الأبعاد الإستراتيجية لقاعدة التنف الأمريكية! / د. عادل محمد القطاونة

د. عادل محمد القطاونة ( الأردن ) – الإثنين 29/1/2024 م …




بعد مقتل ثلاثة عناصر من الجيش الأمريكي جراء هجوم بطائرة مسيرة إستهدف قاعدة التنف العسكرية مساء يوم الأحد الموافق ٢٨ يناير الجاري، طرح العديد من المراقبين في الأبعاد الإستراتيجية لهذا الهجوم في هذا الوقت! فما هي قصة قاعدة التنف وأهميتها التي دفعت واشنطن لاستثنائها من قرار سحب القوات الأميركية من سوريا الذي أصدره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

قاعدة التنف العسكرية تأسست فعليا عام 2016 عند تقاطع الحدود السورية مع الأردن والعراق وتتبع إدارياً لحمص المحافظة الأكبر في سوريا، وهي تضم ما بين 100 إلى 200 من العسكريين الأميركيين حسب تقارير إعلامية أمريكية، إلا أن تقارير أخرى تشير إلى ان العدد يصل لأكثر من ذلك، إضافة إلى وجود لجنود من دول أخرى مشاركة بالتحالف مثل بريطانيا.

أهمية القاعدة العسكرية الأمريكية إستراتيجياً يكمن في مكافحة الهجمات المرتبطة بتنظيمات إرهابية موجودة في الجنوب السوري، وإعاقة أنشطة وكلاء إيران في سوريا، وقد مكّنت هذه القاعدة القوات الأميركية والدول المتحالفة معها من تقويض عمليات تنظيم الدولة، ومنعت دخول المليشيات الإيرانية، وفق تقرير معهد واشنطن.

 

كما كان لها أثر ثانوي في إستقطاب آلاف النازحين السوريين في مخيم الركبان الذي يبعد فقط بضعة أميال عن القاعدة على الجانب السوري من الحدود، وحمايتهم من هجمات قوات النظام.

يشكل موقع التنف العسكري في المنطقة مكاناً إستراتيجياً قرب معبر التنف الحدودي السوري مع العراق، على تقاطع طريق رئيسي يربط العاصمة العراقية بغداد بالعاصمة السورية دمشق؛ بتاريخ 24 تشرين الأول 2018 قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن “قاعدة التنف”، الحامية العسكرية الصغيرة التي أُقيمت بهدف محاربة “تنظيم داعش”، تحولت إلى قاعدة عسكرية تسعى من خلالها الولايات المتحدة لمواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، والسبب بحسب الصحيفة يعود إلى موقعها الاستراتيجي على طول الطريق السريع الذي يربط مركز القوات السورية في دمشق بداعميه في طهران، الأمر الذي أدى إلى تحول القاعدة الصغيرة إلى حصن تواجه فيه الولايات المتحدة النفوذ الإيراني في سوريا، ومن المحتمل بحسب ما يتسرب عن خطط جديدة وضعها البيت الأبيض، أن تتحول هذه القاعدة لمركز لمواجهة إيران في كل المنطقة.

 

أخيراً وليس آخراً، فإن الهجوم الأخير على قاعدة التنف لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فالقاعدة شهدت العديد من الهجمات سابقاً، الهجوم لم يقع على الأراضي الأردنية على الرغم من بعض الأخبار التي اشارت لذلك، الأردن تصدى خلال السنوات الأخيرة للعديد من الاعتداءات من جهة الحدود الشرقية واستطاع السيطرة على المنطقة بشكل كامل ومنع تهريب المخدرات والسلاح إلى داخل الأراضي الأردنية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.