صواريخ حزب الله المُضادّة للدروع مشكلة فعليّة لجيش الاحتلال
الأردن العربي – الخميس 8/2/2024 م …
نقلاً عن مصادر وازنةٍ في تل أبيب، قلّل موقع (إسرائيل ديفنس)، المُختَّص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة، من أهمية ما يطرحه بعض قادة دولة الاحتلال حول إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية مع شمال الدولة العبريّة، إلى خلف نهر الليطاني، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّ الوضع الاستراتيجيّ بين حزب الله وجيش الاحتلال لن يتغيّر، حتى لو تراجع حزب الله إلى الوراء، على حدّ تعبيره.
وجاء في تقريرٍ للموقع العبريّ: “في الوقت الذي تُحاول فيه الولايات المتحدة وإسرائيل الضغط على لبنان لإبعاد حزب الله إلى نهر الليطاني بعيدًا عن الحدود اللبنانية مع الكيان، فإنّه في إيران يفكّرون بإطالة مسافة القدرات الهجوميّة، مُضيفًا إنّه “في حال حصل حزب الله على قدراتٍ ضدّ الدروع بالمديات التي تُتيح له الإطلاق من الليطاني، فإنّ الوضع الاستراتيجيّ بين الطرفيْن لن يتغيّر، حتى لو تراجع حزب الله إلى الوراء”، طبقًا لأقوال المصادر الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة التي اعتمد عليها.
بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، لفت الموقع إلى أنّ الصناعات العسكريّة الإيرانيّة أنتجت صاروخًا جديدًا مضادًا للمدرعات خضع لسلسلة تجارب إطلاقٍ من مروحيةٍ، يُطلق عليه اسم (شفق)، ويزن 48 كلغ، ويبلغ مداه 20 كلم، وهو يشمل توجيه بواسطة ليزر أشعة تحت الحمراء، وبثّ فيديو إلى الخلف.
كما شدّدّ الموقع الإسرائيليّ على أنّ الصواريخ المضادة للدروع الموجودة عند حزب الله شكّلت مشكلة فعلية للجيش الإسرائيليّ، منذ السابع من تشرين أول (أكتوبر) الماضي.
وختم الموقع تقريره بالقول: “في الوقت الذي تُريد فيه إسرائيل إبعاد حزب الله عن الحدود، يفكّرون في إيران بحلولٍ عسكريّةٍ تتيح لحزب الله الحفاظ على رافعة الضغط على الجيش الإسرائيلي”، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، وبينما يستمر تبادل القصف والعمليات العسكرية بين إسرائيل، وحزب الله في لبنان، أظهر مقطع فيديو، جرى تداوله مؤخرًا، فئة جديدة من الصواريخ المضادة للدبابات في حوزة حزب الله بحسب مجلة (ميليتراي ووتش).
وتشبه عملية انطلاق الصاروخ إلى حدٍّ كبيرٍ نفس آليات عمل صاروخ (سبايك) الإسرائيليّ، وهو نظام شقيق لصاروخ (جافلين) الأمريكيّ، الذي اكتسب مؤخرًا شهرةً دوليّةً كبيرة لنجاحاته في القتال بأوكرانيا.
ويُعرف عن فئة الصواريخ التي استخدمها حزب الله حتى الآن، أنّها مشابهة لمكونات وتقنيات نظاميْ (جافلين) و (سبايك)، حيث يجمعان بين استخدام الرؤوس الحربيّة المشحونة الترادفية، مع القدرة على الاشتباك مع الدروع العليا للأهداف، لتعظيم قدرتها على هزيمة دروع المركبات.
ولا تحتاج الصواريخ بشكلٍ خاصٍّ إلى خط رؤيةٍ مباشرٍ، وتستخدم أجهزة استشعار كهروضوئية للوصول إلى أهدافها.
وكان يُعتقد سابقًا أنّ نظام (إتش-جي12) الصينيّ، هو النظام الوحيد المضاد للدروع الذي يستخدمه خصوم الولايات المتحدة، بالرغم من أنّ أحدث اللقطات تشير إلى أنّ حزب الله قد حصل على أصولٍ مماثلةٍ على الأرجح من إيران، أوْ كوريا الشمالية، اللتين كانتا من كبار موردي المعدات لعقود من الزمن.
ويحتمل أنْ يكون المقصود من عرض نظام الأسلحة الجديد، هو استعراض القوّة، مع استمرار تزايد الدعوات في إسرائيل، لتصعيد المجهود الحربيّ ضدّ لبنان.
كما يُعتقد أنّ نظام صواريخ الماس الإيرانيّ المضاد للدبابات، الذي تم تطويره في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ويتمتع بقدرات مماثلة لصواريخ (سبايك)، استفاد في تطويره من دراسة تلك الأنظمة التي اغتنمها حزب الله من القوات الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية عام 2006.
يُشار في هذه العُجالة إلى أنّ حزب الله استخدم، خلال الحرب مع إسرائيل حينها، أيْ حرب لبنان الثانية صيف العام 2006، صواريخ (كورنيت) الروسيّة المضادة للدبابات، والتي أثبتت فعاليتها العالية ضدّ دبابات (ميركافا)، التي تُعتبر درّة التاج للصناعات العسكريّة في الكيان.
ويُعَّد حزب الله اللبنانيّ الجهة غير الحكومية، الأكثر تسليحًا في العالم، لامتلاكه مخزونًا كبيرًا ومتنوعًا من صواريخ المدفعية غير الموجهة، فضلاً عن الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات والسفن، ويتلقى باستمرار بعضًا من المعدات الأكثر تقدمًا التي يتم إنتاجها في إيران.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجيّة والدوليّة، إنّه ينظر إلى ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف باعتبارها “الرادع الأساسيّ ضدّ العمل العسكريّ الإسرائيليّ”.
وأجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، حصرًا لترسانة حزب الله الصاروخية والتي شملت صواريخ هجوم بري، وأخرى مضادة للسفن والدبابات.
ويشير موقع حزب الله على الخطوط الأمامية، وعملياته القتالية المكثفة في كلٍّ من سوريّة، وعلى الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، إلى أنّ وحداته ليست في المتوسط أكثر خبرة من القوات الإيرانية فحسب، بل أيضًا أفضل تجهيزًا.
وأفادت التقارير بأنّ حزب الله يستخدم الصاروخ الكوريّ (بولساي 3)، المعادل لصاروخ (كورنيت) الروسيّ، وهو أقوى الأصول المضادة للدبابات قبل ظهور النظام الصاروخي الجديد مؤخرًا.
وعزز حزب الله قدرته على تهديد القوات الإسرائيليّة، من خلال الاعتماد على شبكةٍ واسعةٍ من الأنفاق والمخابئ الممتدة عبر جنوب لبنان، والقادرة على إيواء وحدات المدفعية المتنقلة من بين الأصول الأخرى بأمان من الضربات الجويّة الإسرائيليّة.
ويتوقع أنْ يكون حزب الله قد تلقى معلومات استخباراتية حول أحدث أنظمة الحماية للدروع الإسرائيليّة بعد أنْ اغتنم مقاتلو (حماس) مئات المركبات المدرعة الإسرائيليّة في عملية أكتوبر الماضي.
التعليقات مغلقة.