تحليل هام : ما بعد مقاطعتها للرباعية الدولية.. أين مخارج السلطة؟
الإثنين 7/11/2016 م …
الأردن العربي – دنيا الوطن – صلاح سكيك …
بعد التصريحات التي أدلّى بها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، والتي أقّر فيها بفشل اللجنة الرباعية الدولية، وعدم سعيها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأن لدى القيادة الفلسطينية قرارًا بعدم التعامل معها، بعد ما أسماه بـ”عجز أعضائها أمام الأمم المتحدة”، رأى مراقبون أن هذا القرار رد طبيعي على ممارسات الرباعية، وعدم تنفيذها للأعمال التي وجدت بسببها من ناحية، وانحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي، وشرعنّة وجوده من ناحية أخرى.
لكن هل بعد هذا القرار يوجد نقطة انطلاق جديدة قد تسير عليها السلطة الفلسطينية، وبالتالي تعويض الغياب الدولي للرباعية الدولية عن طريق مبادرات أخرى.
لا نتائج ملموسة ولا إنجازات للرباعية
المحلل السياسي، “عماد الفالوجي، ذكر أن تصريحات الأحمد جاءت بعد الفشل الذريع للرباعية في تنفيذ الأعمال المناطة بها، ولكن عدم التعاطي معها ليس من ناحية المبدأ، وإنما بسبب عدم تحقيقها لأي نتيجة ملموسة على أرض الواقع، رغم الهدف الذي وجدت من أجله.
وأضاف، بالتالي بعد هذا الفشل للرباعية كان لابد من أن تقوم السلطة الفلسطينية بخطوات أحادية، تتمثل بعدم التعاطي معها أو التشاور في القضايا العالقة، مؤكدًا أنه في حالة تحرك الرباعية بشكل جاد نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، فإن السلطة الفلسطينية ستتعامل مع كل المستجدات بما يخدم تنفيذ وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وعندئذ ستعود السلطة إلى الرباعية لاستكمال باقي الملفات.
وبيّن الفالوجي، أن القيادة الفلسطينية اختارت موعدًا جيدًا أوّقفت من خلاله التعامل مع الرباعية وهو في وقت توقف الرباعية، حيث إن آخر عمل لها كان منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث جمدت نفسها بنفسها بسبب عدم قدرتها على تحقيق أي إنجاز.
وتابع: “أما فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، فإنه لن يعطي هذا القرار أي قيمة بحكم أن الرباعية غير موجودة وليست مؤثرة، على اعتبار أن نتنياهو وحكومته يريدون العمل مع السلطة في مفاوضات مباشرة دون تدخل من أي طرف دولي، ودون شروط فلسطينية مسبقة”.
بدوره، المحلل السياسي، “حسن عبدو”، قال إن للرباعية اشتراطات بعدم إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتبنت مواقف منحازة للاحتلال الإسرائيلي، وعطلت الكثير من الملفات الداخلية على اعتبار مطالبتها بضرورة اعتراف الأحزاب بإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الاشتراطات كانت عقبة أمام أي تقارب فلسطيني داخلي أو تشكيل حكومة وحدة وطنية، إضافة إلى أن أي برنامج سياسي تمثله الرباعية الدولية لن تتبناه الفصائل الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس.
ولفت إلى أنه من الممكن أن يكون سبب هذا القرار هو الذهاب الى حكومة وحدة وطنية وتحقيق الشراكة السياسية مع بقية الفصائل.
سيناريوهات متوقعة
أما الكاتب والمحلل السياسي، ناصر اليافاوي، فذكر أن ارتفاع حدة التجاذب والتنافر بين سياسة الإدارة الأمريكية وباقي أطراف الرباعية في ظل الانحياز الأمريكي الواضح للطرف الإسرائيلي في تجاوزاته لكافة الجهود الدولية الداعية إلى إنهاء الصراع بين الجانبين عن طريق المفاوضات، أدى لوجود شرخ في العلاقة بين تلك الدول.
وأضاف اليافاوي لـ “دنيا الوطن”، أن المتفحص لتقرير الرباعية الدولية الصادر في أكتوبر 2016، يرى ازدواجية المعايير بين الخطاب الموجه للإسرائيليين من ناحية والفلسطينيين من ناحية أخرى، ففي الوقت الذي استخدم التقرير لهجة حادة عما أسماه “الإرهاب والعنف” من الفلسطينيين، ويقصد بذلك أحداث انتفاضة القدس الحالية، لم يذكر سياسة الإعدامات التي تقوم بها إسرائيل ميدانيًا ضد الفلسطينيين في الضفة والقدس، دعا هذا التوجه السلطة الفلسطينية إلى أن “تتحرك بحزم ” لوقف تعاملها مع الرباعية.
وأشار، إلى أن التغير في خيارات ومبادرات التسوية التي تتبناها السلطة الفلسطينية ستتغير بل وستسعى لمخارج أخرى كالتمسك بخيار المبادرة الفرنسية، وتنشيط مبادرة السلام العربية المنبثقة عن قمة بيروت في 2002، وهي التي رفضتها إسرائيل سابقًا.
أما السيناريو الثاني بحسب اليافاوي فهو يتعلق بانتظار السلطة الفلسطينية تغيراً في ميزان القوى الدولية في ضوء المتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية وبروز التحالفات المضادة، ورمي السلطة لسلتها لمن يحقق أهدافها ولو مرحليًا، وهذه السياسة بمثابة رمى العصى أمام الراعي الأمريكي عسى أن يغير حساباته ولو تكتيكًا.
وبيّن، أن الخيار والسيناريو الثالث متعلق بإعلان السلطة أنها في حِل من كافة الاتفاقيات الموقعة، والرجوع إلى فلسفة وتكتيكات الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهو التوجه إلى الشارع الفلسطيني لمقاومة هذا الانحدار في السياسة الدولية وقيادة انتفاضة منظمة، ومقاطعة الاحتلال الإسرائيلي سياسيًا مع وقف كامل للتنسيق الأمني، وبالتالي ستسارع دول الرباعية إلى استجداء السلطة لإعادة الهدوء لتحقق مصالح إسرائيل.
واعتبر اليافاوي، أن الخيار الأخير يتمثل بتوجه السلطة نحو إنهاء الانقسام، وترتيب الصف الفلسطيني، وتشكيل قيادة موحدة، كرسالة للرباعية وإسرائيل، على اعتبار أن الرباعية الدولية وإسرائيل ترفضان أي شكل من أشكال الوحدة بين الأحزاب الفلسطينية التي تصنف بعضها بـ “الإرهاب” من ناحية، وتفويت الفرصة على من يتماهى مع سياسة الرباعية من قيادات وزعامات وشخصيات إقليمية ومحلية، من ناحية أخرى.
التعليقات مغلقة.