أزمة القضية الفلسطينية في أزمة قيادات فصائلها / هشام هشام

 

هشام هشام ( الإثنين ) 7/11/2016 م …

فلسطين أزمة قيادة.

أن فلسطين القضية الاطهر عالميا والانقى إنسانيا تفقد أهم عوامل قوتها من خلال افتقارها للقيادات والروافع الفلسطينية القادرة على حمل القضية وتظهيرها وتغوص في متاهات لا تحسد عليها .

إن انشغال الفصائل الفلسطينية في الانقسامات الداخلية وتشتت الولاءات للقيادات وتغليب التكتيكي على ما هو استراتيجي جعل من القضية مجرد ذكرى يتغنى بها البعض في احتفالات انطلاقتهم ويصر البعض على تضمين اسمائهم زورا وبهتانا على عبارة ل(تحرير فلسطين ) .

والحقيقة أن هذة القيادات تم تقاسمها من محاور ودول إقليمية ودولية وتم إعادة ضبط المصنع لادمغتها وتم التأكد من قبل هذه الدول بأن هذه القيادات لم يعد يربطها بفلسطين سوى أسماء الهياكل الوهمية التي يقودونها فحركة التحرير الوطني فتح أصبحت دمية في أيدي الدول المانحة وبالأخص الخليجية وباخص الأخص السعودية لتأمين رواتب وامتيازات لا دخل لها بالقضية .

أما حركة ( المقاومة) الإسلامية حماس فغلبت انتمائها الجهوي لحركة الإخوان على فلسطينيتها وارتباطاتها بمحور تركيا قطر الذي آخر همه فلسطين وقضيتها ويقيم علاقات طبيعية مع الكيان.

اما اليسار وما أدراك ما اليسار فقد ارتضى دور الديكور في منظومة عباس ليحظى هو الآخر براتب آخر الشهر .

وباستثناء حركة الجهاد الإسلامي (التي لا تملك ثقلا وازنا في الساحة الفلسطينية) فإن كل الفصائل والقيادات الفلسطينية أصبحت عبئا على القضية الفلسطينية يجب التخلص منه من أجل البدء بمشروع تحرري فقضيتنا تم اختطافها من هذه الفصائل والقيادات وباعوها بابخس الاثمان .

انا لا أنكر أن قضيتنا وقياداتنا وفصائلنا مستهدفة وجرى العمل على شراء الذمم والمواقف التي أساءت للقضية وللشعب وشوهت صورتها في المحيط العربي والعالمي خدمة للمشروع الصيوامريكي وللفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد .

المطلوب وللأسف عملية فورمات للذات الفلسطينية للتخلص من كل الشوائب التي التصقت أو الصقت به ودراسة التجربة السابقة بحضور البوصلة الأساس وهي الصراع مع الكيان وهدف تحرير فلسطين وإعادة صياغة برنامج وطني فلسطيني وتحديد معسكر الأعداء وبناء تحالفات وطنية وعربية وإسلامية ودولية تخدم الهدف الأساس.

التخلي عن الإستعمار.. استبدال لكلفه الباهظة ببدائل أقل كلفة أن انتهاء مرحلة الاستعمار العسكري المباشر لكثير من دول العالم في منتصف القرن الماضي لم يكن تخليا من الدول الاستعمارية عن نهب وتطويع الدول الضعيفة والاعتراف باستقلالها وسيادتها ولكن هذا التخلي جاء للكلفة الاقتصادية والبشرية العالية ولاعتبارت تخفي وراء مباديء وقيم إنسانية وحضارية تظهرهم يتمثلون هذه القيم زيفا وبهتانا وهم في الحقيقة يزدادون نهما وشرها لامتصاص مقدرات الدول ونهب خيراتها وتطويعها سياسيا واقتصاديا .

