تقرير: قوى محور المقاومة تكشف عن حدود وأعباء قوة الولايات المتحدة الأميركية

الأردن العربي –  الخميس 8/2/2024 م …




تحدّثت مجلّة “Responsible Statecraft” الإلكترونية، في تقريرٍ اليوم الأربعاء، عن المسار الاستراتيجي الذي قد تسلكه التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط خصوصاً لناحية الوجود الأميركي، متناولة دور محور المقاومة في ذلك، واحتمالات التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار في قطاع غزة. 

تقرير المجلّة التابعة لمعهد “كوينسي” الأميركي، أوضح أنّ محور المقاومة، المتمثل بإيران وحزب الله والقوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، قد أدّى دوراً مهماً، إضافةً إلى صعوبة المعارك البرية في القطاع، في جعل “إسرائيل غير قادرة على تحقيق هدفها المتطرف المعلن في تدمير حماس”، وخلق فرصة للحدّ من التجاوزات الأميركية الأحادية الجانب. 

وأوضح التقرير، في هذا السياق، أنّ قوى محور المقاومة هذه “تضغط على واشنطن لدفع إسرائيل إلى طاولة المفاوضات من خلال ضرب نقاط الضعف الأميركية في الشرق الأوسط”.

وأشار إلى أنّه “في قلب المنطق الواضح لمحور المقاومة في الصراع الأخير، وفي صراعه ضد التحالف الأميركي – الإسرائيلي بشكل عام، تكمن الحقيقة التي لا مفر منها، وهي أنّ أعداءه يمتلكون مزايا عسكرية وتكنولوجية واقتصادية”.

لكن ومع ذلك، فإنّ “التفوق العالمي للولايات المتحدة، والذي يكمن وراء هذا التفاوت، جعلها عرضةً لخصوم أصغر وأكثر ذكاءً من الناحية التكتيكية”، ففي أماكن من الشرق الأوسط، قام أعضاء من محور المقاومة “بتحويل البنية الأساسية للتفوق العالمي الأميركي إلى عبء على واشنطن”.

ولفت التقرير إلى التموجات الإقليمية للحرب الحالية التي “تجعل ضعف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط واضحاً بشكل كبير”، مضيفاً أنّ الجهود التي يبذلها اليمنيون في البحر الأحمر هي “المثال الأكثر دراماتيكية لهذه الاستراتيجية غير المتكافئة”. 

في هذا الإطار، بيّن التقرير أنّ “إيران وحلفاءها قدّموا لصنّاع القرار السياسي الأميركيين فرصة ثمينة للابتعاد عن التجاوزات الأحادية التي تشكل، إلى حد كبير، الصراع الحالي”.

لذلك، “على الأميركيين البدء في صوغ نوع من السياسة الخارجية البناءة التي تضع احتياجات المواطنين الأميركيين في المقام الأول. فبعد كل شيء، هناك عدد قليل من الأميركيين الذين يريدون التعثر في حرب أبدية أخرى في الشرق الأوسط فقط بسبب عدد قليل من الطائرات من دون طيار التي أطلقها العراقيون ضد الولايات المتحدة”، بحسب التقرير. 

في السياق، تحدث مقال في موقع “counter punch” عن الوجود الأميركي في المنطقة، وضرورة إنهاء هذا الوجود وخصوصاً في سوريا والعراق، وانتهاج أسلوب الدبلوماسية مع إيران، بدلاً من الرسائل العسكرية التي تهدّد بتفجير المنطقة.

وأضاف المقال أنّه يجب على الولايات المتحدة أيضاً، إعادة النظر في نشر قواتها في الشرق الأوسط، خاصةً وأنها معرّضة لهجمات قوى المقاومة في المنطقة. وعلى أقل تقدير، يجب سحب كل القوات العسكرية من كل من العراق وسوريا، كون واشنطن لا تستطيع ردع الهجمات على هذه المنشآت، وتفرض على قوات كبيرة حماية هذه الجيوب الصغيرة.

وبدلاً من محاولة بناء تحالف عربي ضد إيران، ينبغي للولايات المتحدة أن تبحث عن طرق لإشراك إيران سياسياً ودبلوماسياً، فقد وفّر الاتفاق النووي مع طهران، انفتاحاً دبلوماسياً أدى إلى إيماءات تصالحية من جانب إيران. وتبعاً لذلك، حان الوقت للحد من الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، الذي وعدت به إدارة أوباما في عام 2011، والتوجّه نحو استخدام أوراق الدبلوماسية، وفق المقال. 

وتواجه الولايات المتحدة صراعات في أوروبا والشرق الأوسط وتوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما يحتّم على واشنطن حشد قواتها على جميع الجبهات، ويؤدي بالتالي إلى تفاقم نقاط الضعف في أجهزتها العسكرية في فترة سياسية دقيقة، وفق صحيفة “لوموند” الفرنسية. 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.