حرق المنازل.. إضرام إسرائيلي ممنهج يلفح قلوب الغزيين- (فيديو)
الأردن العربي – السبت 10/2/2024 م …
لم نتخيل للحظة أن يحرق الاحتلال منزلنا بهذا الشكل، إنّ إحراقه أصعب علينا من قصفه وتدميره”، هكذا وصف الفلسطيني عبد الرحمن أبو حميدان شعوره بعد أن أضرم جيش الاحتلال الإسرائيلي النار بمنزله بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وفي 27 أكتوبر/تشرين أول 2023، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية توغل خلالها في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة وشمال القطاع، دمر خلالها البنية التحتية بالكامل.
ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول بدأ الجيش بانسحاب تدريجي من مناطق شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير/ كانون الثاني انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
وكشف الانسحاب الإسرائيلي عن حجم الدمار الهائل في المباني والمنازل والبنية التحتية والمنشآت المدنية والخدماتية وجميع مناحي الحياة.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، لأول مرة بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي، ومعارضة أمريكية.
بنبرة حزينة يقول أبو حميدان وهو يقف داخل منزله المحترق: “هذا المنزل (كنت) أسكن فيه أنا وعائلتي وإخواني، أطفال ونساء ورجال، وهو منزل متعدد الطبقات”.
ويضيف الرجل: “تفاجئنا من حجم الدمار والخراب الموجود في المنزل، ثم تفاجئنا أكثر عندما وجدنا أن القوات الإسرائيلية كانت متواجدة داخله وحوّلته إلى نقطة عسكرية”.
ويستكمل أبو حميدان حديثه بحرقة: “بعد أن انتهى الجيش من (استخدام) المنزل قام بحرقه وتحويله إلى دمار كبير”.
ويبين أنه وعائلته كانوا قد غادروا المنزل بفعل القصف الإسرائيلي العنيف وإطلاق القذائف بشكل كثيف على الحي والمناطق المجاورة خلال التوغل البري شمال قطاع غزة.
ويوضح أن المنزل أصبح غير صالح للسكن وآيلا للسقوط، حسب إفادة بعض المهندسين الذين أحضرهم لتقييم أساسات المنزل، مبينًا أنه يتوجب عليهم هدم المنزل وإعادة بنائه من جديد.
ويقول أبو حميدان: “هذا أصعب علينا من قيام الاحتلال بقصفه وتدميره لأنك ستقوم بهدم منزلك بنفسك ولن تستصلح منه شيئاً”.
وبشكل ممنهج يتبع الجيش الإسرائيلي سياسة حرق المنازل والمباني السكنية في المناطق التي يقتحمها ضمن حربه المدمرة على قطاع غزة والمتواصلة منذ السابع من أكتوبر.
وبينما كان أبو حميدان يتفقد آثار الدمار في فناء منزله، قال شقيقه الحاج إسماعيل أبو حميدان: “استهدف الجيش المنزل بصواريخ وقصفه بالمدفعية واقتحمه بالدبابات، حرقه ثم دمر سور المنزل والحديقة”.
ويضيف: “نحن ثلاث عائلات نسكن هذا المنزل، أنا وشقيقي وابني المتزوج، وقمت ببناء شقق سكنية لأبنائي الاثنين الآخرين غير المتزوجين، حيث كنت أنوي أن أُزَوِّجَهم وأفرح بهم”.
ويستكمل حديثه بنبرة غضب: “بعد ما كنا أصحاب معارض سيارات، ونمتلك سيارات وعقارات أصبح أولادي يبيعون حلوى الأطفال على قارعة الطرقات حتى نؤمن لقمة العيش”.
وينظر أبو حمدان إلى المبنى المحترق وعيناه مغرورقة بالدموع، ويقول: “حرقوا كل أملاكنا وأموالنا وأصبحنا مستأجرين لدى الناس وخرجنا من منازلنا دون شيء، لا نمتلك ملابس ولا أغطية ولا فراش”.
وتبدو آثار الحريق الذي التهمت نيرانه كل محتويات وأثاث المنزل، واضحة على المبنى الذي لا يزال قائمًا رغم وجود تصدعات جسيمة بفعل الاستهداف الإسرائيلي.
ولم يعد المبنى السكني المكون من ثلاثة طوابق قابلا للسكن، نتيجة شدة القصف والحريق الذي تعرض له، ويظهر ذلك من الدمار الواضح في جنباته.
وتتناثر بعض قطع الأثاث المنزلي المحترقة داخل الشقق السكنية التي لم تبق على حالها، حيث تناثرت الأبواب والنوافذ والجدران والأسقف.
وخلال العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، أقدم الجنود الإسرائيليون على حرق نحو 3 آلاف وحدة سكنية منذ السابع من أكتوبر، مما تسبب في خسائر تقدر بعشرات ملايين الدولارات، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان أصدره الأربعاء.
وفي 1 فبراير/ شباط الجاري كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية النقاب عن إصدار قادة الجيش الإسرائيلي أوامر لجنودهم بإحراق منازل في غزة “دون موافقة قانونية”.
وبحسب الصحيفة: “بدأ جنود إسرائيليون في الأسابيع الأخيرة بإضرام النار في المنازل في قطاع غزة، بناء على أوامر مباشرة من قادتهم، دون الحصول على الإذن القانوني اللازم للقيام بذلك (..) حتى تصبح (البيوت) عديمة الفائدة”.
ومنذ أكثر من 4 أشهر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الجمعة “27 ألفا و947 شهيدا و67 ألفا و459 مصابا، معظمهم أطفال ونساء”، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
التعليقات مغلقة.