المحامي محمد الصبيحي يكتب: الطيار الذي سدد الضربة القاضية
آرون بوشنيل الطيار في قيادة سلاح الجو الأمريكي هز المجتمع الأمريكي والعالمي عندما أشعل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن مرتديا الزي العسكري هاتفا ( الحرية لفلسطين ،، الحرية لفلسطين ) إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
رحل الطيار بوشنيل ولكنه سجل أسمه في سجل النضال الفلسطيني نحو الحرية وسدد ضربة قاضية الى فرصة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة .
ينبغي أن ننظر إلى هذا الحدث الدرامي العنيف من عدة زوايا.
فهو يأتي اولا من شخص عسكري و يعكس حدة وحجم الاعتراضات على السياسة الأمريكية تجاه الحرب على غزة داخل الجيش الأمريكي فما فعله هذا الطيار قد جاء بدون شك متأثرا بالجو العام بين رفاقه بالإضافة إلى طبيعته الإنسانية التي لم تحتمل رؤية جرائم الاحتلال في فلسطين .
ومن ناحية أخرى فإن الحدث يسجل إلى أي مستوى وصلت الاحتجاجات ضد أدارة بايدن ، والى أي مستوى وصل تحول الشارع الأمريكي عن إسرائيل والى أي درجه عاد اسم فلسطين إلى الساحة العالمية بعد أن كاد يختفي من الذاكرة، ولا شك بأن هذا التحول في الشارع الأمريكي على وجه الخصوص سيدفع البرلمانيين الامريكيين الى مراجعة حساباتهم ومواقفهم تجاه إسرائيل، ومن المتوقع أن نرى في مستقبل قريب اصواتا حرة كثيرة داخل الكونجرس .
احتجاج الطيار بوشنيل القاسي والمؤلم كان أبلغ من ألف تظاهرة في العواصم العربية. فإذا كان هذا الأمريكي الحر قد فقد حياته احتجاجا على الجرائم الصهيونية في فلسطين ، فإن عربا كثيرون قد فقدوا مشاعر الإنسانية وروابط الدين والقومية .
التعليقات مغلقة.