من عملية خان يونس إلى استهداف ميرون في الشمال.. أي أثر للتصعيد الموحّد؟
الأردن العربي – الأربعاء 24/1/2024 م …
أحداث عديدة شهدها اليوم الـ109 من أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فبعد أن استفاق العالم، على عملية نوعية للمقاومة الفلسطينة في خان يونس، كلّفت “الجيش” الإسرائيلي 24 قتيلاً، في عدد هو الأكبر من حيث الحصيلة اليومية للقتلى منذ بدء الحرب.
وقد نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان، للمرة الثانية منذ بدء الحرب، عملية استهداف لقاعدة “ميرون” العسكرية، في ظل استمرار المقاومة الإسلامية العراقية باستهداف المواقع الأمركية في العراق وسوريا.
وتعليقاً على عملية خان يونس النوعية أمس، التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام ضد الجيش الإسرائيلي، يقول محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية، ناصر اللحام، إنّ “حادث المغازي، أدى إلى ارتفاع مستوى الضغط على رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، الذي بات يخسر المزيد من الوقت، ما يمكن أن يضطره إلى اختزال المسافات، سواء باتجاه توسيع حرب إقليمية، ودفع فاتورة تلك الحرب، أو بأن يتحضر للمزيد من تلك العمليات”.
وأكّد اللحام أنّ “كل عملية ناجحة، ستجرّ وراءها عشرات المحاولات لتنفيذ مثلها في نفس الوقت، ومصرع الجنود الإسرائيليين بهذه الطريقة سيجعل من باقي الخلايا أن تحاول أن نحذو حذوها”.
وفي الحديث عن الضعف السياسي لبنيامين نتنياهو في الداخل، أشار اللحام، إلى أن نتنياهو يخسر “بلوك” الصوت اليميني، والأحزاب اليمينية، والحريديم المتدينين، وهو ما سيجعله ضعيفاً جداً في أيّ انتخابات قادمة”.
ولكن هذا، يقول ناصر اللحام، يترافق مع “ضعف الخصوم من أمثال بيني غانتس ويائير لابيد”، مشيراً إلى أنّ الحظوظ الأوفر ربما تكون لجنرالات “الجيش” الإسرائيلي، مثل غادي أيزنكوت، على سبيل المثال، الذي يستطيع اكتساب الجمهور الإسرائيلي، إلا أنه لا يبدو بأن لديه طموحاً سياسياً في الوقت الحالي.
الجبهة اللبنانية الفلسطينية
وعن الجبهة اللبنانية الفلسطينية، واستهداف المقاومة الإسلامية في لبنان، لقاعدة ميرون العسكرية، للمرة الثانية، يحدد محلل الميادين للشؤون اللبنانية، عباس فنيش، مجموعة من النقاط التي تميز هذه العملية.
فهي أولاً، تشير إلى دخول قاعدة “ميرون” ضمن بنك الأهداف الروتيني المتعلق بعمليات الاغتيال، كما عبر فنيش، وثانياً، أن هذه العملية تمت رداً على اغتيال شهداء غير لبنانيين، على أرض غير لبنانية، وهذا تغير كبير في قواعد الاشتباك، حيث كانت المقاومة تلزم نفسها بالرد على استهداف للبنانيين في الخارج، أو مقاومين على الأراضي اللبنانية.
أما النقطة الثالثة فتتعلق بالتأثير الكبير لهذه العملية على مستوى الحرب النفسية الإعلامية، حيث أنه وفي الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الإسرائيلية للحرب، لمحاولة إقناع المستوطنين بالعودة إلى المستوطنات الحدودية، تأتي هذه العملية لتستهدف واحدة من أهم المراكز العسكرية الإسرائيلية في الشمال، لتقول للمستوطنين أن هذا الجيش هو عاجز عن حماية نفسه، عوضاً عن أن يقدم الحماية لكم.
وعندما يخسر الإسرائيلي ورقة الإعلام، يضيف فنيش، فهو “يخسر أكثر مع المستوطنين، ومن ثم يبدأ بالدوران في حلقة مفرغة”.
القصف العراقي لقواعد الاحتلال الأميركي وكيان الاحتلال
وفي قراءة للدور العراقي في هذا المشهد المقاوم، يعتبر مدير مكتب الميادين في بغداد عبدالله بدران، أنه وبعد الانهيار الإسرائيلي في 7 أكتوبر، تتولى المقاومة الإسلامية في العراق، مسؤولية إيصال رسالة قوية للإدارة الأميركية من خلال استهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا.
والرسالة مفادها، كما يقول بدران، أن: “إسرائيل لم تعد قادرة على حماية مصالحكم في المنطقة، بل عليكم أنتم أن تدفعوا أثمان حمايتها”.
وأفاد بدران إلى أنّ المقاومة في العراق، أعلنت هدفها الاستراتيجي، منذ انخراطها في ملحمة طوفان الأقصى، وهو فتح الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وإدخال المساعدات، والمباشرة بمنح حرية عالية السقف لأهالي القطاع في الدخول إليه والخروج منه.
وأضاف أنّ المقاومة “مقتنعة أن قدراتها في المحور قوية، وضاغطة، ويمكن استثمارها إلى أبعد مدى لتوجيه الضربات الموجعة، حتى مغادرة القوات الأميركية من المنطقة وليس من العراق فحسب، كما أعلنت بشكل واضح وصريح”.
بدوره، مدير مكتب الميادين في نيويورك نزار عبود، اعتبر أن يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني/يناير الجاري، كان يوماً أسوداً لـ”إسرائيل” بعد السابع من أكتوبر. وسينعكس حكماً على الدبلوماسية الأميركية التي تواجه معارضة كبيرة من الدول الغربية، وليس فقط من روسيا والصين في مواقفها الداعمة للإبادة الجماعية التي تقودها “إسرائيل”، في الأمم المتحدة.
وتحدث عبود، عن “قلق دولي كبير”، من أن روسيا والصين قد تملآ الفراغ في الشرق الأوسط في حال خروج القوات الأميركية، وانحسار السياسة الغربية بعد ضربات الموجعة التي تتلقاها من المقاومة.
وعن الموقف العربي في أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، أشار نزار عبود إلى أن “الإسرائيليين يقولون أن مواقف مجموعة من الدول العربية تبقى مؤيدة لإسرائيل، وتخشى من انتصار حماس”.
كما يضيف، بأنه “عندما تأتي المجموعة العربية، وممثلو الجامعة العربية ممثلون عن الدول العربية إلى الأمم المتحدة، نسمعهم يقولون بالخفاء، ما لا يقولون في العلن.. حيث تدعم هذه الدول، فلسطين، في العلن بشكل واضح وقوي، ولكن ليس هذا هة الحال في اللقاءات المغلقة”، متسائلاً: “كيف يمكن للدول العربية أن تقف متفرجة على المسار الجنوب افريقي في محكمة العدل الدولية؟”.
التعليقات مغلقة.