بالصور .. قرية عابود الفلسطينية … “الحلزون” طعامها المفضل
الثلاثاء 8/11/2016 م …
الأردن العربي …
مع بداية موسم الشتاء، يتهافت أهالي قرية عابود غربي رام الله، إلى أراضي وجبال القرية بحثا عن “الحلزون البري” الذي تعد أكلته “الحلازين” كما يسمونها من أشهر الأكلات الشعبية، التي توارثها الأبناء عن الأجداد، حتى بات تناولها أحد أهم الطقوس في القرية.
“دنيا الوطن” تواصلت عبر الهاتف مع عدد من مواطني قرية عابود للتعرف علي تفاصيل أكلة “الحلزون” الشعبية غير المألوفة عند غالبية الشعب الفلسطيني.
موسم قطف الحلزون
وقال الشاب بلال البرغوثي :
“يبدأ موسم قطف الحلزون بعد هطول مطر قوي يساهم في إخراج “الحلازين ” من جحورها إلى الخارج، وعلي الفور يبدأ الشبان في القرية بجمعها في بعض الأكياس، حيث يجمع كل شخص ما يقارب ٨٠٠ إلى ١٠٠٠ حلزونة، حسب المنطقة الذي يبحث فيها ومن ثم يعود إلى البيت، ويقوم بإطعامهم قطع الخيار، لإخراج كافة الفضلات خارجاً”.
وأضاف البرغوثي تحرص ربات البيوت في القرية على طهي الحلزون وفق طقوس متعارف عليها، فالسيدة التي تعتزم إعداد شوربة الحلزون تضطر إلي غسل “الحلازين” عدة مرات، واختيار الحلزون المناسب، كما تضطر إلى شراء مجموعة من الأعشاب المنسمة، ومن ثم وضعه في أواني الطهي، ووضع الملح والكمون وورق الليمون عليه، كما تقوم سيدات القرية بإعداد الصلصة الخاصة بهن، التي تتكون من عصير الليمون والثوم والبقدونس، ومن ثم إبقاء “الحلازين” تغلي في المياه لمدة ساعتين، وبعدها يقمن بتجهيزه في إناء للأكل.
وبين البرغوثي، أن ربات البيوت يستخدمن طريقة أخرى للطهي بعد السلق في المياه وهي قلي الحلازين مع البندورة والتي تعرف “بالطرطورة”.
عادة وطقوس
أما يعقوب توما فبين أن أهالي القرية يتسارعون في هذا الشهر إلى تتزين موائدهم بأكلة “الحلزونة”، التي أصبحت عادة و طقوساً تختلف كل الاختلاف عن باقي أشهر السنة في قرية عابود.
وأكد توما أن الكثير من أهالي القرية يعملون في بيع الحلزون خلال فترة الشتاء؛ لكثرة الإقبال عليه، وسهولة التقاطه كونه متوفراً بكثرة في القرية، وسعره يتراوح من (15- 20) شيقل لكل مائة حلزونة.
وأشار تعود أصول وجبة الحلزون إلى بلاد المغرب العربي وأوربا، حيث تعتبر المغرب أكبر بلد مصدر للحلزون في العالم وسعره باهض الثمن.
لحمها طيب
وأوضح حسين الرغوثي نائب رئيس مجلس قرية عابود، أن الحلزون خلال فصل الصيف يمتنع عن الأكل ويصوم لمدة 3 أو 4 أشهر، ونتيجة لذلك تغطى فتحة القوقعة بغلاف رقيق، وعند الشروع في طهيه يوضع في إناء مملوء بالمياه، لبضع ساعات حتى تطل من قواقعها، ثم يشرع في غسلها جيداً، حبة حبة، ولا يختار إلا الحية منها، بينما الميتة لا تصلح للطهي بتاتاً كما قال، وقد تفسد حبة واحدة ميتة محتوى الأكلة كاملاً.
وينصح البرغوثي بأن لا توضع حبات الحلزون في الدقيق قبل طهيها، كما هو شائع عند البعض، لأنها “تخنقها”، ولا تفيد في شيء، وعند وضع حبات الحلزون في “الطنجرة”، يسكب عليها الماء البارد، وتترك على النار، ولا يضاف إليها أي شيء إلا قبيل مرحلة الغليان، وذلك حتى لا تنكمش داخل القوقعة.
مضيفا : “لحم الحلزون طيب، يخرج منه أصوات مميزة عند شويه في النار أو سلقه أو قليه وله رائحة مميزه عند الطهي”.
التعليقات مغلقة.