الآسرى والآسيرات في سجون الصهاينة …هل نسيناهم !؟ / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان* ( الأردن ) الأربعاء 16/11/2016 م …

في عام 1974 أقر ما يسمى بـ المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره السلطة العليا لما يسمى بـ منظمة التحرير الفلسطينية،خلال دورته العادية يوم السابع عشر من نيسان/ إبريل، يومًا وطنيًا للوفاء للأسرى وتضحياتهم،ومنذ ذلك التاريخ كان ولا يزال “يوم الأسير الفلسطيني” يومًا لاستذكار معاناة الأسرى الفلسطينيين ومعهم الأسرى العرب ،وهنا وبهذه المرحلة اقول انه لطالما كنت مقتنعآ وحاولت اقناع من حولي، بأن مفاهيم الانسانية العالمية هي كذبة كبيرة وليس لها أي معنى وخصوصآ عندما تكون قضايا العرب والمسلميين هي الحاضرة، ولطالما تناقشنا بوسائل الاعلام وبالندوات الحوارية بان كلمة ومسمى المجتمع الدولي هذه الكلمة الهلامية الغامضة والتي تستمعل بمواقف وتغيب بمواقف اخرى هي كلمة أوجدت لتحمل الاف المعاني والتفاصيل باستنثاء معنى ومفهوم ان معايير الانسانية لاتصلح لتطبق على كل بني البشر على هذه المعمورة، فمفهوم الانسانية العالمية كذبة كبيرة ومن يصدقها فهو للأسف أحد ضحايا كلمات عابرة ليس لها أي معنى ومن أخترعها وأوجدها هو شخص مغفل لايعرف حقيقة هذا العالم المتصارع حضاريآ ودينيآ وعقائديآ واقتصاديآ ولغويآ وفكريآ والناقد بفجور لكل مفاهيم الانسانية واكذوبتها التي نقرأ تفاصيلها على الورق وفي احاديث الاعلاميين والساسة وليس لها أي تطبيق على ارض الواقع.

هذه الكلمات، الوارده أعلاه جاءت للتذكير بمأساة يعيشها مابين 7800-8530أسير واسيرة فلسطيني وعربي، يقبعون بسجون المحتل للأراضي الفلسطينية والعربية، وليس أول ولا اخر هؤلاء الاسرى هو الاسير العربي السوري المحرر والاسيرمجددآ “صدقي المقت” الذي قضى جلى عمره “27 عامآ” قابعآ بسجون الاحتلال والذي جدد أعتقاله مؤخرآ، فهؤلاء ألاسرى ذنبهم الوحيد أنهم قاوموا محتليين يحتلون أرضهم قاوموا تنظيمات إرهابية عابرة للقارات “الهاغانا والاراغون وسلالتها وتناسلها المستمر لليوم” مع العلم ان هذه التنظيمات قد دعمت فصول أجرامها منذ عام 1948 والى اليوم معظم حكومات العالم، ويا ​لاجرام هذه الحكومات ولازدواجية مفاهيمها، يدعمون عصابات ويصمتون على أعتقال الالاف من ابناء الاراضي المحتلة، فهذه الازدواجية بالمعايير تدفعني للتساؤل عن مصير هؤلاء الاسرى الذين نسوا من أقرب الناس لهم، فهؤلاء ذهبوا ضحية لاجرام عالمي تسبب بكارثة انسانية كبرى وهي كارثة ألاسرى الفلسطينيين والعرب الذين يقبعون لليوم بالسجون فهؤلاء ألاسرى للأسف أصبحوا عبارة عن أرقام متدوالة، فألاسير أصبح عبارة عن رقم بقواميس وأجندة المنظمات العالمية التي تدعي دفاعها عن حقوق الانسان، وألانسانيية والانسان الفلسطيني من هذه المنظمات براء.

