انتحاريون تحت ستار اللاجئين
الأربعاء 16/11/2016 م …
الأردن العربي …
تناولت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” تسلل الانتحاريين إلى أوروبا تحت ستار اللاجئين، وهو التكتيك الجديد الذي يعتمده “داعش” لدى إرساله الإرهابيين إلى القارة العجوز.
جاء في مقال الصحيفة:
في الذكرى السنوية لهجمات باريس الإرهابية في (13/11/2015)، نشرت الصحيفة الألمانية “فيلت أم زونتاغ” تسريبا لتحذير دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، التي أكدت فيه أسوأ المخاوف: قبل إرسالهم إلى الدول الأوروبية، يجتاز إرهابيو “داعش” تدريبات خاصة على انتحال شخصيات اللاجئين، لكيلا يثيروا شكوك أجهزة الأمن. إذ إن الإرهابيين التسعة، الذين دبروا المجزرة في العاصمة الفرنسية، جميعهم وصلوا الى أوروبا بهذه الطريقة.
وذكرت الصحيفة الألمانية أن تكتيك الإرهابيين يتلخص في “الذوبان في التيار العام لطالبي اللجوء في أوروبا، وبعد ذلك التواري عن الأنظار”. ويتدرب الانتحاريون المقبلون على إتقان سلوكهم لدى استجواب الشرطة، لكي يكون ما يروونه بقدر الإمكان مشابها للواقع. ويتدربون على كيفية تقديم طلب في دائرة تسجيل المهاجرين. الأمر، الذي أخبرت عنه دائرة الاستخبارات في تقاريرها نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
وعبر استخدام هذه المعادلة بالذات، تسلل تسعة إرهابيين إلى الاتحاد الأوروبي وشاركوا في إعداد وتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في باريس، والتي أدت إلى مقتل 130 شخصا وإصابة أكثر من 400 شخص آخرين.
وأحد هؤلاء “المفجرين” الذين شاركوا في تحضير آلات الموت، دخل اوروبا عبر ما يسمى “طريق البلقان”، ثم اجتاز الحدود النمساوية-الألمانية قبل شهر من تنفيذ الأعمال الإرهابية. وقد التقى في فندق مدينة “أولم” المشاركين الآخرين الذين كان بينهم صلاح عبد السلام الموجود الآن قيد التحقيق. ولكنه فيما بعد اختفى من دون أن يترك أي أثر، وتعتقد الأجهزة المختصة أنه تمكن من العودة إلى سوريا من دون أي عائق.
وتنظيم “داعش” يعلم عناصره على “الأسطورة”، التي يجب أن يكون سلوكهم موافقا لها، في حال تعرضهم لاستجواب الشرطة من دون إثارة الشكوك حولهم.
ويقول موقع “شبيغل أون لاين “ألَّا حل سهلا لهذه المعضلة. ففي المعمعة التي صاحبت أزمة المهاجرين في العام الماضي، أصبحت عملية الفرز أمرا صعبا للغاية، ولا سيما أن الكثيرين منهم يستبدلون أوراقهم الشخصية أثناء الطريق إلى أوروبا. ولو أن أنظمة تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة على المستويين القومي وفوق القومي عملت بشكل صحيح فيما بينها، لما جرت عمليات التزوير بكل هذه السهولة”.
من ناحية أخرى، تعترف الصحيفة بأن المشتبه فيه بالتحضير للهجوم الإرهابي الفاشل في مطار برلين هو جابر البكر ذو المنشأ السوري، وأنه جاء إلى الاتحاد الاوروبي باسمه الحقيقي وبجواز سفر سارٍ المفعول. (اعتقل في شهر أكتوبر/تشرين الأول في مدينة لايبتسيغ، وسرعان ما وجد مشنوقا في زنزانة السجن).
كذلك، وبحسب معطيات الاستخبارات الألمانية، خطط الإرهابيون لشن هجمات ليس فقط في فرنسا، بل وفي هولندا أيضا ضد مطار سخيبول. واتضح ذلك من الملفات التي عثر عليها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة للإرهابيين الذين نظموا هجمات إرهابية في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم 22/03/2016.
وأحد هذه الكمبيوترات يحتوي على “تعليمات” حول تقاسم “المسؤولية عن المناطق” بين الارهابيين.
وهكذا، إضافة إلى “المجموعة الفرنسية” التي هاجمت قاعة الاحتفالات “باتاكلان”، و”العراقية” التي نظمت التفجيرات في ملعب كرة القدم في ضاحية باريس سان-ديني، يوجد أيضا، “مجموعة المترو”، (التي خططت لتنفيذ أعمال إرهابية في مترو أنفاق باريس)، وكذلك “مجموعة المطار” التي كان يجب أن يكون هدفها بالتحديد مطار العاصمة الهولندية أمستردام. ولكن، بفضل تصادف الأحداث السعيد لم يتم تنفيذ جزء من هذه المخططات الجهنمية.
التعليقات مغلقة.