الانتخابات الامريكية / هشام هاشم الشريف

 

هشام هاشم الشريف ( الأحد ) 13/11/2016 م …

حال كل المحللين الان الكل يمضي سلاح قلمه ليخط ويدلي بدلوه ليقول ما عنده في هذا الحدث التاريخي وبين متفائل ومتشائم او لا يقيم وزنا للحدث.

تبرز المفارقات بين فرسان القلم.

بداية لكل فارس اهتماماته وقضاياه وبناء عليها يخط موقفا من هذا الحدث ولكن للاسف ان كثير منهم لا يعرف ماذا يريد فيتوه ويتوهنا معه .

ان ما طرحه ترامب في برنامجة الانتخابي منه ما هو محلي ويخص الولايات المتحدة ولا نعيره كثير اهتمام مع انه مهم ومرتبط بشكل او بآخر بالشأن الخارجي ومنه ما هو دولي ويخص السياسة الدولية وهو ما يؤثر فينا ونتفاعل معه ونبني عليه كثير من المواقف من هذا الحدث .

سيقول قائل ان الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات ولا يغير سياستها تبدل اشخاص في موقع القيادة وهذا فيه وجهة نظر صحيحة الى حد ما ولكن ليست مطلقة والمتتبع لانتخاب ترامب يجد ان ترامب فاز رغم عدائية معظم المؤسسات الفاعلة وهذا ما يجعله اقدر على الفعل والتأثير لان انتخابه كان بمثابة ثورة وانقلاب على المؤسسات القائمة وحتى على حزبه واكتسب شرعية شعبيه اعظم من شرعية هذه المؤسسات وبإمكانه توظيفها ليخط سياساته التي يريد ان امتلك القدرة الذاتية والنية لذلك .

ان ما يهمنا من برنامجه الانتخابي هو تركيزه على الشأن الداخلي والدعوة لعزل الولايات المتحدة الى حد كبير عن الاهتمام بالسياسة الدولية كونها وبرأيه كان لها اخفاقات اثرت سلبا على الوضع الداخلي المتردي بسبب هذه السياسات واستنكاره لسياسة الولايات المتحدة في رعاية وتمويل جماعات الاسلام السياسي الارهابية والتي انعكست سلبا على امن الولايات المتحدة والدعوة لفتح حوار مع الاقطاب الصاعدة مما سيؤثر في اعادة بناء عالم متعدد الاقطاب .

بمعنى آخر ستمارس امريكا سياسة الانكفاء في السياسة الدولية ولا تتدخل الا بقدر ما تقبض ثمنه المباشر من حلفائها الكلاسيكيين وهذا على افتراض ان ترامب يعني ما يقول وقادر على التنفيذ .

من حقنا ان نتفائل بهذا الطرح رغم اننا لا نجزم بإمكانية حدوثه ولكن ان توفرت النية والقدرة فترامب يملك من القوة الذاتية ما لم يملكه رئيس سابق لانه اتى وانتخب بقواة الذاتيه وليس بقوة المؤسسات الحاكمه هذا فرق جوهري.

ان من المهم القول ان العامل الذاتي هو العامل الحاسم وان وضع الولايات المتحدة هو بالنسبة لنا عامل موضوعي مساعد ان احسنّا استخدامه وكان عاملنا الذاتي مهيّأ وقادر على الفعل والتأثير فإن وصول ترامب فرصة ذهبية يجب توظيفها لخدمة قضايانا العادلة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.