هناك اليوم الكثير من القصص والحكايا التي تحكى في بعض الاعلام العربي وبعض العالمي عن معاناة الأسرى الفلسطينيين والعرب بالسجون ، مع صمت رهيب يطبق على دوائر صناعة واتخاذ القرار العربي والعالمي بهذا ألاطار، فألاسرى الفلسطينييون والعرب والذي غفل العالم كل العالم واكذوبة الانسانية والمجتمع الدولي عن معاناتهم، وكأن هؤلاء ألاسرى اصبحوا بنظر اكذوبة ما يسمى بالمجتمع الدولي هم أرقام عابره ليس لها أي معنى بل قد يكونوا قد اصبحوا بنظر هذا العالم عباره عن ارقام وضحايا لاجرام وحروب هذا العالم، والواضح أنهم بالفعل قد اصبحوا هكذا والدليل ان لا احد يكترث لامر هؤلاء ألاسرى.

المؤلم أكثر هنا ان المنظمات ألانسانية العالمية والتي أتضح بعد عدة تجارب معها أنها هي الاخرى جزء لايتجزء من اكذوبة ومنظومة هلامية تسمى بمنظمات الدفاع عن حقوق ألانسان، وهنا فمن المحتمل ان يكون الانسان العربي والفلسطيني لايدخل ضمن حساب ومعادلات ألانسانية بنظر هذه المنظمات، والذي يؤكد هذا الطرح أن قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب بالسجون هي من اخر اهتمامات هذه المنظمات، فهذه المنظمات وأذرعها الاعلامية ان تحدثت عن قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب، تحدثت بحياء وضمن حيز زماني ومكاني مغلق بكل المقاييس، فاليوم لايمكن انكار ان معظم المنظمات العالمية المختصة بحقوق ألانسان كانت سببآ بما يجري للأسرى، فهذه المنظمات العالمية وللأسف اصبحت جزء من منظومة دولية تتقن فن صناعة الاكاذيب التاريخية التي يصدقها المغفلون ويتأثر بها العاطفيون ويجني ثمارها سماسرة الحروب.

فبعد كل هذا لا اعرف الى أي مدى سوف تستمر مأساة ألاسرى الفلسطينيين والعرب بظل حروب الانسانية المصطنعة على هؤلاء الاسرى، فهؤلاء الأسرى اصبحوا ضحية لكل المفاهيم والشعارات الكاذبة والمضللة، فمأساة هؤلاء الأسرى هي من اسقطت كل اقنعة الانسانية الكاذبة، وعرت كل مفاهيم ومصطلحات من يتحدثون عن اكذوبة المجتمع الدولي الواحد ،، فاجرام العالم بحق هؤلاء الأسرى يستحق ان يكون هو العلامة الفارقة التي ستسقط كل الشعارات المظللة من مفاهيم الانسانية الى مفاهيم المجتمع الدولي الى مفاهيم مصداقية الاعلام وو.. ألخ، فالعالم كل العالم بحكوماته ومنظماته الدولية والمحلية كان سببآ بما يجري من تعذيب ممنهج يمارس بحق هؤلاء الأسرى.

ختامآ، لن أدعو الحكومات العربية ولا المجتمع الدولي ولن اخاطب شعوب العالم بلغة الانسانية، لأن هذه المفاهيم الكاذبة قد سقطت منذ زمن، وهنا سأدعوا كل حر وشريف بهذا العالم الى ان يكون بخندق وصف هؤلاء ألاسرى، هؤلاء ألاحرار الشرفاء الغيوريين على اوطانهم، والذين كان ذنبهم الوحيد، انهم دافعوا بشراسة عن فلسطين “العربية -المسيحية -المسلمة”، فاصبحوا للاسف عبارة عن ارقام يتحدث بها البعض هنا وهناك، ومن هنا فواجب الدفاع عن هؤلاء الاحرار هو واجب مقدس، وواجب التذكير بمعأناتهم والحديث عن مأساة واقعهم المعاش في السجون الاسرائيلية هو فرض وواجب على كل مسلم وعربي وغربي وشرقي بغض النظر عن انتمائه الديني او العرقي …..

* كاتب وناشط سياسي -الأردن.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.