“تراثيات”.. أمسية فنية تضامنية مع غزة في الأردن / محمد عدنان حمد

محمد عدنان حمد ( الأردن ) –  الأحد 25/2/2024 م …




بدقيقة حداد على أرواح الشهداء في قطاع غزة، افتتح “المعهد الوطني للموسيقى” ووزارة الثقافة الأردنية أمس الخميس، حفلاً فنياً وطنياً حمل اسم “تراثيات” لفرقة “كورال صول”، قدمت خلاله عشرات الأغاني الوطنية والأهازيج التراثية المشتركة بين التراثين الأردني والفلسطيني.

قائدة الفرقة بيسان كمال قالت لـ “الميادين الثقافية” إن فكرة الحفل الذي أقيم على خشبة مسرح المركز الثقافي الملكي في عمّان، يهدف في المقام الأول لإيصال رسالة تضامنية أردنية فنية للفلسطينيين في قطاع غزة، وهم يعانون ليس من القتل والتجويع فقط، بل إلى محاولة “إسرائيلية” واضحة لطمس الهوية الفلسطينية بكل أبعادها.

وأضافت أنه وأمام محاولات “إسرائيل” سرقة التراث الفلسطيني واحتلاله كما الأرض، لا بد من مواصلة مثل هذا النوع من العروض الفنية التراثية، لتذكير العالم والأجيال الحالية والجديدة، بأن للتراث الفلسطيني والأردني تاريخ طويل ومتجذر عصي على الاحتلال مهما حاول “تجييره لنفسه ولحضارته الوهمية الزائفة”. 

وبينت الفنانة الأردنية بيسان كمال، أن الأغاني الوطنية والتراثية التي قدمها أكثر من 20 عازفاً ومغنياً، دمجت بين التراثين الأردني والفلسطيني، بحكم التشابه والارتباط التاريخي بين البلدين شعبياً وثقافياً واجتماعياً.

وزارة الثقافة الأردنية كانت راعية لهذا الحفل الذي وصفه مدير معهد الفنون الجميلة حسين دغيمات، بأنه “رسالة واضحة من الفنان الأردني للشعب الفلسطيني، تفيد بأن فعاليات الأردن كافة تتضامن مع الشعب الفلسطيني، وترفض أي مساس بحقوقه التاريخية في أرضه وتراثه وثقافته”.

وأشار دغيمات إلى أن “ظروف الحرب قلصت إلى حد كبير من الفعاليات الغنائية، مراعاة للأوضاع التي يعانيها أبناء غزة، إلا أن مثل هذه الاحتفالات الوطنية، تترك أثراً إيجابياً في نفوس الأردنيين والفلسطينيين، وترفع من معنوياتهم، التي تقلصت هي الأخرى بسبب العدوان على القطاع”.

وأكد دغيمات في حديث لـ “الميادين الثقافية” أن وزارة الثقافة الأردنية “ترعى وتشجع الفرق الفنية والجمعيات الثقافية والأدبية على إقامة فعاليات مختلفة، وأمسيات شعرية للتضامن مع أشقائنا في قطاع غزة”، مؤكداً أن الأردنيين سيواصلون وقوفهم إلى جانب الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.

وأظهر الحضور تفاعلاً كبيراً مع الأغاني الوطنية والأهازيج التراثية، التي كانت حاضرة على الدوام في المناسبات والاحتفالات الشعبية في فلسطين والأردن على حد سواء، كما تقول نوال علي، التي تحرص على حضور كافة الفعاليات الفنية والثقافية أو الاحتجاجية التضامنية مع قطاع غزة.

واعتبرت علي أن هذا النوع من الفن الوطني والتراثي، المتناقل عبر الأجيال، أكبر دليل على أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض والتاريخ والجغرافيا، وأن الاحتلال ليس سوى “غيمة صيف” عابرة عاجلاً أم آجلاً.

وقالت علي إن المشاركة أو حضور الفعاليات التضامنية مع غزة، هي أقل ما يمكن تقديمه للوقوف إلى جانب أهالي القطاع، “الذين يتصدون للاحتلال الإسرائيلي بصدور عارية وأمعاء خاوية”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.