مادّة استقصائية هامّة … الانتخابات الأمريكية خلال سويعات.. هل ستكون نعيما أم جحيماً على القضية الفلسطينية والدول العربية

 

الثلاثاء 8/11/2016 م …

الأردن العربي – دنيا الوطن – أحمد العشي …

ساعات قليلة وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة جديدة،عندما تجري انتخابات الرئاسة، وتولي رئيس جديد مهام البيت الأبيض خلفاً للرئيس الحالي باراك أوباما.

المنافسة محتدمة حتى في آخر مراحل الحملة الانتخابية بين المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري.

هلاري كلينتون أكثر دراية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، تولت حقيبة وزارة الخارجية لفترة قصية في عهد أوباما، كما إنها زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، ستسعى لتوطيد العلاقات مع الشرق الأوسط، وتأمين الاستقرار والأمن والأمان لإسرائيل.

الملياردير ورجل الأعمال دونالد ترامب، ليس لديه الخبرة الواسعة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لذلك لن يكون لديه نظرة واسعة في العلاقات مع الشرق الأوسط، بينما سيسعى كذلك لتأمين الاستقرار لإسرائيل.

لذلك نقول: إن الإستراتيجية الأمريكية واحدة تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والدول العربية من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى سواء أكان الرئيس جمهورياً أم ديمقراطياً، ولكن السياسة هي التي ستختلف.

السؤال هنا، كيف ستتعامل القيادة الفلسطينية والجاليات في أمريكا من ناحية والدول العربية من ناحية أخرى فيما لو فازت هيلاري كلينتون، أو فاز دونالد ترامب بالبيت الأبيض؟؟

القيادة الفلسطينية والمرشّحَين

يبدو أن القيادة الفلسطينية سيكون لها موقف محدد مع مرشحي الانتخابات الأمريكية سواء هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب حول الموقف تجاههما، حيث أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أنه لا يجب توقع الكثير من الإدارة الأمريكية القادمة حتى لو كانت بإدارة كلينتون، لافتاً إلى أن ما يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية هو العمل على زرع الوهم بأن هناك ما يسمى عملية سلام دون أن تخطو أي خطوة جدية تجاه اتخاذ إجراءات فعلية وفي مقدمتها وقف الاستيطان والضغط على إسرائيلي بمختلف الوسائل من أجل الانخراط في عملية إنهاء الاحتلال وضمان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وبين عبد ربه في لقاء مع “دنيا الوطن” أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تكون أفضل من إدارة أوباما لأن لا شيء يضغط عليها للتحرك العاجل، خصوصاً في ظل اتساع الهوة في موازين القوى بين الشعب الفلسطيني و الاحتلال، بالإضافة إلى أن الوضع السائد في الوطن العربي ووجود أولويات أخرى تفوق القضية الفلسطينية أهمية بالنسبة لأمريكا وللدول الإقليمية.

وحول شكل العلاقة مع القضية الفلسطينية في حال فوز هيلاري كلينتون المرشحة للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، أكد عبد ربه أن القضية الفلسطينية لن تكون على جدول أولوياتها.

وقال: “إذا أردنا أن نستعيد مكانة القضية فلا ينبغي الرهان على شخص الرئيس الأمريكي المقبل، والذي يمكن أن يقود إلى تحول الوضع هو العمل على الإمساك بأوراق القوى الفلسطينية وفي مقدمتها السعي الحثيث لإنهاء الانقسام وتجميع كل الطاقات الفلسطينية في إطار مؤسسة وطنية واحدة يعترف بها الجميع وهي منظمة التحرير الفلسطينية”.

وأضاف: “لابد أن تكون هناك خطوات جدية في هذا الاتجاه، فالإجراءات التي نراها اليوم لا تقود إلا تجاه الهاوية أكثر فأكثر بما يتعلق بمختلف جوانب الشأن الفلسطيني وخاصة الوحدة الداخلية الفلسطينية”.

