باختصار: لن نغفر ولن ننسى! / زهير ماجد
زهير ماجد ( الخميس ) 1/11/2016 م …
رغم 27 سنة من السجن، خرج المناضل نلسون مانديلا ليردد قولته الشهيرة “نغفر ولا ننسى” .. كي يتجاوز المرء عذابات سنين طويلة وانحباسه عن الحرية بهذه الطريقة المهينة، فيعني قمة الخروج على الذات .. لكن ماذا نفعل بتدمير وطن كان مثالا للامان يدعى ليبيا في وقت يتم فيه تدمير جزء مهام من هذه الامة هي سوريا ومن ثم العراق اضافة الى اليمن.
انا هنا باسم ملايين الليبيين والعرب والمهضومة حقوقهم اقول باني لن اغفر ولن انسى، من دمروا ليبيا ويدمرون سوريا، لا اعتقد ان رئيسا فرنسيا هو ساركوزي يستعد لترشيح نفسه للرئاسة الفرنسية من جديد لا يجب ان يبقى خارج المحاكمة على ارتكابه افظع الخطايا بحق الليبيين حين ساهم بتدمير بلادهم وبقتل القذافي بهذه الطريقة المهينة، رغم ان هذا الرئيس الليبي كان قد قدم له خمسين مليون يورو من اجل حملته الانتخابية، وبناء على ما ورد في معلومات صحفي عربي من ان رجل اعمال لبناني فضح ساركوزي بالقول انه من حمل إليه اموال القذافي. وكذلك الحال مع البريطاني المستقيل رئيس الوزراء كاميرون الذي لعب دور التنسيق مع ساركوزي في عملية تدمير البلد العربي. ولكي تكتمل صورة التآمر على ليبيا، لعبت هيلاري كليننتون دورا مهما ايضا حتى انه تم تسمية ذلك بحملة كلينتون.
من واجب مجتمعات هذه الأسماء محاسبة هؤلاء السياسيين إلى حد انزال العقوبات بحقهم بما ارتكبوه عن سابق اصرار وتعمد من تدميرهم المباشر لوطن افلت من عقاله .. كل ذلك من اجل اخفاء الرشوات التي تلقاها ساركوزي كما تلقتها هيلاري وربما كاميرون ايضا.
ان يغتال وطن لهذه الغايات اولا ومن ثم لأسباب اخرى، يدفعنا إلى القول اننا لن نغفر ولن ننسى، وان الليبيين مطالبون عند خلاص بلادهم من الادعاء على هؤلاء امام المحاكم الدولية.
لكن للحقيقة وللتاريخ، يبقى ان امين عام جامعة الدول العربية عمر موسى آنذاك له اليد الطولى في ما جرى لليبيا بإعطائه الموافقة الكاملة بل الاشارة على ارتكاب هؤلاء جريمة اسقاط ليبيا في هذا الاتون .. فمن يحاكم .. ثم هنالك من وقف إلى جانب موسى في قراراته وكان متحمسا للفعل المزري الذي صار.
فهل يجوز للشعب الفرنسي المؤمن بالحرية وبحقوق الشعوب وحريتها انسجاما مع حقه في الحرية وبثقافته المعروفة ان يعود ليسلم بلاده لرجل له هذا التاريخ قبل ان يحاكم على فعلته ومعه ” فيلسوفه ” الذي قام بتسويق احداث ليبيا الدرامية برنار هنري ليفي .. في الوقت الذي اسقط فيه الشعب الاميركي هيلاري كلينتون، ربما يكون سبب تاريخها الاسود جزءا من هذا السقوط المدوي.
من حقنا جميعا ان لا نغفر وان لا ننسى، وعذرا من مانديلا الذي ابدع في قاموسه الإنساني .. اما ان يتم اغتيال وطن ووضعه على حافة الانهيار الشامل وترتيب فضاء له بتحويله إلى مقتلة ما زالت قائمة، فأعتقد ان مانديلا يوافقنا الرأي في الرد على هذه الجريمة الشنعاء بما يناسب.
ثم من قال ان التاريخ يغفر وان يهرب منه هؤلاء الذين ارتكبوا خلاله معاصي بحجم ابادة وطن وقتل شعب من اجل خصوصيات لا يمكن لها ان تختفي طالما ان هنالك عقلاء يرفضون مبدأ تزوير الحقائق أو التستر على ارتكابات جريمة.
التعليقات مغلقة.