تغيرات جذرية وخطيرة تُشعل الخلافات بين القاهرة و”تل أبيب” ورسالة تهديد تصل نتنياهو
الأردن العربي – الأربعاء 7/2/2024 م …
تمر العلاقات بين مصر وإسرائيل بأسوأ مراحلها منذ سنوات طويلة، ومرجحة كذلك لمزيد من التوتر والتطور في ظل المخططات الإسرائيلية التي تُحاك في ليل والنهار، حول أهم المحاور الحدودية بين مصر وقطاع غزة الي يتعرض لحرب إبادة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
إسرائيل مصممة وبكل جدية على تحقيق هدفها الأكبر في السيطرة على محور “فلادلفيا” الذي بات محل خلاف ونزاع كبير مع مصر، وأشعل التوتر في ظل رفض القاهرة القاطع للمساس بالاتفاقيات والدخول لهذه المنطقة المحظورة والتي تعتبر خطًا أحمرًا لا يمكن تجاوزه.
وعن آخر تفاصيل المخططات الإسرائيلية التي تحاك حول الحدود مع مصر، كشفت وسائل إعلام عبرية عن خطة جديدة تدرسها تل أبيب لنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي في منطقة كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية، بدلا منه على حدود غزة.
وقالت قناة i24NEWS الإخبارية الإسرائيلية، إن تل أبيب والولايات المتحدة ومصر تجري مناقشات حول نقل معبر رفح في مثلث الحدود ليصبح معبر كرم أبو سالم المعبر البديل.
في حين ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن التدخل يهدف من ناحية للسماح بالتدخل المصري بالمعبر، وعدم الدخول معهم في مواجهة حول الموضوع، ومن جانب آخر الحرص بأن يكون المعبر على الحدود مع إسرائيل ويسمح بإجراء فحوصات أمنية إسرائيلية، وعمليا تسمح الخطوة لإسرائيل التأكد من عدم حصول تهريب في محور فلادليفيا.
وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن إسرائيل طرحت الموضوع أمام المصريين – والذين لم يردوا بعد بجواب إيجابي حتى الآن- وأيضا امام الولايات المتحدة والذين ردوا بصورة ايجابية على الاقتراح.
-المخطط الكبير
وقال التلفزيون الإسرائيلي إنه في حال خرج الاقتراح إلى النور فإنه سيحتاج إلى مبلغ كبير، مع ذلك مثل هذه الخطوة لن تحل قضية التهريب عموما، والمحادثات بين إسرائيل ومصر حول محور فيلادلفيا متواصلة.
ووفقا ليديعوت أحرونوت، فيتضمن النقاش بين الجانبين بناء حاجز تحت الأرض على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة لمنع تهريب الأسلحة، مستلهما من الحاجز الذي أقامته إسرائيل على حدودها مع غزة في 7 أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يزال من غير الواضح من سيمول هذا العائق، ويعتقد أن الأمريكيين سيساعدون بمئات الملايين من الدولارات، إضافة إلى مشاركة دولة عربية أبدت استعدادها للمشاركة في التكاليف، كما يتوقع أن يبلغ طول العائق حوالي 14 كيلومترًا.
في الوقت نفسه، تجري إسرائيل ومصر نقاشا مكثفا بشأن نشاط الجيش الإسرائيلي في رفح، حيث يشعر المصريون بقلق بالغ من أن يؤدي ذلك إلى تدفق آلاف الفلسطينيين إلى مصر وفق التلفزيون العبري.
وقالت قناة i24NEWS :”يعتقد أن هذا السيناريو ممكنًا. ومع ذلك، أوضح المصدر أنه حتى لو سيطرت إسرائيل على محور فلادلفيا، فإن ذلك لن يمنع التهريب في الأنفاق التي تمر تحت رفح. ولذلك، تعمل إسرائيل على بناء حاجز تحت الأرض”.
وكشفت القناة العبرية أنه تطبيقًا للاتفاقيات السابقة، يتبادل الجيش الإسرائيلي والقوات المصرية معلومات وتقارير مستمرة بشأن الوضع في المنطقة، ويعملان بالتنسيق المشترك للحفاظ على الاستقرار والأمن على الحدود بين البلدين. ومن المتوقع أن تتواصل هذه التنسيقات والمشاورات في الفترة القادمة، بهدف تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
وفي ذات السياق أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم”، نقلاً عن مصادر مصرية، بأنّ القاهرة هددت إسرائيل بتعليق اتفاق تطبيع العلاقات على خلفية تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وقالت الصحيفة إنّ “المسؤولين في مصر قلقون من عبور مئات آلاف الفلسطينيين سيناء وبقائهم فيها. لذلك، سُجّلت معارضة لتوسيع القتال إلى رفح والسيطرة على محور فلادلفيا”.