وفيما يتعلق بالمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ترامب “بالمعتوه”.

وقال: “لا أتصور لدولة كبرى أو حتى دولة صغرى أن يكون لديها رئيس مثل هذا الشخص الذي لا يفقه شيئاً في أمور السياسة الداخلية أو الخارجية بقدر ما ينشغل في أموره الخاصة، فلا أظن أن مثل هذا الاحتمال قائم على الإطلاق، وهذه إحدى النكات أو أشكال المزاح التي يمارسها التاريخ أحيانا وخاصة في ظروف الأزمات العالمية الكبيرة”.

وختم بقوله: “إذا لم يكن توحيد الصف الداخلي الفلسطيني والسير بخطوات جادة في هذا الاتجاه وإحياء فكرة القيادة أو الإطار القيادي المؤقت الذي يضم الجميع وطي صفحات الماضي، حتى لو كان بما نعتقد أنها تنازلات فأمورنا سوف تسوء أكثر فأكثر”.

بدوره، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي أنه لا يوجد فرق بين المرشحين فيما يتعلق بالموقف مع إسرائيل.

وقال: “كنا نتوقع من أوباما مواقف أفضل مما قام به وأن ينفذ ما وعد به في موضوع وقف الاستيطان ولكن للأسف تراجع تراجعاً كبيراً”.

وبين أن جميع التصريحات من المرشحين للرئاسة الأمريكية تدل على الانحياز الكامل لإسرائيل، لافتاً إلى أن ما يجب أن يعرفه أي رئيس قادم أنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تلعب دوراً بناء وإيجابياً ما لم تقم أولاً بوقف سياسة الانحياز الكامل لإسرائيل ومعاقبتها بإجراءات ملموسة لما يجري من عملية الاستيطان.

وفي السياق، أشار البرغوثي إلى أن دونالد ترامب لا يمكن أن يفوز، موضحاً أنه بالرغم من عدم وجود فرق واضح فيما بتعلق بموضوع إسرائيل إلا أن ترامب يبدي عنصرية شديدة تجاه كل شعوب العالم.

وقال: “بغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات فنحن نريد شيئاً واحداً هو أن يتوقف هذا الدعم المطلق لإسرائيل، والذي يؤدي إلى إمعانها في سياستها العدوانية وتدمير أي فرصة للسلام”.

وأضاف: “لا يمكن أن يكون هناك أي تغيير حقيقي ما لم يتوقف الانحياز الكامل لإسرائيل”.

من جهته، رأى المحلل السياسي البروفيسور ناجي شراب، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تؤثر تأثيراً مباشراً على القضية الفلسطينية منذ نشأتها إلى هذا الوقت.

وأشار إلى أن المال والصوت اليهودي يلعب دوراً كبيراً في نتيجة الانتخابات، لافتاً إلى أن ذلك يفسر حجم المصارعة والتباري بين المرشحين كلينتون وترامب لتأييد إسرائيل في أمنها وبقائها وتقديم كافة المساعدات.

وبين أن الانتخابات الأمريكية تؤثر بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، من ناحية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتزام أمريكا ببقاء وأمن إسرائيل، بالإضافة إلى الدور القيادي العالمي الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام في صناعة القرار الدولي ومجلس الأمن، كذلك فإن أمريكا هي التي تحتكر عملية السلام، مبيناً أنه لا يمكن أن تمارس الضغوطات على إسرائيل بدون الدور الأمريكي.

وفيما يتعلق بشكل التعامل مع القضية في حال فوز كلينتون، قال شراب: “فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات هو السيناريو الأكثر رجحاناً، حيث إن إسرائيل تؤيدها على الرغم من أن المرشح الديمقراطي أو الجمهوري يتفقان بشكل كامل بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبدعم وأمن وبقاء إسرائيل”.

