زيارة تاريخية.. السيسي وأردوغان يعقدان قمة في القاهرة على وقع العدوان على غزة- (فيديوهات)
الأردن العربي – الخميس 15/2/2024 م …
صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين”، بهذه الكلمات عبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن ترحيبه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في إشارة للقطيعة التي سيطرت على علاقة القاهرة وأنقرة خلال العقد الماضي.
ملفات شائكة عديدة كانت على طاولة القمة المصرية- التركية، التي استضافتها القاهرة اليوم الأربعاء، في مقدمتها بحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأزمة المساعدات، والملف الليبي، الذي شكل خلافا بين الإدارتين المصرية والتركية على مدار الأعوام الماضية، إضافة إلى ملف غاز شرق المتوسط.
وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي جمعه بأردوغان “أود في البداية أن أرحب بفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول زيارة له لمصر منذ أكثر من 10 سنوات لنفتح معا صحفة جديدة بين بلدينا بما يثري علاقتنا الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح”، مؤكدا اعتزاز مصر وتقديرها للعلاقات التاريخية مع تركيا والإرث الحضاري والثقافي المشترك بين البلدين.
وتابع السيسي: إن هناك اهتماما بتعزيز التنسيق المشترك بين مصر وتركيا والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار وتوفير بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية، حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة مثل خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة.
وأضاف: أعرب عن اعتزازنا بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى أهلنا فى قطاع غزة، أخذا في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق دخول تلك المساعدات مما يتسبب فى دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
وزاد: توافقت مع الرئيس أردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية.
من جانبه، أعرب الرئيس التركي عن سعادته بزيارة مصر بعد 12 عاما، مقدما الشكر للرئيس السيسي قائلا “أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على حسن الاستضافة”.
وقال أردوغان “إننا نتقاسم مع مصر تاريخيا مشتركا، يزيد عن 1000 عام”، مضيفا: “نريد أن نرتقي بمستوى علاقتنا إلى المسار اللائق”.
وأشار أردوغان إلى أن ما يحدث في غزة تصدر الاجتماع مع السيسي، وقال إن إدارة نتنياهو استمرت في سياسة القتل والمجازر والاحتلال، رغم ردود الفعل العالمية، موضحا أن إيصال المساعدات إلى غزة على رأس الأولويات، إذ أرسلت تركيا ما يزيد عن 31 ألف طن مساعدات، معربا عن تقديره دعم الجهات المصرية في هذا الصدد.
وأعرب الرئيس التركي عن شكره للهلال الأحمر المصري ووزارة الصحة المصرية، وجميع الجهات المصرية في هذا الأمر، منوها بأنه بجانب المساعدات الإنسانية تم نقل أكثر من 700 مصاب فلسطيني ومرافقيهم إلى تركيا، فيما تسعى أنقرة إلى بناء مستشفى ميداني في غزة، وتتطلع إلى مساعدة مصر في بنائه قريبا.
وأضاف أردوغان: رفعنا مستوى التعاون بين البلدين، متابعا: ننتظر زيارة الرئيس السيسي لأنقرة، لعقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى. منوها بأنه سيكون بمثابة مرحلة جديدة في علاقتنا، “وضعنا هدفا لنصل إلى حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار في أقرب وقت”. ولفت إلى زيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر بحدود 3 مليار.
وفيما يتعلق بالملف الليبي، قال السيسي إنه تم التأكيد على ضرورة التشاور بين البلدين حوله بما يساعد فى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وزيارة أردوغان إلى القاهرة هي الأولى، منذ تولي الرئيس السيسي السلطة في مصر، عام 2014.
وشهدت العلاقات المصرية التركية توتراً منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، وتبنّي موقف داعم لمرسي، وانتقاد الخطوات التي اتخذها الجيش فيما بعد، واستضافة عدد من قيادات المعارضة المصرية وجماعة “الإخوان المسلمين”، إضافة إلى تبنّي القاهرة وأنقرة سياسات مختلفة في ما يتعلق بالملف الليبي، والخلافات حول غاز شرق المتوسط.
وكان السيسي استقبل أردوغان في مطار القاهرة في وقت سابق من اليوم الأربعاء.
وخلال العام الماضي، تبادلت مصر وتركيا زيارات مسؤولين، للمرة الأولى منذ عام 2014.
ومثلت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى ولاية أضنة المنكوبة إثر الزلزال الذي ضرب تركيا نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات، أعقبها زيارة وزير الخارجية آنذاك التركي مولود جاوش أوغلو، في مارس/ آذار الماضي.
وكانت الزيارة الأولى على مستوى رفيع لمسؤول تركي إلى القاهرة منذ 11 عاماً، سبقها سلسلة من اللقاءات الاستكشافية ولقاء سريع جرى بين أردوغان والسيسي في قطر، على هامش افتتاح كأس العالم، واتصال هاتفي أجراه السيسي مع أردوغان عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا.
التعليقات مغلقة.