المغرب : ما زالت فلسطين أولوية وطنية !!

 

الإثنين 7/11/2016 م …

الأردن العربي – رأي اليوم …

عندما يرفض الشعب المغربي الأصيل ان يرفرف علم الاحتلال الإسرائيلي في سماء مراكش ويطالبون بإنزاله وطرد ممثلي الكيان الغاصب.. فلسطين ما زالت أولوية وطنية رغم زحام الأولويات المحلية

يعيش المغرب هذه الأيام احداثا داخلية تتسم بالخطورة، استطاع تجاوز بعضها بنجاح، ونحن نتحدث هنا عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ولكن هناك احداث أخرى ما زالت تداعياتها مستمرة، والمقصود بذلك جريمة “طحن” بائع السمك محسن فكري، اثر محاولته انقاذ لقمة عيشه من مخالب عربة قمامة.

هذه الاحداث على اهميتها، لم تشغل الشعب المغربي، وقواه الحية، عن نسيان قضية فلسطين العادلة، والتضامن مع شعبها المقاوم الذي يعيش حصارا خانقا وقمعا شرسا، واعدامات ميدانية برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

رفع العلم الإسرائيلي الى جانب اعلام أخرى للدول المشاركة في الاتفاقية الإطار بشأن تغيير المناخ، اثار موجه عارمة من الاستنكار والاحتجاجات في أوساط المغاربة المناهضين للتطبيع، واعتبرت مجموعة العمل الوطني من اجل فلسطين هذه الخطوة، أي رفع العلم، استفزازية “للشعب المغربي في عقر داره”، وادانتها باعتبارها تطبيعية مع كيان غاصب، لان هذا العلم، كما قال بيان أصدرته في هذا الشأن “يشكل رمزا للارهاب وتطهير سماء مراكش من قاذوراته الاجرامية وطرد أي صهيوني متواجد في المؤتمر”.

وربما يجادل المسؤولون في المغرب بان المؤتمر الذي جرى رفع العلم الإسرائيلي على صواريه، هو مؤتمر دولي، يحضره ممثلي دول أعضاء في الأمم المتحدة، وهذا جدل صحيح، ولكن هناك دولا إسلامية ترفض استضافة مؤتمرات وندوات دولية لتجنب مشاركة إسرائيل فيها، وحضورها الى أراضيها، وكانت آخرها دولة ماليزيا الإسلامية التي رفضت استضافة مؤتمر كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لتجنب منح ممثلي دولة الاحتلال الإسرائيلي تأشيرات دخول الى عاصمتها كوالالمبور في آب (أغسطس) الماضي، ومن المؤسف ان دولة البحرين قبلت استضافته وبحضور إسرائيلي.

الشعب المغربي ينضح وطنية وتمسكا بالحقوق الشرعية لشقيقه الفلسطيني، ويقاوم كل أنواع التطبيع، وشن حملات مقاطعة شرسة لبعض البضائع الإسرائيلية التي تسللت الى اسواقه بقصد او بدونه، ولا نملك في هذه الصحيفة “راي اليوم” الا الانحناء تقديرا واحتراما واجلالا لهذا الشعب الأصيل الذي لا ينسى قضية العرب الأولى، رغم ظروفه المعيشية الصعبة، واولوياته المحلية الملحة.

لعل هذه الاحتجاجات الحضارية المشروعة تكون درسا لاي مسؤول مغربي، يفكر بتحدي قيم هذا الشعب المغربي الشريف والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.