وأضاف: “كلينتون هي الأكثر قبولاً على المستوى العربي والفلسطيني من ناحية أنها أكثر دراية بالقضية الفلسطينية وبالمفاوضات وعاصرت رئاسة زوجها ووزيرة خارجية في فترة اوباما، فإن ذلك ينظر له من منظور إيجابي أنها على علم ودراية بالقضية، وبالتالي إذا ما فازت بالانتخابات فلن تحتاج إلى وقت طويل لدارسة القضية الفلسطينية”.

وأوضح شراب أنه لا يمكن التعويل على مواقف هيلاري كلينتون في حال فوزها أن تحدث خرقاً تفاوضياً وفقاً لتصريحاتها السابقة التي قالت فيها (سلام واهم أفضل من جمود العملية السلمية)، مستبعداً أن تبادر أمريكا بمبادرة في مجلس الأمن في حالة فوز كلينتون أو أن تغير في موقفها الذي سيكون أكثر تأييداً لإسرائيل.

وشدد على ضرورة أن يعيد الفلسطينيون مواقفهم وسياساتهم وذلك عبر العودة إلى الخيارات الداخلية والعربية.

أما في حال فوز ترامب فأكد المحلل السياسي أنه لن يختلف في تعامله عن هيلاري كلينتون، معتبرا أن الإشكالية الكبرى تتمثل في أنه ليس لديه الخبرة في السياسة الدولية والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه حريص على بقاء وأمن إسرائيل، لافتاً إلى أنه بحاجة إلى فترة لا تقل عن عامين حتى يعيد ترتيب البيت الأبيض وموظفيه ومساعديه.

المحلل السياسي د. إبراهيم أبراش، رأى أن هناك خللاً في السياسة الفلسطينية وهو أنها ترهن كل شيء بنتائج الانتخابات الأمريكية، موضحاً أنه لا توجد فروقات جوهرية كبيرة بين الحزب الجمهوري والديمقراطي فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.

وقال: “كلا الحزبين لهم مواقف واضحة داعمة ومتحيزة لإسرائيل والفروقات بينهما بسيطة وثانوية وتتعلق بالشأن الداخلي الأمريكي أكثر مما تتعلق بالسياسة الخارجية، وبالتالي في حال فوز كلينتون يعني الاستمرار بنفس نهج اوباما، حيث كانت من أهم مكونات إدارة اوباما فهي التي كانت تقف خلف السياسة الخارجية فيما يتعلق بالتعاون مع العالم العربي والشرق الأوسط والقضية الفلسطينية”.

وأضاف: “كلينتون ستدخلنا مجددا في عبثية ومماطلات جديدة دون ان يكون لديها رؤية واضحة وجديدة في التعامل مع الصراع، وهذا لا يعني أن الوضع سيكون أفضل في حال فوز ترامب، ولكن سياسات كلينتون واضحة”.

ورأى أبراش انه في حال فوز كلينتون بالانتخابات فإنها ستحاول أن تعطي مصداقية من خلال محاولة حث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات مع محاولة الاقتراب من بعض المطالب الفلسطينية كعنصر تجميد الاستيطان لفترات محدودة حتى تصل إلى تسويات وسلام حقيقي في الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، أوضح أبراش انه من يفوز بالرئاسة الأمريكية فان القيادة الفلسطينية ستضطر للتعامل مع الرئيس الجديد وستحاول قدر الإمكان أن تؤثر على سياساته، معتبراً أن تعامل القيادة الفلسطينية مع كلينتون لن تحتاج إلى جهود كبيرة لأنها أشرفت على الصراع في المنطقة لسنوات طويلة.

وقال: “القيادة الفلسطينية ستضطر للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة في محاولة ليس لتحقيق مكتسبات ولكن لتقليل الخسائر في المرحلة القادمة، وهذا ربما يفرض على القيادة الفلسطينية ألا تضع كل البيض في سلة واحدة دائماً وتراهن على الإدارة الأمريكية”.

وأضاف: “لقد لاحظنا في الفترات السابقة محاولات من القيادة الفلسطينية لخلق نوع من التوازن مثل المراهنة على المبادرة الروسية أو المؤتمر الدولي للسلام من خلال مبادرة فرنسية”.