وفي إثر ذلك، “نقلت مصر مؤخراً رسائل شديدة إلى إسرائيل في سلسلة من الاتصالات بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين، وتم نقل مضمونها إلى كل القيادة السياسية – الأمنية في إسرائيل، مفادها أنّ عبور لاجئين فلسطينيين من غزة إلى سيناء من شأنه أن يعرض اتفاق السلام بين البلدين للخطر. وقد أوضحت مصر أنّها لن توافق على مرور لاجئين إلى أراضيها”.
ووفقاً لأحد المصادر، كانت الرسالة المصرية: “إذا مر لاجئ فلسطيني واحد، سيلغى اتفاق السلام”، فيما قال مصدر آخر إنّ الرسالة المصرية كانت أكثر ليونة، وهي: “إذا مر لاجئ فلسطيني واحد، فسيُعلّق اتفاق السلام”.
وبحسب “إسرائيل هيوم”، فإنّ “الغضب المصري ينبع من تصريحات إسرائيلية مختلفة توصي بإخراج فلسطينيين من غزة كحل ممكن لمشكلة القطاع”.
– الهجوم الأخطر
وعلى خلفية هذه القضية، أكّدت مصر أنّها “تعارض بشدة توسيع القتال إلى رفح واستيلاء إسرائيل على محور فيلادلفيا، إذ تخشى أن يؤدي هذا الأمر إلى فرار جماعي إلى سيناء”.
وقالت الصحيفة: “يتركز حالياً نحو 1.4 مليون من أصل 2.2 مليون مدني في غزة في قطاع رفح. وبما أنّ إسرائيل تمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم في القطاع غزة، فإنّها لن تترك لهم خياراً سوى الفرار جنوباً نحو مصر”.
وأشارت “إسرائيل هيوم” إلى أنّ “إسرائيل يجب أن تسمح لسكان غزة بالدخول والخروج كي لا يتم اتهامها بخنق الفلسطينيين في القطاع. وبما أنّ الأخير ليس لديه مرافئ بحرية وجوية، وسيتم إغلاق المعابر من إسرائيل، فلن يبقى للفلسطينيين سوى معبر رفح لدخول وخروج البضائع والأشخاص”.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ “جهات إسرائيلية أكّدت خلال الفترة الأخيرة أنّ على إسرائيل تبديد مخاوف القاهرة”، وختمت بالقول: “يجب أن يُنظر إلى التهديد المصري الصريح على أنه إشارة تحذير: إسرائيل تلعب بالنار وتعرض أول اتفاق سلام وقعته للخطر، والذي يعدّ حجر الزاوية في علاقاتها مع العالم العربي بأسره”.
وفي هذا السياق، قالت علياء الهواري الصحفية المختصة في الشأن الإسرائيلي، إن إسرائيل لا تخشى الاقتراب من حدود مصر بل هذا مطلبها، ولكنها عندما تفعل شيئا يجب أن يكون خلفه خدعه ما.
وتابعت الهواري في تصريحات نُشرت لها، أن: “إسرائيل تسعى كامل السعي للاقتراب من حدود مصر والحصول على سيناء وأكبر دليل على ذلك هي الحرب القائمة حاليا، وهدفها دفع الفلسطينيين إلى سيناء وطردهم من أرضهم”.
ونوهت بأن إسرائيل تلتزم فقط باتفاقية السلام لا أكثر ولكن إذا اتيحت الفرصة لدخول حدود مصر ستفعل ذلك، مشيرة إلى أنه من وجهه نظرها سوف يكون هناك حرب قريبة بين مصر وإسرائيل وذلك عندما تقوم إسرائيل بدفع سكان فلسطين إلى سيناء عنوة ولكن بطريقة ماكرة.
وتابعت: “ستدفع إسرائيل المصابين ومن يحتاجون المعونات إلى سيناء وهي تعلم أن الجيش المصري لن يمنع أي مصاب أن يمر للعلاج أو أي طفل جائع من العبور للطعام، فستدفعهم بتلك الطرق إلى أن يتواجدوا بشكل كبير في سيناء”.
ونوهت بأن الفترة القادمة سوف توجه إسرائيل ضربات اتجاه رفح المصرية وستقول إنها بالخطأ وهي قد فعلت ذلك منذ بداية الحرب، حيث تسعى إسرائيل لتنفيذ المخطط الصهيوني كما يجب.
وأمام هذه التطور..
هل ستسمح مصر بمرور هذا المخطط؟ أم أن هناك أوراق قوية في يد القاهرة يمكن أن تلعب بها؟
التعليقات مغلقة.