ديمستورا ممثلاً للبنتاغون وليس للامم المتحده / حسين عليان

 

حسين عليان ( الأردن ) الخميس 17/11/2016 م …

من يقرأ ويدقق فى بنود مبادرة ديمستورا يدرك بلا عناء انها مطالب امريكية بحتة بلسان اﻻمم المتحدة فالوﻻيات المتحدة عندما تعجز عن تمرير القرارات التى تريد عبر مجلس اﻻمن ، تحاول تمريرها عبر الموظفين اﻻمميين اللذين غالبا ما يخضعون ﻻبتزاز واغراءت ورشي الـ سي اي اه حتى يفبركوا التقارير ويسوقوها لخدمة الاهداف اﻻمريكية حصل ذلك بشكل جلي مع لجان التفتيش فى العراق التى طوال سنوات لم تعط تقارير واضحة وجازمة وكثيرا ما زورت التقارير والفضائح بهذا الشأن كثيرة من سكوت ريتر الى البرادعي الى هانس بلكس .

اليوم ديمستورا يحاول تمرير نفس السياسة تحت مبررات انسانية والحرص على المدنيين وتقديم المساعدات اﻻنسانية، لكن اخطر ما ورد فى بنود مبادرة ديمستورا، اﻻقرار واﻻعتراف بتقسيم حلب الى شرقية وغربية، واﻻحتفاظ بسلطة المسلحين وسيطرتهم على مناطق شرق حلب ، وزاد على ذلك انشاء سلطة ادارية ومدنية تحت أشراف المسلحين والتعامل مع الدولة كطرف ند يحظي بحماية وضمانات دولية بعد اﻻقرار السوري المكتوب وان تكون روسية طرفا ضامنا ﻻلتزام سورية.

لماذا كل ذلك مقابل اخراج 900 مسلح من النصرة من شرق المدينة لمناطق امنة تحت رعاية اممية، هل هذا مقترح يقبله عاقل .

ان الهدف تعميق المشكلة فى مناطق اخري او اعادة تصدير مقاتلي القاعدة وداعش لدول اخري .

هذه المبادرة اﻻمريكية بأسم اﻻمم المتحدة، تنم عن تسويق النصرة وحلفائها كأطراف سياسية سورية، تحت مسميات مختلفة ولتحجز لها مقعد على طاوله المفاوضات، وهذا ما يجب اﻻ يمرر ، مهما كانت العواقب، ان فرصة المحاصرين شرق حلب فى اﻻفلات من الهزيمة معدومة، لذا يجب عدم اﻻلتفات لدعوات الحرص الكاذبة على المدنيين وضجيج الإعلام المأجور.

إن بانكيمون راحل قريبا ويجب ان يرحل معه ديمستورا ، واﻻمين العام الجديد جاء بتوافق واجماع فى مجلس اﻻمن ، ولديه خبرة ونتمني ان يتفهم التوازنات الجديدة ويعبر عنها بطريقة تخدم اﻻستقرار والسلم الدوليين ، ويحرر اﻻمم المتحده من سياسات اﻻبتزاز اﻻمريكية.

ان الوﻻيات المتحدة لم تطرح يوما فى حربها على اﻻرهاب تصفيته ، بقدر ما تطرح تحجيمه ، هى لم تفعل ذلك فى افغانستان وﻻ فى الصومال او العراق وﻻ فى ليبيا بل تحاول معاودة تأهيله .

ﻻ اعتقد ان موازين القوى فى ميدان حلب او عموم الميدان السوري، تسمح بتمرير مبادرة السيد ديمستورا ، وﻻ اظن ان ذلك يمكن ان يمر على الدبلوماسية السورية ومفاوضيها وقيادتها الواعية والصلبة، وﻻ اعتقد ان حلفاء سورية سيمنحوا تنازﻻت للحليف المهزوم أو الضغط على القيادة السورية؛ التى تمسك بثوابتها فى سيادة الدولة على كامل اراضيها ، وتصفية كل تنظيمات اﻻرهاب وحصر السلاح فقط بيد الدولة .. فنصف النصر يعد هزيمة وﻻ مجال امام سورية اﻻ النصر الناجز؛ والحديث عن الحل السياسي يجب ان يقرره الشعب السوري، ولا إملاءآت من احد، وتكريس سيادة الوطن والدولة ووحدة الوطن والمجتمع فى ظل دولة وطنية علمانية.

إن ما ابداه الرئيس السوري من اصرار على تحرير حلب وتأيد الحلفاء بهذا الشأن هو الذى دفع اﻻدارة اﻻمريكية للبحث عن مخرج ، بعدما انسحبت من اﻻتفاق الذى وقعته مع روسيا واوقفت التواصل والتعاون والتنسيق معها ، وصعدت لغة التهديدات والعدوان فى محاوله للضغط ، لكن الرد الروسي الصارم وصلابة الموقف السوري ، عوامل رجحت موقف اﻻدارة ﻻيجاد (مخرج لوزان) لحفظ ماء الوجهز

السؤال المهم ان التصعيد الاوروبى فى مجلس اﻻمن، عبر القرار الفرنسي كان محاولة امريكية اخرى لحشد الضغوط على روسية، لكن دون جدوي ، وبذلك كشف اﻻطلسي عن محدودة خياراته العسكريه امام روسية وحلفاءها .

ان المشاركة اﻻقليمية من القوى الفاعلة والمنخرطة فى الصراع دليل اخر على رغبة امريكية للتهدئة ولو مؤقتا، وجاءت اﻻستدارة والمشاركة المصرية فى لوزان والمنحازة لصالح سورية لتضعف الموقف اﻻمريكى و اﻻقليمي، والسعودية الغارقة فى حرب اليمن ؛ علاوة على ان اﻻتراك باتوا تحت التأثير الروسي الواسع .

اﻻزمة السورية اوشكت على اﻻنتهاء واﻻرهاب وحلفاؤه فى حالة هزيمة وعلى سوريه وجيشها وقيادتها استثمار الفوز لتحقيق النصر الحاسم .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.