وفي سياق آخر، رأى المحلل السياسي أن ترامب أقل خبرة من كلينتون، لافتاً إلى أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليس هو المحدد الأساسي، مشيراً إلى أن هناك مؤسسات في الإدارة الأمريكية وبالتالي الرئيس يعمل وفقها.

وأوضح أن ترامب أكثر تحيزا لإسرائيل وأكثر كرهاً للعرب والمسلمين، وبالتالي إذا ما فاز ستكون هناك صعوبة كبيرة في التعامل معه، معتبرا أن أي رئيس لأمريكا إذا ما كان أكثر وضوحا حتى لو كان معاديا فهذا يسهل التعامل معه أفضل من رئيس يعطي وعوداً غامضة.

الجاليات الفلسطينية في أمريكا والمرشّحَين

الجاليات العربية عامة والفلسطينية خاصة في أمريكا ينتظرون على أحر من الجمر نتائج الانتخابات الأمريكية، فيبدو أنهم يميلون إلى الحزب الديمقراطي.

من جهته، أكد السفير الفلسطيني في الولايات المتحدة الأمريكية معن عريقات أن المرشحين الأمريكيين سواء الديمقراطي أو الجمهوري لم يتصرفا بكل وضوح تجاه القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأوضح في لقاء خاص مع “دنيا الوطن” أنه في حال تصرفا في القضية الفلسطينية فسيكونا منحازين لإسرائيل، لافتاً إلى أن الجالية الفلسطينية الأمريكية لها اهتمام بنتيجة الانتخابات الأمريكية، ولكن ما يتم متابعته هو السياسات التي سينتهجها الفائز في الانتخابات التي ستحصل بعد أيام.

وفي السياق، أوضح عريقات، أن السياسة المعلنة من قبل المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تختلف كثيراً عن السياسية التي أعلنها المرشح الجمهوري ليس فقط المتعلقة بالفلسطينية ولكن تجاه الأقليات بشكل عام في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المرشح الجمهوري هاجم الكثير من الأقليات الموجودة في أمريكا ومنها الأقلية المكسيكية والمسلمين، مشيراً إلى أنه منعهم من دخول أمريكا، في حين عارضت المرشحة الديمقراطية هذه السياسات، معلنة رغبتها في التعامل مع الجنسيات الموجودة في الولايات المتحدة كمواطنين أمريكيين يتمتعون بكامل الحقوق.

وفيما يتعلق بالسياسات، أشار عريقات إلى أن هناك مؤسسات، وأن شخصاً واحداً لا يستطيع تغيير أي سياسات، معتبراً أن كلينتون تتمتع بالخبرة وخاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط في بذل جهود سياسية كبيرة في حل الصراع.

وقال: “لا أستطيع أن أتنبأ قطعاً أن هيلاري كلينتون إذا ما فازت بالانتخابات ستتبع نفس النهج الذي اتبعه زوجها أو حتى النهج الذي اتبعه اوباما في بداية استلامه السلطة، وبالتالي هناك سياسات معلنة ومصالح وتأثير القوى المؤيدة في إسرائيل داخل الحزب الديمقراطي قوية جداً، فالجميع يعلم أن اليهود الأمريكيين 67% منهم يؤيدون الحزب الديمقراطي ولا يصوتون للجمهوري، وعليه ستكون هناك نتائج لهذا التأثير، حيث سيتوقعون أن المرشحة الديمقراطية ستبادلهم سياسات مؤيدة في إسرائيل”.

وأوضح سفير دولة فلسطين في أمريكا، أنه من الصعب تحديد من هو الرئيس المفضل لدى الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الأغلبية تعارض سياسات ترامب، مشيراً إلى انه يبدو ظاهراً على السطح أن هناك ميلاً للحزب الديمقراطي.