وكان لا بد لهذه الدول من البحث عن بدائل أرخص كلفة وأقوى تأثيرا وتخفي زيفا حضاريا واخلاقيا وانسانيا بابتعادها عن الاستعمار العسكري المباشر وكان لهذه الدول الاستعمارية أن تشاركت فيما بينها في خلق جسم سرطاني يقوم بالدور كلة في تطويع ونهب خيرات أغنى مناطق العالم بالمادة الأساس وهي النفط والذي يعد امتلاكها قدرة على تطويع العالم مستفيدة من الروايات الأسطورية اليهودية والتي جرى إعادة صياغتها لتتوافق مع الأطماع الاستعمارية وتعمل على تحشيد الأقلية اليهودية وممثلتهم الحركة الصهيونية التي هي جزء لا يتجزأ من المصالح الاستعمارية وكان لهذا التقاطع في المصالح والتقائها أن تم التوافق بين كل الدول الاستعمارية في مشروع استعماري واحد في منطقتنا وهو الكيان الصهيوني ينوب عن الاستعمار العسكري المباشر لكل دولة على حدة ويحقق نفس الأهداف بطريقة (حضارية) وأقل كلفة وتوزيع الكلفة على جميع الدول الاستعمارية .

من هنا نقول أن هذا السرطان ليس خطرا وايذاءا لفلسطين وحدها وان تكالب المصالح الاستعمارية في تثبيت هذا الكيان يجعل الفلسطينيين في مواجهة عالم استعماري حشد أفضل ما عنده من ترسانة عسكرية لحماية هذا الكيان. نعم لقد كان الفلسطينيون أكبر المتضررين من زرع هذا السرطان ولكن الدور المناط لهذا الكيان يتعدى حدود فلسطين ويتخطاه إلى لعب دور شرطي المنطقة واليد الضاربة للدول الاستعمارية لتأمين تطويع المنطقة ونهب خيراتها والتعديل بسياساتها لتتوافق مع الرؤى الاستعمارية .

من هنا لا يحق لكائن من كان أن يقول إن مهمة التخلص من هذا السرطان هي فلسطينية بحتة ودع الفلسطينيين يقلعوا شوكهم بأيديهم لأن لا أمن ولا أمان ولا استقلال ولا سيادة لدول المنطقة في ظل وجود هذا الكيان وان تتبعنا كل مصائب وأزمات المنطقة لوجدنا اليد الصهيونية هي الطولى وهي المحرك فكلنا في الهم شرق.

ليس من المصلحة تغليب مذهب على آخر ليس من مصلحة احد منا تبيان صحة مذهب ما وبطلان صحة المذهب او المذاهب الاخرى فالنقاش حول هذه المذاهب يجب ان يكون استقصاءً ذاتيا ولكل امرئ ما استحسن فلا يضير احد منا ان يكون رفيقه من اي مذهب وليس اختلاف المذاهب مدعاةً للتكفير فيما بيننا فنحن جميعا اصحاب قضية واحدة وان عدونا هو من يحاول الهاءنا عن الصراع ببث الفرقة على اساس المذهب اني الحظ احيانا دفاعا عن مذهب ما بالاستهزاء بمذهب آخر أو بمحاكمات عقلية او روحية تحاول تفنيد حجج وبراهين مذهب آخر وإني اجزم بأن هذا لا يفيدنا بشئ سوى تعميق الفجوة بيننا وبهذا نكون قد جرِرنا الى الفخ الذي نصبه لنا اعداؤنا.

اني ادعو الى للابتعاد عن اي منشور يدافع عن مذهب ما ولو كان حقا وان نتعامل مع كل المناشير ذات الصبغة الطائفية بالتجاهل وليس بالتفنيد فمثيروا الفتنة الطائفية من كل الطوائف يخدموا بعلم او بجهل عدونا الذي يتربص بنا جميعا .

ومن جهتي سأمتنع عن التعليق او التفاعل عن اي منشور يدافع عن او يهاجم مذهب ما كما وارجو عدم استخدام عبارات تفيد بانتمائنا الى مذهب بعينه ودعونا نضع جل اهتمامنا في معركتنا الاساس مع عدنا وعدو البشرية جمعاء الاستعمار وأدواته

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.