناً على الساحة العربية، وسورية تؤكد بأنها في نفس الخندق مع الجيش المصري ومع الشعب المصري في مواجهة الإرهابيين ، ولذلك ينظر الشعبان السوري والمصري الى هذه العلاقة من خلال أهميتها وعمقها وحيويتها الآن وفي المستقبل، و يؤكدان أن تمتين العلاقات  فيما بينهما ، هو الذي يستطيع الآن أن يقيم توازناً جديداً في المنطقة وأن يحدث تغييراً مهماً في معادلة إدارة الصراعات.

هنا أستطيع القول إن المعركة مفتوحة في المنطقة مع الإرهاب المدعوم من الغرب وبعض الدول العربية، كغطاء للدعم الأمريكي الإسرائيلي الهادف لتقسيم سورية ومصر ونشر الفوضى فيهما، ودمشق والقاهرة هما رأس الحربة في مواجهة هذا الإرهاب وهذه المؤامرة، اللتان تنطلقان من رؤية واحدة وهي ضرورة مواجهة أي أطماع إقليمية أو دولية، وخاصة بعد نجاح كل منهما في ضرب المخطط الغربي لتقسيمهما عبر خلق الأزمات والفوضى والفتن والإقتتال بين أبناء الشعب الواحد.

وإنطلاقاً من ذلك فإن التطورات والمشهد المعروض يشير إلى أن الأيام القادمة ستشهد تبدلاً كبيراً على الساحة السورية، خاصة ان الطرح المصري لحل الملف السوري يدعمه التوافق الإيراني الروسي والدول الصديقة، وأختم مقالي بالقول إن مصر هي دوماً الأقرب إلى سورية، والأقدر على فهم ما يجري فيها، وأن الرسالة المصرية واضحة تماماً، وهي موجهة لكل من يهمهم الأمر، مفادها أن سورية هي خط الدفاع الأول عن الأمن المصري، وأن حرب مصر على الإرهاب تستوجب حفظ النظام وإبقاء مؤسسات الدولة، لذلك فهي مستمرة في تقديم الدعم لسورية وشعبها، وأن مصر  تعي ما يُحاك ضدها وضد سورية.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.