الدول العربية والمُرشّحَين

لعل الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط ستقبل على مرحلة جديدة في تجديد العلاقات مع أمريكا عندما تنتخب رئيساً جديداً في البيت الأبيض في الثامن من نوفمبر المقبل.

سوريا واليمن والعراق ولبنان بالإضافة إلى قانون جاستا الذي فرضه الكونغرس على المملكة العربية السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2011 هذه الدول محل النزاعات والصراعات، فكيف سيكون شكل العلاقة بينها وبين الإدارة الأمريكية الجديدة؟

أكد الجنرال السعودي أنور عشقي، أن الإدارة الأمريكية الجديدة هي حكومة “تكنوقراط”، وستكون امتداداً لأوباما، ولكن قد تختلف في بعض الأمور، مشيراً إلى أنه لأول مرة تصل امرأة إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال في لقاء مع “دنيا الوطن”: “هناك فرق بين الإستراتيجية والسياسية، حيث إن الإستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية لن تتغير، ولكن الذي يتغير هو السياسية الأمريكية، وبالتالي كلينتون سيكون لها سياسية مختلفة جداً عن أوباما، لكن الاستراتيجية واحدة”.

وأضاف: “الرئيس أوباما كان يستخدم القوة الناعمة أكثر، ولا يحب ان يورط الجيش الأمريكي كما كان في الماضي، لهذا فإن كلينتون لن تستخدم القوة الناعمة، ولكن سيكون لها نوع من الحزم بشكل أكثر، وستركز على القيم الأخلاقية مثل حقوق الإنسان وغيرها”.

وبين أن كلينتون إذا ما فازت بالرئاسة ستحل الكثير من المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، لأنها ستثبت بأن المرأة الأمريكية تستطيع أن تبدع بقيادة الولايات، مشيراً إلى أنه في عهدها سيكون هناك تغيير مشاكل الشرق الأوسط وخاصة مشكلة الإسرائيليين والفلسطينيين، بالإضافة إلى مشكلة سوريا واليمن.

ورأى عشقي أن ترامب لا يستطيع أن يغير كثيراً في السياسة الأمريكية، معللاً ذلك انه من يصنع القرارات ليس الرئيس، وإنما مراكز القرارات الاستراتيجية والأبحاث الموجودة في الوزارات، والرئيس يوافق عليها.

وفي سياق آخر، أوضح الجنرال عشقي، أن الكونغرس وضع ثلاثة تعديلات على قانون جاستا، لافتاً إلى أنها فرغت هذا القانون من أصوله.

وأشار إلى أن هناك طريقين لإسقاط هذا القانون، أولاً: أن يرفعه الرئيس إلى المحكمة الدستورية، مبيناً أن من قرارات المحكمة الدستورية الأمريكية احترام سيادة الدول وألا تقاضى بمرافعة أشخاص.

وبين أن الفيتو قد يسقط، ولكن إذا ما حكمت المحكمة الدستورية فليس للكونغرس أن يقر القانون، لأنه تم الانتقال من السلطة التشريعية إلى القضائية، لافتاً إلى انه قد تقوم كلينتون بمناورة أخرى، لأن بتعديلات هذا القانون يستطيع أن يورط إيران التي لها اتصال مباشر في العمليات الإرهابية التي حدثت، والتي من أهمها الإرهاب الذي حدث في لبنان عام 1983، والذي قتل فيه حوالي 241 أمريكيا.

وقال: “أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فلم يثبت ضدها أي اتصال أو تأثير أو عمل مباشر من أعمال إرهابية”.

وفيما يتعلق بدول الشرق الأوسط محل النزاعات، أوضح عشقي كل الأحداث الجارية سواء في العراق أو لبنان أو سوريا أو اليمن كلها تجتمع في أمر واحد وهو إذا ما سقط نظام إيران فسوف تنتهي الأمور كلها، مشيراً إلى أن كلينتون ستسعى لإنهاء النظام في إيران.

علاقة متوترة بين السعودية مصر

أكد عشقي أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تسعيان لحل مشاكلهما بينهما، لأن هذه الأزمة لا تزال في عملية اقتراب وجهات النظر وليست متعلقة بخلاف في المسائل الاستراتيجية، مؤكدا أن معالم الحل ستظهر في هذه الأيام.

وقال: “المملكة لها عتب على جمهورية مصر في عملية سوريا ولكن السعودية أيضاً لا تتدخل في شؤون مصر الداخلية ولكن ليس لها إلا أن تعتب على الأشقاء ولا تفرض العقوبات عليها”.

في حال استمرار العمليات في اليمن وسوريا

وفي سياق آخر، أكد الجنرال السعودي أن حلف “الناتو” متفق مع القوى الشرعية في اليمن، ولكن لا يساهم في القصف، لافتاً إلى أن التحالف العربي هو الذي يقصف في اليمن، مشيراً إلى أن المملكة ودول مجلس التعاون لا يرغبان في تدويل هذه المشكلة وإخراجها من الأمة العربية.

عملية السلام

وفيما يتعلق بملف عملية السلام، رأى عشقي انه في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة سوف ينشط وتحل القضية بناء على المبادرة العربية وإعادة الحقوق لأصحابها الفلسطينيين، مشيراً الى أن ملامح ذلك بدأت تظهر.

ترامب والمسلمين

وفي سياق آخر، قال عشقي: “إذا فرضنا أن ترامب سيفوز وهذا مستحيل، فانه سيفاجئنا بمفاجآت كثيرة لا يمكن أن نتوقعها، وبالرغم من ذلك سيكون مرغماً في أن يكون مع المملكة العربية السعودية”.

من جانبه، رأى المحلل السياسي العراقي هادي جلو مرعي، أنه في حال فوز كلينتون في الرئاسة الأمريكية فانه لن يطرأ تغيير كبير على السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط وفي العالم باعتبار أنها شخصية سياسية عريقة وقديمة.

وقال: “نحن في العراق لنا تجربة كبيرة، خاصة عند خروج القوات العراقية من الكويت، لذلك فان تقدير الموقف سيدعم حملة الديمقراطيين بالفوز بالرئاسة الأمريكية في الثامن من نوفمبر المقبل، لكن ذلك يتطلب جهوداً أمريكية متواصلة، لأن الوقائع ستختلف في العراق والشرق الأوسط بعد تحرير الموصل”.

وأضاف: “اعتقد أن على الأمريكيين التصرف بطريقة مختلفة لان هناك استنفاراً لطبيعة الاحتقان السياسي حتى مع عدم وجود تنظيم الدولة الإسلامية، فربما سيكون هناك صراع على السلطة أو محاولات لتأكيد الوجود من الشيعة والسنة والكرد، فمطامح الأكراد هو تحقيق الاستقلال عن العراق، واستمرار الشكاوى من قبل السنة بالتهميش، وبالتالي على أمريكا أن تنتهج سياسة مختلفة لتقريب وجهات النظر بين العراقيين”.

وفي السياق، رأى مرعي انه في حال فوز ترامب فانه سيعود إلى سياسة الرئيس جورش دبليو بوش، بعد عام 2003 التي كانت مرتبطة بنوع من الانفعال السياسي ومحاولة تأكيد وجود أمريكا في المنطقة، لافتاً إلى انه سيتبع أيضاً سياسة مختلفة مع دول الخليج وإيران.

وبين ان ترامب سيغير الكثير من سياسته المعلنة في حملته الانتخابية، مشيراً إلى أنه لن يطبق ما قاله في المناظرات التلفزيونية.

وأكد في الوقت ذاته أن الإدارة الأمريكية ستعمل على سيادة العلاقات السائدة مع إسرائيل وتمكينها في المنطقة العربية، وستحسن في العلاقات بين الدول الخليجية وستحاول الضغط على مصر بشكل أكثر، وستلاعب إيران بشكل مختلف، وستشتبك مع روسيا في سوريا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.